[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

مقتل 32 طالب أجنبي وجرح 40 آخرين بدماج وسط صمت مريب لسفاراتهم في صنعاء

كشف المتحدث باسم أهالي دماج بمحافظة صعدة، محمد الغرباني، عن مقتل 32 أجنبي وجرح أكثر من 40 آخرين في الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة دماج المحاصرة من قبل جماعة عبدالملك الحوثي منذ قرابة شهرين.

وقال خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم بصنعاء مركز الإعلام الحقوقي بالتعاون مع مكتب التنسيق الإعلامي لمنطقة دماج :"أن سفارات الضحايا الأجانب في صنعاء لم تتفاعل على الإطلاق مع ما حدث لرعاياها في دماج صعدة بالشكل المطلوب".

وأشار الغرباني إلى أن ما اسماه بالتجاهل غير المبرر لهذه القضية من قبل السفارات الأجنبية يدعوا للاستغراب، ويضع أكثر من علامة استفهام خصوصاً وأن القتلى والجرحى الأجانب – حد قوله- كانوا يحملون أكثر من 13 جنسية عربية وأجنبية، بينهم أمريكان وفرنسيين وألمان وبريطانيين.

وفي رده على المزاعم الحوثية التي تقول بأن الضحايا الأجانب كانوا يحملون سلاح نفى المتحدث باسم دماج صحة تلك المزاعم مؤكداً بأن جميع القتلى والجرحى الأجانب هم طلاب علم شرعي في دار الحديث بمنطقة دماج وليس لهم أي علاقة بأي خلافات أو مشاكل.

وأضاف:"لقد عرف مركز الحديث منذ تأسيسه بالنهج السلمي ولم تحدث أي مشاكل إلا عندما أراد الحوثيون خلال الآونة الأخيرة استكمال سيطرتهم على محافظة صعدة وحجة والجوف".

من جهته أوضح الإعلامي حسن الحاشدي، مسؤول الأنشطة والبرامج في اللجنة الشعبية لفك حصار دماج، أن قضية دماج هي قضية حقوقية مطلبية بامتياز وليس لها أي صبغة مذهبية .

وقال الحاشدي :"إن دار الحديث بمنطقة دماج ظل لأكثر من ثلاثون عاماً في تسامح مذهبي مع من حوله من أعلام الزيدية وما يثار اليوم هو عبارة عن فكر دخيل على المجتمع اليمني لا علاقة له بالزيدية ولا بالشافعية ".

جرائم وانتهاكات في دماج:-

صالح الصريمي، رئيس مركز الإعلام الحقوقي،تحدث عن الجانب الإنساني والحقوقي في قضية دماج مؤكداً بأن إحكام الحوثي على محافظة صعدة بقوة السلاح دفع المنظمات الإغاثية والحقوقية إلى مغادرة المنطقة باستثناء الصليب الأحمر الدولي الذي قال بأن وجودها هي الأخرى أصبح رمزي إذ لا تقدر على التحرك دون توجيهات الحوثي والقبول بشروطه المجحفة – حسب قوله.

وقال الصريمي :"إن الحوثيون لم يتوانوا في ارتكاب جرائم القتل ضد من يخالفهم الرأي والفكر والمنهج بدليل ما يحدث اليوم من حصار لمنطقة دماج وعدم السماح بدخول المواد الغذائية للمواطنين بالإضافة إلى إجبار سكان صعدة وبالذات النساء على صناعة الطعام لمن يطلق عليهم المجاهدين ".

كما تحدث الصريمي عن ما اسماها انتهاكات تمارس ضد الأطفال الذين تعرض عدد منهم للحبس بتهمة الفرار من معسكرات الحوثي التي تكتظ – حسب قوله- بصغار السن، متهماً في الوقت ذاته جماعة الحوثي بتعبئة الأطفال تعبئة خاطئة وتصوير كل من يخالفهم على أنهم عملاء لأمريكا وإسرائيل.
ووفقاً لرئيس مركز الإعلام الحقوقي فقد وصل الأمر بالحوثيين إلى القيام بتفجير منازل المواطنين المناوئين لهم وطردهم من مناطقهم بعد مصادرة كل أملاكهم منوهاً إلى أن عشرات الآلاف من السكان لا يزالون مشردين حتى اليوم ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم.
وانتقد الصريمي دور المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام التي قال بأن عملها اقتصر فقط على المدن الرئيسية بعد تجاهلها لما يحدث في صعدة والجوف وحجة وأرحب، مؤكداً بأن ملف القتلى والجرحى في صعدة عموما ودماج خصوصا سيقدم للمحاكم المحلية والدولية وسيتم متابعة القضية حتى النهاية.

· مصادرة قوافل الإغاثة:

عبدالله الشيباني، مرافق لإحدى قوافل الإغاثة التي كانت متجهة إلى منطقة دماج ، أفاد هو الآخر بأن مجموعة مسلحة تابعة للحوثيين أعترضت طريقهم وقامت بمصادرة محتوى الشاحنة المحملة بالمواد الغذائية والدوائية التي كان برفقتها واختطافه هو وزملائه لمدة أسبوع.
وقال الشيباني:"لم يكتفي الحوثيون بحبسنا وإنما قاموا بسلب كل ما بحوزتنا من مصاريف وهواتف نقالة ومنعونا من التواصل مع أسرنا بل وحتى الطعام مما اضطرنا إلى الافتراق مع بقية المساجين في حدرة واحدة بما تبقى لدينا من فلوس لم تصل إليها ايدي الحوثيين".
وتطرق الشيباني إلى حجم المعاناة التي لاقوها بعد خروجهم من الحبس سيما وقد جردهم الحوثيون من كل مصاريفهم وهواتفهم النقالة التي لم تعاد لهم – حد تعبيره – إلا أثناء العودة ، مؤكداً بأن المعونة الغذائية والدوائية تم مصادرتها كاملة إلى مخازن الحوثي ولم تصل إلى مستحقيها حتى اللحظة رغم مطالبة الناشطة الإعلامية رشيدة القيلي، المستمرة للحوثيين، بإرجاع القافلة أو تسليمها لمستحقيها.
وأختتم حديثه بالقول:" لقد التقينا بمواطنين محتجزين في سجون الحوثي بتهم باطلة منها عدم دفع الزكاة للسيد عبد الملك الحوثي".

زر الذهاب إلى الأعلى