arpo27

الشيخ الديلمي: الاصلاح كان جزءا من النظام ولكن الأخير خانه

كفّر حكام الجنوب قبل الوحدة،واقترنت حرب صيف 94م بفتواه الشهيرة ، التي أوضح فيها حقيقة موقفه منها لاحقاً..ووصف عناصر القاعدة أنهم «شباب من بقايا المجاهدين الذين حاربوا الشيوعية» مرحباً لجوءهم إلى العنف بردود فعل على الظلم الذي ترزح تحت وطأته المجتمعات..أفتى بعدم جواز الرئاسة لحواء..وقال:إن جمهور العلماء أجمع بعدم جواز الولاية العامة للمرأة..لم ينكر أن حزب الإصلاح كان جزءاً من النظام وقال: إن تحالفه معه كان لمواجهة كفر الجنوب.

الشيخ عبدالوهاب الديلمي في حوار مع«الجمهورية» تنشره،ولاتتفق معه في كثير مما ذهب إليه... نبدأ من جديد الأحداث وأداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية في مشهد لم يكن متوقعا من قبل..كيف تقرأ المشهد؟
الحقيقة هذه فاتحة خير، والشيء الذي يلفت النظر في العملية برمتها هو التصويت من قبل الشعب للرئيس عبدربه منصور هادي بعيداً عن الإغراءات والتهديدات أياً كانت، إنما كان بمحض اختيار الناس رجالاً ونساءً، وكون الرئيس الجديد يحظى بما يزيد عن ستة ملايين ونصف المليون صوتاً،هذا يدل على ثقة الجماهير بهذا الرجل، كما يدل على حب الناس عن الوصول إلى مخرج بعد فترة طويلة من الأزمات المتلاحقة..هذه بشارة خير، ونحن نحسن الظن بهذا الرجل ونسأل الله أن يوفقه وهو يحتاج إلى بطانة صالحة وإلى تعاون، وقد دعا في خطابه إلى التعاون ومن أحسن الكلمات التي قالها في هذا الخطاب هو تجريد الأعمال من الشخصنة، ويكون الاتجاه في خدمة الشعب بعيداً عن الحزبية أو المصالح الضيقة.
أبرز أخطاء النظام خلال الفترة السابقة؟
الأخطاء كثيرة وأخطرها هو تحطيم الإنسان، الإنسان هو محور هذه الحياة فإذا تم تحطيم هذا الإنسان من داخله بحيث لايلقى رعاية أو نماء حتى يكون مصدر عطاء للأمة ويبقى يدور حول نفسه إلى جانب تشجيع البعض على أن يفعل ما يشاء، وقد غاب مبدأ الثواب والعقاب وتم تشجيع الفساد وأصحاب الفساد على كل مايفعلونه، هذه أدت إلى كثير من الأخطاء، طبعاً منها أخطاء ابتزاز الثورة وهي ثروة البلد وتدميرها، أخطاء عدم حسن اختيار المسئولين الأكفاء، واختيار من هو على شاكلته..التعليم تدمر.. الاقتصاد تدمر.. السياسة وجهت توجيهاً خاطئاً، علاقة البلد بالخارج كانت علاقة سيئة، علاقة ابتزاز وليست علاقة مصلحة للأمة، الأمن والاستقرار كان مفتعلاً، وكان الأمن من أجل شخص وليس من أجل أمة، الجيش ولاؤه ليس للأمة أو للوطن وإنما من أجل أشخاص، هذه كلها انصبت في طريق واحد أدت إلى تدمير كل شيء جميل في البلد.
طيب يقول البعض إنكم كنتم في الإصلاح وقبله كجماعة جزءاً من هذا النظام وبالتالي تتحملون جزءاً من المسئولية؟
نعم. لاننكر هذا أننا كنا جزء من النظام من بداية تسلم علي عبدالله صالح للسلطة، لكن تعرف أن الإنسان عندما يدخل شريكاً مع صاحبه ثم يحس أن صاحبه يخونه خيانات متكررة فيما اتفقوا عليه فمن الغباء أن يستمر الإنسان مع شريك خائن، نحن بقينا معه عندما كان للأمة مصلحة من البقاء معه، ولما تكرر النصح من قبلنا ومن قبل غيرنا لهذا الرجل وقد تمادى في أخطائه، وقدموا العديد من الأوراق والنصائح حتى يحول التوجه من توجه فردي واستبدادي إلى توجه فيه مصلحة للأمة، في هذه الحالة لم يراعوا مسألة العلاقة الشخصية لأن العلاقة الشخصية شيء ومصلحة الأمة شيء آخر، فبدأوا يبحثون عن مخرج وكان هذا المخرج لإزاحة الظلم.
