إلى الآن لا يوجد في اليمن إحصائية رسمية أو غير رسمية تبين عدد ضحايا إطلاق الرصاص في الهواء من باب الابتهاج تلك الظاهرة التي شهدتها المدن اليمنية ذات الكثافة السكانية العالية في الأشهر الماضية من قبل أنصار الرئيس صالح، لكن هذا تقرير يبين رأي الخبراء الدوليين حول أضرار هذه الظاهرة المعيبة والقاتلة وكذا رصد تاريخي لحجم الضحايا في مناطق متفرقة من العالم.. والتقرير أعده صلاح أحمد من لندن لشبكة إيلاف ونشوان نيوز يعيد نشره إتماما للفائدة:
يقول خبير المقذوفات ديفيد دايسون في لقاء مع فضائية «بي بي سي نيوز» الإخبارية إن الرصاصة تقطع مسافة طويلة في الهواء، لكن لا أحد يعلم، بعد إكمالها مشوارها، اين ستهبط على جه التحديد. ولأنها تعود إلى الأرض بسرعة عالية فمن شأنها - في حال أصابت شخصما ما - اختراق جلده وعظمه وقتله في العديد من الأحوال».
ووفقا لدراسة أجريت في 1962 فإن الرصاص الذي أكمل مشواره بعد إطلاقه في الهواء يعود إلى الأرض بسرعة 300 قدم في الثانية. وأوضحت دراسة أخرى أجريت مؤخرا إن هذه السرعة تزيد 50 في المائة عن الكافية لاختراق جمجمة الإنسان وهي 200 قدم في الثانية. ولهذا السبب فقد قررت دول عدة تحريم هذه الممارسة بقوة القانون.
ويذكر أن الفضائيات الغربية أصدرت توجيهاتها إلى طواقم عامليها في ليبيا بارتدء السترات والخوذات المضادة للرصاص حتى بعد حسم المعارك لصالح الثوار خشية ما يمكن أن يحدثه رصاص احتفالاتهم المطلق في الهواء.
ويورد خبراء آخرون أمثلة على احتفالات بإطلاق النار انتهت بحوادث قاتلة حول العالم. ومن ضمن هذه ما يلي على سبيل المثال فقط:
* قُتل 20 شخصا بالرصاص المتساقط خلال احتفالات الكويتيين بنهاية حرب الخليج وتحرير بلادهم في 1991.
* عندما احتفل العراقيون بفوز منتخبهم القومي لكرة القدم على فيتنام في كأس آسيا 2007، قتل ثلاثة أشخاص في بغداد نتيجة الاحتفال بهذه الطريقة.
* في الأردن، وجه الملك عبد الله سلطات بلاده بمكافحة الاحتفال بإطلاق النار في الهواء بعدما أدى إلى مقتل شخصين وجرح 13 آخرين في مناسبة واحدة.
* قتل ثلاثة أشخاص في إحدى ساحات العاصمة الفلبينية مانيلا خلال الاحتفالات برأس العام الجديد 2011
* قتل عريس تركي ثلاثة من أقاربه في عرسه عندما أطلق الرصاص من مدفع «كلاشكنيكوف» ليلة زفافه.
* رغم أن هذه العادة تنتتشر رئيسيا في الشرق الأسط وآسيا، فهي ليست حكرا على هاتين المنطقتين. وعلى سبيل المثال فقد أشارت دراسة أميركية إلى أن 118 شخصا عولجوا من الرصاص المتساقط في مستوصف طبي واحد بلوس انجليس في الفترة 1985 إلى 1992 وأن إصابات 38 من هؤلاء كانت قاتلة.
* في الجمهورية اليوغوسلافية الاسبقة مقدونيا، اضطرت الحكومة لش حملة توعية واسعة النطاق للتحذير من مخاطر الاحتفال بإطلاق الرصاص في الهواء. وعلقت ملصقات ضخمة كلها يحمل الشعار «الرصاص ليس بطاقات للتهنئة - احتفل بدون سلاح».
* في صربيا المجاورة فعلت السلطات الشيء نفسه واستوحت شعارها من أغنية شهيرة تقول ما يعادل المثل العربي «ما طار طير وارتفع، إلا وعلى الأرض وقع».