قالت مصادر مطلعة في صنعاء أن ترتيبات تجري داخل القيادة العليا لحزب المؤتمر الشعبي العام تمهد لتولي العميد أحمد علي عبد الله صالح قيادة الحزب خلفا لوالده الذي يتواجد حاليا في الولايات المتحدة لاستكمال العلاج.
وأوضح قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح, أن هذه الترتيبات تأتي بالتنسيق مع الرئيس الذي يتواجد حاليا في الولايات المتحدة للعلاج وتمثل مخرجا مقبولا لإشكالية استمرار الرئيس في المشهد السياسي بعد منحه الحصانة من الملاحقة القانونية والقضائية وأيضا لضمان بقاء حزب المؤتمر الشعبي متماسكا ولاعبا أساسيا في الحياة السياسية اليمنية خلال المرحلة القادمة حاملا لمشروع بناء دولة مدنية وبتوجهات ليبرالية أكثر انفتاحا.
وأكد القيادي المؤتمري لـ"العربية نت " أنه اذا كانت المرحلة القادمة ستشهد إعادة هيكلة الجيش والأمن فإن نجل الرئيس الذي يشغل حاليا منصب قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة, سيظل حاضرا في المشهد اليمني كرئيس للحزب الذي أسسه والده في عام 1982 وبما يضمن استمرار المؤتمر الشعبي كحزب قوي مع أحداث إصلاحات تعيد الثقة لأنصار الحزب الذين يشكلون غالبية عظمى على حد قوله.
وعن مسألة قبول اليمنيين للتوريث داخل الحزب بعدما خرجوا في احتجاجات شعبية لإسقاط مشروع التوريث داخل الدولة، قال: عائلة غاندي تتوارث منذ عقود زعامة حزب المؤتمر الهندي مبقية على حضور قوي لإرث تاريخي تركه مؤسس الحزب ومؤسس الهند الحديثة جواهر آل نهرو, والهند دولة ديمقراطية عريقة, وفي لبنان يتم توارث زعامة الأحزاب التي أنشأها القادة السابقون سواء تعلق الأمر بعائلة الحريري أو عائلة جنبلاط أو غيرهم, وبالتالي فإن علي عبد الله صالح كزعيم مؤسس لحزب المؤتمر الشعبي العام من حق نجله أن يخلفه باعتباره مواطن يمني إذا قررت قيادة الحزب انتخابه.
ولفت إلى أنه إضافة لكون أحمد علي عبد الله صالح شخص مقبول لدى أنصار صالح ومؤيديه وليس حوله أي شبهة فساد تسيئ لسمعته, فإن هذا الأمر سيحظى بمباركة الأطراف الإقليمية والدولية التي ترغب في بقاء المؤتمر الشعبي العام كحزب ليبرالي محافظ ووسطي حاضرا في المشهد السياسي اليمني الذي تبرز مخاوف من وصول المتشددين والأصوليين إلى هرم السلطة فيه.