كنتم له سنداً ركيناً لأكثر من مرحلة وأكثر من موقف حتى استطاع أن يستمر هذا الاستمرار؟
كانت عندنا موازنات، وأنت تعرف أن الجنوب من كان يحكمه قبل الوحدة، ولو ترك الأمر كما كان، فالجنوب قبل الوحدة كانت لهم أهداف خطيرة جداً في اجتثاث أصول الإسلام ومصالح الأمة كلها، فكنا نراعي مسألة جلب المصلحة ودرء المفسدة، وكنا نرى أن مفسدة أدنى تقدم على مفسدة أكبر، حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
هل كانوا يحاربون الدين كما تقول، ويقفون في وجه مصالح الأمة؟
لا يوجد شخص يتنكر للدين إلا وهو يتنكر للأمة..لماذا؟ لأن الدين هو أساس مصلحة الأمة، ولأن الدين نفسه يرفض أي ظلم على أي شخص، الإسلام يرعى الحيوان ويرعى الكافر فكيف لايرعى حقوق المسلم؟
هو ينفون ذلك ويقولون هم مسلمون مثلكم، كانوا يتبنون قيام دولة مدنية حضارية لا أقل ولا أكثر؟
هذا يُسأل عنه الأخوة في الجنوب الذين عاشوا فترة الشعارات التي رفعت مثل شعار: لا إله والحياة مادة..وكذا مدارس النجمة الحمراء، ومدارس ما يسمونها البدو الرحل، وانتشار الكتب الشيوعية، هذه يُسأل عنها الذين عاصروها وعاشوها، سحل العلماء، تأميم الأموال، هذه أشياء لا ينكرها أحد.
هل كانوا دولة غير إسلامية قبل الوحدة؟
الحكام نعم..أما الشعب فمسلم..وكان مغلوباً على أمره وكانت القبضة محكمة في يد من يحكم هذا الشعب بطريقة غير شرعية.
صدر مؤخراً بيانكم الصحفي الشهير الذي تناول تكفير بعض الزملاء الصحفيين والتحريض عليهم..لماذا البيان من أساسه ولماذا التكفير؟
هذا البيان لم يكن تجنياً على شخص أو جماعة أو شريحة معينة بذاتها، لكن كان له مبرراته، إحدى الأخوات التي كانت ضمن مسيرة الحياة من تعز إلى صنعاء كتبت مقالاً أساءت فيه إلى الإسلام وإلى الذات الإلهية، وهي بشرى المقطري، وكان في كلماتها كفر واضح، ونحن لا نتجنى على شخص لشخصه، ولكننا ننظر إليه من منظار سلوكه وعمله، فأي شخص يحسن للإسلام فنحن معه قلباً وقالباً وأي شخص يسيء إلى ثوابت الإسلام فلا يمكن أن نتجاوز، هذا دين، الرسول صلى الله عليه وسلم لاقى المتاعب العظيمة في إقامة هذا الدين والصحابة ومن بعدهم ضحوا في سبيل ذلك ونحن اليوم نسكت والمسئولية قائمة في وجوهنا وأعناقنا على من يطعن في الإسلام؟ نحن لن نسكت،ونحن لم نتكلم عن الصحفيين بالإطلاق، الصحفيون إخواننا وتوجهاتهم صحيحة ويغارون على الإسلام كما نغار نحن على الإسلام،لكن إذا وجد أشخاص عندهم توجهات في الإساءة إلى الإسلام فلسنا معه،ونحن نقصده لوحده ولانقصد عموم الصحفيين.
من وجهة نظرك هي أساءت في مقالها هذا إلى الإسلام؟
هي أساءت للإسلام والعبارات التي قالتها جاءت في الخطاب الذي قاله العلماء.
