قصفت جماعة الحوثيين مساء السبت منطقة دماج بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، بعد إعلان لجنة وساطة من المحافظ فارس مناع ووفد من الصليب الأحمر توقف الاشتباكات لعدة ساعات. ونجحت لجنة الوساطة في إدخال أول قافلة غذائية بعد منعها من قبل نقطة من الحوثيين. وقال شهود عيان في منطقة دماج حيث مركز السلفيين في اليمن، إن الحوثيين عززوا مواقعهم حول المنطقة، ونشروا أسلحة ثقيلة ومضادات طائرات بغرض الهجوم على المركز.
وقال الناطق باسم السلفيين أبو إسماعيل لـ«الشرق الأوسط»: «إن لجنة وساطة قادها المحافظ فارس مناع والصليب الأحمر نجحت في إيقاف اعتداء الحوثيون على المنطقة، فيما تم السماح لقافلة غذائية برعاية من الصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي»، موضحا أن الحوثيين «نشروا مدافع وأسلحة ثقيلة في عدة مواقع محيطة بدماج، من أبرزها موقع الجميمة الذي تم تزويده بمدفع رشاش عيار 23، وسيارات هامر عسكرية، ومصفحات، إضافة إلى مدافع عيار بي 10، وصواريخ لو وقذائف هاون وغيرها».
ولفت إلى أن لجنة الوساطة الجديدة لم تتوصل إلى شيء سوى السماح بدخول مواد غذائية، أما عن الدولة فقال إنها لم تقدم لهم أي شيء، وتابع «الدولة الآن تحاول أن تحافظ على نفسها في صنعاء». وأشار إلى أن المعسكرات التي في صعدة لم تقدم أي مساعدة لوقف الاعتداء عليهم، وقال «الدولة ليست لها أي صلاحيات، والمعسكرات تتبع اللواء علي محسن، المؤيد للتغيير - ثورة التغيير، ونحن ضد التغيير، وهذه قضية سياسية، ونحن كما يقال لم نحصل على بلح الشام ولا عنب اليمن، فلسنا مع علي عبد الله صالح ولا مع علي محسن». وكان المتحدث باسم دار الحديث السنية بمنطقة دماج بمحافظة صعدة، قد قلل من أهمية القافلة الإغاثية التابعة للصليب الأحمر الدولي، التي سمح الحوثيون مساء أول من أمس الجمعة بوصولها إلى دماج وذهب نحو ربعها إلى مقاتلين حوثيين يحاصرون منطقة دماج في محافظة صعدة منذ خمسين يوما.
وقال المتحدث باسم المركز إن الحوثيين حاولوا توظيف القافلة الإغاثية إعلاميا، على الرغم من أن ربع القافلة ذهب للحوثيين المحاصرين لدماج، مؤكدا أن الحصار لا يزال قائما، وعمليات القنص ما زالت متواصلة حتى ساعة كتابة هذا الخبر. أما بخصوص الأدوية التي سمح بدخولها مع القافلة، فأوضح المصدر أنها عبارة عن شاش وقطن، مع أن المحاصرين في دماج يحتاجون لأنواع كثيرة من الأدوية، وعلى رأسها مواد التخدير الخاصة بالإسعافات الأولية.
وفي ما يخص نقل الجرحى إلى مستشفى السلام في صعدة، أكد المتحدث باسم المركز أنه وبعد أن تدخل وفد الحقوقيين المرافقين للقافلة، وقاموا بالضغط على الحوثيين، سمح بإخراج 6 جرحى فقط ونقلهم إلى مستشفى السلام بصعدة، فيما لا يزال عشرات الجرحى بحاجة إلى الإسعاف، خصوصا أن الجرحى لا يزالون يتساقطون حتى اللحظة. وأوضح المصدر أن الحوثيين لا يزالون يمارسون عمليات القنص بحق طلاب دار الحديث بدماج حتى مساء اليوم السبت، بالإضافة إلى استهداف منازل المواطنين بمضادات الطيران. وقال إن طالبا سوداني الجنسية، يدعى عماد السوداني، أصيب أمس برصاص قناصة، فيما كان أصيب أمس طالب آخر يدعى قيس اللحجي، أثناء وجود قافلة الإغاثة من الصليب الأحمر.
وبعد أن تدخل الوفد سمح الحوثيون بإسعافه ونقله إلى مستشفى السلام بصعدة، بعد أن شاهدوا حالته الخطيرة، حيث كانت أحشاؤه خارج بطنه، على الأرض، وكان بحاجة إلى إسعاف عاجل.