arpo37

"الخليجي" يرفض عقد قمة عربية دعت إليها دمشق

رفضت دول مجلس التعاون الخليجي طلب دمشق عقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة السورية واعتبرت الطلب في هذا الوقت غير مجد، من جهتها شنت تركيا هجوما على سوريا من محاور دبلوماسية وسياسية واقتصادية مؤكدة منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة أخيرة لكنه تجاهلها، يأتي هذا وسط معلومات تفيد باجتماع بين إيران والمعارضة السورية.

وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني في بيان إن مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة الأزمة السورية وسيعقد اجتماعا قريبا لمواصلة متابعة هذا الموضوع في الرباط بالمملكة المغربية الأربعاء.

وأكد الزياني تأييد مجلس التعاون والتزامه بقرارات مجلس جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية في مقدمتها المبادرة وخطة العمل العربيتان بشأن سوريا وقرار مجلس الجامعة بتعليق عضويتها.

وكانت سوريا تقدمت الاثنين بطلب إلى الجامعة العربية لعقد قمة عربية طارئة، وذلك بعدما علقت الجامعة عضوية سوريا بسبب استمرار العنف وقمع المحتجين.

وفي سياق متصل ترأس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي صباح الاثنين اجتماعا مع منظمات عربية معنية بحقوق الإنسان وحماية وإغاثة المدنيين تم خلاله الاتفاق على تشكيل وفد يضم خمسمائة من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين للذهاب إلى سوريا ورصد الواقع هناك.

وقال مصدر مسؤول في الجامعة إن وزراء الخارجية العرب يحددون موعد هذه الزيارة وترتيباتها خلال اجتماعهم الأربعاء في الرباط.

في غضون ذلك بدأت أنقرة على ما يبدو فرض عقوبات كانت هددت بها إذا لم يوقف النظام السوري قمعه للمحتجين.

وطلائع هذه العقوبات -التي أمل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن لا تؤثر على الشعب السوري- تمثلت في تهديد وزير الطاقة التركي بأن بلاده قد تراجع تزويد سوريا بالكهرباء إذا استمر "المناخ السائد فيها حاليا".

وأضاف الوزير التركي أن بلاده أوقفت أنشطة التنقيب عن النفط التي تجريها مع سوريا حيث كانت تعمل شركة النفط التركية الحكومية والشركة الوطنية السورية للنفط في ست آبار في سوريا.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعا الأسد إلى الاعتبار بالمصير المأساوي الذي لقيه الزعماء الذين حاربوا وقتلوا شعوبهم. وقال إن "القادة الذين يتعاملون بدموية مع شعوبهم يذكرهم التاريخ على أنهم القادة الذين تغذوا بدم شعوبهم".

جاء ذلك في كلمة لأردوغان أمام كتلة حزبه البرلمانية في البرلمان التركي بأنقرة والتي طالب فيها سوريا بالاعتذار رسميا ومعاقبة الذين حرقوا العلم التركي، مشددا على أنه "لا بد أن يتم الرد على أي شخص تمتد يده بالإساءة للعلم التركي".

أما الرئيس التركي عبد الله غل فقد أكد أن بلاده أنشأت روابط وثيقة مع سوريا لمساعدتها على التحول نحو الديمقراطية، لكن "للأسف فقد قمعت الحكومة شعبها واقترفت العنف بدلاً من اتخاذ خطوات تتماشى مع تطلعات الشعب".

وأضاف أن قرار الجامعة العربية واضح وتدعمه تركيا، مهددا بأن رد تركيا سيكون مختلفا في حال عدم اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع تكرار الهجمات "على وجودنا وسفيرنا ودبلوماسيينا وبعثاتنا الدبلوماسية هناك".

يأتي هذا الحراك التركي وسط معلومات كشفتها صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الثلاثاء بأن مسؤولين إيرانيين أجروا محادثات مع معارضين سوريين بينهم هيثم مناع، معتبرة ذلك "مؤشراً دراماتيكياً على العزلة المتزايدة لنظام الأسد".

ونقلت الصحيفة عن مصادر في المعارضة السورية أن مسؤولين إيرانيين فتحوا قناة اتصال قبل نحو شهر مع هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي التي تعارض بشدة التدخل الأجنبي في سوريا وتبدو أكثر قبولاً لدى إيران من المجلس الوطني السوري المطالب بتأمين حماية دولية للمدنيين في سوريا.

ونسبت الصحيفة إلى مصدر سوري معارض قوله إن إيران تستخدم مناع -الذي رفض التعليق- للإعداد لمؤتمر للمعارضة السورية، لكن المحاولة فشلت بسبب انعدام الثقة في إيران.

لكن الإيرانيين -بحسب الصحيفة- كانوا على الأرجح يحاولون التركيز على الموقف من إسرائيل والعلاقات مع الغرب في المباحثات مع الهيئة بدلاً من تقديم أي دعم حقيقي لها.

وخلصت الصحيفة إلى أن العرض الإيراني لهيئة التنسيق الوطني قد يكون محاولة للالتفاف على المجلس الوطني السوري من خلال توسيع الانقسامات في صفوف المعارضة السورية.

يذكر أن شخصيات من المعارضة السورية زعمت في بداية الاحتجاجات أن عناصر من فوج القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تعمل مع الجيش السوري لإخماد المظاهرات.

زر الذهاب إلى الأعلى