وهل البيان الذي أصدرتموه يعالج المشكلة؟ أم أنكم تكونون قد أضفتم مشكلة جديدة، البيان حرض عليها العامة من الناس أصبحت خائفة على نفسها غير بعيد أن يستهدفها شخص ما على ذمة فتواكم؟
لم نحرض عليها العامة،لكننا طالبنا بمحاكمتها، وهذا هو مايجب أن نفعله، بل هو أدنى ما يجب أن نفعله، لم نستبح دمها، ولم نأمر بقتلها، ولم نحكم بردتها، ولكننا قلنا تتقدم إلى المحاكمة، بل قلنا إذا تابت فهذا هو الأصل فيمن يسيء للإسلام، من قال كلمة الردة واستتيب ثلاثة أيام فإنه تقبل توبته، وهذا الذي أردناه.
هل ترى أنها ارتدت عن دينها بهذا المقال؟
بهذه العبارات التي وردت في المقال وهي طعن في الله، هي مرتدة لاشك. حتى إذا تابت نحن نحكم بتوبتها.
طيب إذا ما تجرأ شخص ما من الشارع على قتلها بعيداً عن علمكم أنتم معتمدا على فتواكم..ألا تتحملون أنتم المسئولية في ذلك؟
إن كنا استبحنا دمها وأمرنا بقتلها فنحن نتحمل المسئولية، وإن كنا طالبنا بإحالتها إلى القضاء فلا نتحمل المسئولية،المسئولية يتحملها هذا الطائش.
بعيداً عن البيان نفسه لماذا لا ترفعون عليها دعوى إلى المحكمة بهدوء وتحاكمونها؟
لا نستطيع، جاءت هذه القضية في فترة ليست هناك دولة، القضية مفلوتة، ولعل الأخت هذه تحينت وجود هذه الأجواء فقالت مثل هذا الكلام، ولو تعرف أن هناك دولة لا تسمح بمثل هذا لما تجرأت على قول هذا،نحن لا نضمن وجود محاكمة سليمة في هذه الأوضاع أحلنا الأمر إلى الدولة لتتبنى قضية محاكمتها.
ماذا عن بقية الصحفيين كالزميل فكري قاسم ومحسن عايض و..؟
لم نذكر شخصاً بعينه، لكن ساءنا أن يكون هناك من يتعاون مع هذا التوجه، فالذي يتعاون مع هذا التوجه يريد الإساءة للإسلام ويريد الإساءة إلى الذات الإلهية، ونحن لم نقصد شخصاً بعينه.
لننتقل إلى محور أخر في الحديث..ينشد الشباب والثوار في الساحات والميادين الدولة المدنية في الوقت الذي تتوجسون أنتم منها وتحرمونها...لماذا؟
نحن لا همنا التسميات مثلما يهمنا المضمون، سم الخمر قهوة، سمها ماء، سمها لبناً، الأسماء لا تغير من حقيقتها، فالدولة المدنية سمها دولة مدنية دولة عسكرية دولة دينية سمها ما شئت..المهم ما هو المضمون؟ هل المقصود أن تكون المدنية مقابل عسكرية، بمعنى أنه لا يحكم العسكر بعد اليوم؟ كون تجربة العالم العربي في حكم العسكر فيه نوع من التسلط، نحن لاندخل في صراع مع المفهوم، نحن نقصد أنه لايأخذ بزمامنا غير الله عز وجل.
مبدئياً لا أحد يرفض الدين أو يرى فيه مشكلة، فقط ربما يقصد البعض التمييز بين ما هو ديني وبين ما هو دنيوي في التعامل مع القضايا.. ؟
إن كان يقصد الوقوف ضد تسلط الأفراد فنحن معه، لأن الأفراد ليس لهم حق التسلط على أحد، وإن أردت التسلط سيادة الشرع، شرع الله عز وجل، فنحن كلنا عبيد لله وليس لأحد أن يقول لحكم الله لا،وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون له الخيرة من أمرهم، الإنسان لا يخيّر في حكم الله أن يفعل أو لا يفعل،نحن عبيد الله عز وجل.
أريد رؤيتك بإيجاز حول الدولة المدنية؟
كما قلت لك لاتهمنا الأسماء، نحن نريد أن نُحكم بشرع الله، هو الحد الفاصل، سمها مدنية أو غير مدنية.
ما ذا ترى في القول بالتمييز بين ما هو ديني وبين ما هو دنيوي؟
إن كان المراد بالديني الذي ليس فيه نصوص شرعية قطعية وهي مجال للاجتهاد فنحن نفتح المجال للاجتهاد ما شاءوا في قضايا الطب، في الهندسة، في الطيران، في البحرية، والإسلام يستوعب كل شيء وباب الاجتهاد مفتوح لمن يريد أن يجتهد، بشرط أن يراعي أمرين: يراعي المصلحة ويراعي مقاصد الشرع المضبوطة بقواعد، من الخلط الخاطئ أن يقول أحد إن الإسلام يتصادم مع الدنيا هذا أمر في غاية الخطأ، الإسلام جاء ليرعى المصلحة الدينية والدنيوية..
هناك مفاهيم سياسية كالسيادة للشعب.. كحكم الديمقراطية.. ما ذا ترون؟
السيادة للشعب في اختيار الحاكم، لكن أن يكون الحاكم بأمره وبدون شرع الله فمرفوض، الشعب هو عبد لله عز وجل، لكن من حقه أن يختار الحاكم، أن يحاسب الحاكم، أن يعزله، لكن أن يكون الشعب مصدر تشريع فهذا لا..قد نقول مصدر تشريع فيما له مجال للاجتهاد بشرط ألا يخرج عن قواعد الشرع.
البرلمان هو مرجعية الأمة وهو من يشرّع ومن يضع القوانين؟
نعم البرلمان، هو ممثل الأمة، مستحيل الشعب أن يشرع، المجلس يجب أن يكون فيه من خيرة الأمة علماً وفكراً وخبرة وفقهاً، وأن يكون فيه من العلماء ولا أقول علماء الشريعة فقط فهم شريحة من الشرائح، بل علماء مختلف الفنون والمجالات، هذا المجلس يشرع لكن لا يخرج التشريع عن شرع الله تعالى.
يتصدر الإسلاميون المشهد القادم بعد انفجار ثورات الربيع العربي في اليمن وغير اليمن..ما هي تصوراتكم للمرحلة القادمة؟
أولا سنكون عوناً لمن يخدم هذا البلد، وسنضع أيدينا في يده ولن نعادي أحدا أو نناوئه، وعلي عبد الله صالح لم نقف ضده لشخصه بل لتوجهه وأي شخص يأتي في المستقبل لن نقف معه أو نعاديه لشخصه أبداً، نحن ننظر إلى توجهه، فإن صدق في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الأمة فنحن معه، ونحن لانحرص على الحكم مثلما نحرص على من يحكمنا وبما يحكمنا؟
هل تحملون مشروعاً لإنقاذ الأمة من واقعها المر الذي خرجت ضده؟
نحن نحمل نوايا حسنة، ولا نستطيع أن نجزم بما سيكون، ونحسن الظن بمن سيتولى أمر الأمة خلال الفترة القادمة، أنت تعلم ماجرى خلال الفترة الماضية من المآسي الكثيرة التي كنا في غنى عنها، نحن نريد البناء للأمة في المستقبل لمعالجة هذه المشاكل، ولا تنس أن هذه المشاكل لايمكن أن تحل بعصى سحرية، الأمور تحتاج إلى فترة من الزمن، والمثل العامي يقول: مخرب غلب ألف عمار، نحتاج إلى صدق النوايا من الحكام ومن التعاون من قبل الآخرين، أقول: لا ينبغي للمواطن اليمني ولا غير اليمني أن يكون مثل الماصورة عبارة عن مجرى للأكل والشرب، خلق الله له عقلاً وزوده بالمواهب فعليه الاستفادة منها، لكن أن يضيّع حياته في الأكل والشرب وينتظر ما سيعطيه الآخرون دون أن يعمل شيئاً للأمة، فهذا هو الدمار، ولا تستطيع الحكومة القادمة أن تبني إلا بتعاون الصغير والكبير وأن يحس الناس بالمسئولية..مشاكل البلد كثيرة كما ذكرها الأخ عبدربه منصور هادي في كلمته.
قلت تحملون نوايا حسنة..هل تكفي النوايا لوحدها؟!
لا..أنا قلت نوايا حسن بالنسبة للمستقبل، نحن لانسيء الظن بأحد.
سألتك عن مشروعكم المستقبلي؟
كما ذكرت لك، نضع أيدينا في يدي الرئيس، ونحن أمام ثوابت ينبغي أن ننطلق من خلالها، الدستور.. القوانين.. مصالح الأمة.. هذه مصالح يجب أن نرعاها جميعاً، وننطلق لا من مزاجية ولا من حزبية ولكن من مصالح الأمة.
على أية حال.. أنتم الحكام اليوم ولا زالت لديكم قضايا كثيرة مؤجلة لم تحسموها حتى الآن، كموقفكم من المرأة، موقفكم من الفن مثلاً، كيف تنظرون إلى ذلك؟
نحن لاننشغل بهذه الجزئيات مثلما ننشغل بالقضايا العامة، الذي يتمسك بهذه الجزئيات يدور حول نفسه أو يدور في أوهام، نحن لا يهمنا إلا أن تكون هذه القضايا كلها في إطار شرع الله عز وجل، نحن لانتبنى قضية لهوى أو شذوذا عن دين الله عز وجل،كل قضية لانحكم عليها من خلال الحزب بل من خلال شرع الله عز وجل..هذه القضية التي تتكلم عنها أين موطنها من سلم الأولويات التي نحن بصددها، المرأة جزء من برنامج طويل، وهي شريحة في هذا المجتمع، والمرأة لا نتنكر لها، وقد أكرمها الإسلام من زمن، ولازالت تعامل معاملة جاهلية في بعض القضايا، هناك رواسب جاهلية لاتزال عند البعض حتى عند بعض المثقفين، تحرم كثيراً من حقوقها، لسنا مع ثقافة مزورة عن دين الله تعالى، نحن نريد الوسط في كل شيء.
هل تسمحون لها أن تعمل في المجال السياسي المباشر وفي المناصب العليا؟
لانستبق الأحداث، عندنا مجلس شورى وعندنا دراسات لكل قضية، وما هو حجم هذه السياسة التي تشارك فيها المرأة..
كعالم دين أسألك هل تسمح وفق فتوى شرعية أن تكون المرأة رئيسة للجمهورية لاسيما وبعض الناشطات السياسيات في قوى الثورة تقول إنها قد تطمح لأن ترشح نفسها رئيسة للجمهورية؟
من خلال الأدلة وهو يكاد يكون إجماع أهل العلم أن الولاية هذه تعتبر ولاية عامة، والولاية العامة لا تتولاها المرأة، بالنسبة لبعض الولايات الأخرى ففيها خلاف كتوليها القضاء، بعض أهل العلم يجيز ذلك وبعضهم لايجيز ذلك، لكن الرئاسة العامة أن الإجماع منعقد على عدم الجواز، ومن أعظم حجج الجمهور الحديث المشهور «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة».
في فكر أهل السنة تخريج غريب في مسألة الولاية..يقولون بجواز رئاستها في حالة التغلب؟!!
نحن لابد أن نفرق بين التغلب وبين الاختيار فالمبايعة بالاختيار هذا غير وارد، والقول بالتولي في حالة التغلب من أجل حقن الدماء حتى لاتحدث فتنة، نحن لانسلم طواعية ولكن من أجل دفع ضرر أكبر بضرر أصغر.
هذا عن المرأة ما ذا عن نظرتكم تجاه الفنون كالأناشيد والأغاني؟
الأغاني.. كلمة غُنى هو الشعر الملحن، والشعر الملحن أنواع، هناك كلمات طيبة وكلمات قبيحة فما يؤدي إلى تشبيب الغرائز وإثارة الفتنة وإلى الفجور فهذا نرفضه تماماً، أما الأناشيد التي تدعو إلى الفضائل فلا غبار عليها.
الأغاني العاطفية مثلاً؟
ما كان منها مصحوب بالمعازف هذه فيها أدلة كثيرة جداً، ولا نحكم فيها بأهوائنا ولكن نخضع للدليل.
المعازف كالعود والموسيقى محرمة؟
المعازف عموماً، أنا لا أقول هذا رأيي، ليس لي رأي هنا، هذا رأي الشرع، أدلة قطعية واضحة لا رأي فيها لأحد، إنما لشرع الله عز وجل.
حتى الأناشيد الدينية المصحوبة بالموسيقى أو الدف أو العود؟
لا بد أن تفرق بين ما يدخل تحت كلمة معازف وبين الأناشيد الدينية، الأناشيد حلال، ولا يحرم الحلالُ الحرامَ، كون المعازف محرمة، لا تكون حلالا لأنها مصحوبة بأناشيد دينية..أحب أن أقول ما قاله ابن خلدون رحمه الله، قال: أمة لم تصل إلى منتهى ما تريد من بناء الدنيا لا تغني، إذن لا تغني إلا الأمة اللاهية الضائعة أو الأمة التي حققت كل شيء، فنحن عندما نتحدث عن الأغاني ونحن ما نزال في الحضيض وحياتنا ضائعة وبناؤنا ضائع وكل شعب الحياة ليس لها وجود ولا نلتفت إليها فمعنى ذلك أننا أمة لهو، وليس أمة عمل، فالأمة أولاً تتجه إلى البناء وإلى العمل، فإذا فرغت من بنائها ولا أظنها تفرغ...
قضايا أخرى...موقفكم من الحوثيين والحراكيين والأقلية اليهودية الدينية..؟
هؤلاء مواطنون، فمن عاش كمواطن يخدم هذا الوطن فلا نعاديه ومن أراد أن يشق العصا أو يحدث فتنة فلسنا معه، لأننا يجب أن نكون حول شرع الله والدستور الذي يحكم الجميع، ومن أراد أن يكون شاذاً عن هذا فهو بعيد عما تريده الأمة.
عبد الملك الحوثي يقول إنه يريد شرع الله..؟!
الذي يريد شرع الله لا يمزق الأمة ولا يقتل النفس وينبغي أن يدعو الناس بالإسلام ولا يدعوهم بالسلاح.
في العام 2006 في الانتخابات الرئاسية وبينما كانت نيران النظام السابق تنهال على رؤوسهم دخل الحوثيون الانتخابات وشاركوا فيها، اليوم الانتخابات التي تريد أن تقتلع علي عبدالله صالح رفضوا المشاركة فيها، كيف ترى؟
مزاجية، وأنهم عندهم مشروع يريدون تحقيقه في البلد ووجدوا إيران تدعمهم وقد تنكروا للمذهب الزيدي ويمارسون أموراً لم تكن تمارسها الزيدية في اليمن وهي من أفكار الرافضة الاثناعشرية.
هم ليسوا زيدية؟
كانوا زيدية، ثم تنكروا للزيدية ولا أطيل عليك اقرأ مذكرات (يقصد ملازم) حسين الحوثي تجد فيها طامات لا تتوافق مع المذهب الزيدي لا من قريب ولا من بعيد.
الحراكيون في الجنوب أيضاً؟
الإسلام وجميع الأديان والعقلاء في العالم يدعون إلى التآلف والمحبة والوحدة...أما الانفصال لا يؤدي إلا إلى التوتر والعداوات والعودة إلى الحروب والمشاكل، وإذا كانت ذريعتهم هي المظالم التي حصلت فنحن نقول: لا للظلم..نعم للوحدة، نحن جميعاً ضد الظلم لكننا مع الوحدة لأن اليمن عبر التاريخ شعب موحد..الذي ظلم الجنوب عصابة تبناها علي عبدالله صالح وسلطها عليهم من أجل أن يحكم الناس وفق هواه، وقد أساء إلى الوحدة مثلما أساء إلى نفسه وأساء إلى الشعب كاملاً.
إذا قرر الجنوبيون باستفتاء شعبي فك الارتباط؟
إذا ما قرر.. هذا له حكمه، لكن أنا أعتبر أن التصويت على الانتخابات الرئاسية تعتبر استفتاء على الوحدة ولا أظن العقلاء يرضون بالانفصال..
القاعدة؟
أولاً لا ينبغي أن نلقي كل حدث على القاعدة، هذا من الخطأ، المشكلات التي حدثت أثناء الانتخابات في الجنوب تبناها أفراد محسوبون على النظام السابق وليس من أية جهة، هذا ما يريده النظام السابق، كان يفتعل أحداثاً من أجل أن يبتز أموال الناس من الخليج والأمريكان وكان يهول من شأن القاعدة لذلك، والقاعدة هم شرائح، ربما كان البعض صادقا في جهادهم، وبعضهم مرتبط بالنظام والله أعلم بالنوايا.
لكن القاعدة موجودة في النهاية..؟
موجودون، ومنطلقهم هؤلاء من الخراب والظلم الذي يضغط على كل البلاد في اليمن وخارجها، لو وجد عدل وحكم بشرع الله عز وجل لانتهت هذه الأمور..شباب القاعدة جاء من بقايا المجاهدين الذين حاربوا الشيوعيين في أفغانستان، ولما انتهى الاتحاد السوفيتي أراد هؤلاء أن يغيروا في بلدهم وأن يصلحوا بلدانهم فلم يجدوا أي استجابة، الحكام دفعوهم إلى تبني العنف وردود الفعل العكسية، ولو أن الحكام فتحوا مجالاً لهؤلاء وحفظوهم من الضياع وحاوروهم وفتحوا لهم المدارس تعلمهم الإسلام الصحيح لكان الأمر غير ذلك..لو وُجد العدل لما وجدت هذه الظاهرة إطلاقاً..لا ينبغي أن نصب جام غضبنا على الشباب هؤلاء ونبرئ ساحة الحكام الظلمة..ونحن لا نبرر أي عمل يستهدف المدنيين أبداً.
الأقلية اليهودية..لا يزالون حتى اليوم منتقصي المواطنة إلى حد ما..هل تقبلون بأحد منهم أن ينتسب إلى حزبكم؟
أولاً باعتبار حجمهم تكاد تقول أن اليمن ليس فيه أقليات، الشيء الثاني ينبغي أن ندرس التاريخ كيف عامل الإسلام أهل الكتاب، تجد أن الإسلام أنصفهم، ربما يجد الذمي أو المستأمن من الحقوق في بلاد المسلمين ما لا يجدها في حكامه من اليهود أو النصارى..الإسلام الذي أعطى هؤلاء الناس حقوقهم لا يمكن أن نحيد عنها، لهم مالنا وعليهم ماعلينا، ولانريد ظلم أحد منهم.
لم تجبني عما إذا أراد أحد منهم الانتماء إلى حزبكم؟
هل سيخضع لأحكام الشرع خضوعاً كلياً؟ هل سيمتنع من الخمر؟ من الربا؟ من الزنا؟
شريعتهم تحرم ذلك؟
أنا عندي أهداف لا تتحقق إلا بمعتقداتي..نحن نتكلم عن واقع لا عن التوراة، الآن أهل الكتاب الموجودون لا يمتون بصلة إلى الأديان، الأمريكيون مثلاً أقرب إلى الإلحاد منهم إلى أهل الكتاب، النصراني لا يعرف الكنيسة إلا يوم الأحد من أجل أن يضع قليلاً من الماء في صدره أو يسمع موسيقى ويخرج، الكثير منهم لا يعرف الكنيسة إلا عندما يدفع الرسوم التي يحاربون بها دين الله، في قضايا كثيرة أصبحوا لا علاقة لهم بالدين، أذكر كلمة قالها الشيخ عمر عبدالكافي، يقول: حضر مؤتمراً للتقريب بين الأديان واكتشف أن 40% من سكان ألمانيا يذهبون إلى مكاتب الجوازات والجنسية ويغيرون دياناتهم بمسح كلمة مسيحي هروباً من الضريبة، لأنه لم يعد يعرف من المسيحية إلا دفع الضريبة بالكنيسة،لايريد الدين إطلاقاً.
حزبك حزب سياسي وبينك وبينه علاقة مواطنة؟
أنا لا أستطيع أن أجزم ما ذا يريد هو، وأنا لست في حاجة إليه عندما تكون الدولة التي تضمن لي حقي وحقه قائمة، أنا أحتاج إليه عندما لاتكون لي طريقة في الخلاص من الظلم إلا بالتعاون مع الآخر، لكن ما دام هو في غنى عني وأنا في غنى عنه فلا داعي لهذا الكلام.
هو في حاجة إليك كمواطن؟
هو مدعوم أكثر مني ولايحتاجني، هو تمده حبال من الخارج، وهناك من يحميه ومن يقف إلى جانبه، وإن بقي في اليمن فبقاؤه قد لايكون من أجل اليمن، لهم أهداف أخرى وهناك من يدعمهم..
لا تقبل به عضوا في حزبك؟
الجزم هنا صعب لأني لا أعرف ما هو الظرف الذي يضطرني أن يكون عضواً معي.

زر الذهاب إلى الأعلى