arpo27

د. حسن مكي يخرج عن صمته: الأحزاب بلعت الثورة والعسكريون والقبائل بلعوا الأحزاب! (نص الحوار)

قال د. حسن مكي مستشار رئيس الجمهورية السابق إن النظام الديمقراطي في اليمن لم يتحقق بعد ووصف ما يعتمل على الساحة الوطنية بالأزمة لأن الشباب هبوا للتغيير ولكن الأحزاب بلعت مشروعهم, ثم جاء العسكريون والقبليون وبلعوا الأحزاب وأصبحنا اليوم نواجه مجموعة قبائل متخلفة وعساكر منشقين متمنطقين بأسلحة الدولة.

وذهب رئيس الوزراء اليمني الأسبق في حوار مثير أجراه معه الزميل ثابت الأحمدي لصحيفة الجمهورية تنشره عدد غد الأربعاء، إلى أننا في اليمن نعيش الآن في فترة خداع النفس، ليس هناك ثورة، وإنما هناك أزمة نظام تشظى عسكريا وماليا راح ضحيته ثلة من الشباب الطاهر البريء الذي يريد أن يحصل على حقوقه ويعيش كريما بلا خوف. الواقع هناك أزمة نظام ضعف كما كان يسميه الأمريكان قبل أن يحصل إنه نظام فاشل، وهم يعرفون ما بداخله، النظام تشظى من الداخل أكثر منه من خارجه..

فيما يلي نص الحوار:

فإلي نص اللقاء:

>> عشت أحداث وتفاصيل ثورتي 26 سبتمبر 62م و14 أكتوبر 63م وتعيش اليوم تفاصيل وتداعيات ثورة الشعب السلمية.. قراءتك للصورة الكلية لهذه الثورات؟
أولا شكرا لك ولصحيفة الجمهورية، وأقول لك نحن الآن في فترة خداع النفس، ليس هناك ثورة، وإنما هناك أزمة نظام تشظى عسكريا وماليا راح ضحيته ثلة من الشباب الطاهر البريء الذي يريد أن يحصل على حقوقه ويعيش كريما بلا خوف. الواقع هناك أزمة نظام ضعف كما كان يسميه الأمريكان قبل أن يحصل إنه نظام فاشل، وهم يعرفون ما بداخله، النظام تشظى من الداخل أكثر منه من خارجه..

>> خرج إلى الشارع ما يزيد عن ثمانية ملايين ثائر امتلأت بهم الساحات.. هذه ليست ثورة؟
هؤلاء خرجوا يطالبون بحقوقهم، والمسألة قريبة من الذين خرجوا وصوتوا لعبد ربه منصور هادي، هؤلاء يريدون حقوقهم، صوتوا له بالملايين.

>> لماذا إذن لا نقرأ المعادلة على النحو التالي: خرج ثمانية ملايين ثائر يطالبون بحقوقهم؟
ثمانية ملايين مواطن لا ثائر يطالبون بحقوقهم، الشعب اليمني منذ نشأته وهو يناضل، من أيام الإمامة وهو يناضل، ولم يستقر، قامت دويلات وانتهت وتأسست مملكات وانتهت وظل الشعب اليمني هو ذلك الشعب المناضل القوي الثائر على نفسه وعلى غيره، وإلى الآن مع الأسف لم يحصل على شيء من حقوقه الكاملة، كلما جاءت أمة لعنت أختها!!

>> هل العملية كلها عملية تشظي من داخل أركان النظام لا أقل ولا أكثر؟ العامل الخارجي المتمثل في الشباب الثائر ألم يؤثر؟
اليمن دائما ما يلفت اهتمام العالم الخارجي، سواء إقليميا أو دوليا، في الماضي كان إقليميا أكثر وضوحا منه في الوقت الحاضر، الآن الجانب الدولي أكثر وضوحا منه إقليميا. اليوم نجد ما يسمى بالتغيير وهذا شيء جيد، اليوم حركة تغيير، قوة تغيير تبناها الشباب كونهم رأس حربة التغيير، الثورة ثورة 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر لأنهما من الشعب ضد الحاكم، وليس من الحكام ضد بعضهم أو من المتسلطين الذين نهبوا الملايين من الدولارات وأصبح الشعب جائعا بسببهم، بعض من انضم إلى الثورة يجب أن يثور الشباب ضدهم. الثورة في الأساس هي ثورة الشعب ضد السلطة..ضد الإمامة. نحن الآن في حركة تغيير الشباب رأس حربتها وهم ضحيتها أيضا في نفس الوقت؛ لأن الآخرين ابتزوا منهم كل مقومات الحركة وأصبحوا هم من يفاوضون وهم الذين يتفقون مع غيرهم وهم من يحصدون مردود التفاوض.

>> لماذا لا نقول إن الثورة انتهجت مسارين أحدهما سياسي والآخر ثوري وكل منهما مكمل للآخر؟
ما هي أهداف الثورة!؟ هدفها التغيير.

>> الثورة في فلسفتها هدم وبناء، وقد تم هدم جزء كبير من النظام حتى الآن..؟
لا. لستم أنتم من هدم النظام. النظام نفسه هدم نفسه. هل تعرف أن الرئيس هو نفسه صاحب المبادرة، ارجع إلى تصريحاته في ملعب الثورة، صرح ونادى بالتغيير، التقط الخليجيون الأفكار من كل الجهات وصاغوا مبادرتهم ورفضوا أي تغيير فيها.

>> بالنهاية ما نادى به الرئيس وتنازل عنه هو بسبب ضغط الشباب في الشارع كما هو الحال مع المبادرة الخليجية؟
كان ضغط الشعب كاملا، الوضع كان سيئا، النظام كان فاشلا حسب تقييم الأمريكان، وصل إلى درجة التشبع بالفشل ولم يعد قادرا على أن يخطو خطوة واحدة إلى الأمام، حاول إصلاح الوضع من الداخل فلم ينجح، فتشظى، الشباب هبوا للتغيير، ولكن الأحزاب جاءت وبلعتها، ثم جاء العسكريون والقبليون وبلعوا الأحزاب، وأصبحنا الآن نواجه مجموعة قبائل متخلفة وعساكر منشقين مسلحين بأسلحة الدولة..الشباب اليوم يبحثون عن وسيلة للدخول في الحوار العام حتى يحصلوا على بعض حقوقهم.

>> طيب.. هذا عن اليمن وما يجري فيه كما قلت حركة تغيير.. ما الذي يجري في الوطن العربي كله؟ ماذا نسميه؟
كله، في الوطن العربي اليوم ما يسمى بالربيع العربي هو بسبب الفساد والإفساد، ومن دعا له من الخارج قد يكون على رأس من أفسدوا وشاركوا في فساد هذه الأنظمة. الاستعمار له وسائل متعددة.

>> قامت ثورة 26 سبتمبر في الشمال وأنتم من رموزها وكان لها أهداف مرسومة من أول يوم.. ما الذي تحقق وما الذي تم الإخفاق فيه؟
الثورات دائما لها أهداف، أهداف ثورة سبتمبر جزء من أهداف الثورة العربية الكبرى، ومتفقة معها في الأهداف، وقد قلت في تصريح سابق إن ما تحقق هو قيام الجمهورية ثم الوحدة اليمنية، هناك هدف رئيسي أو أهداف رئيسية كإقامة نظام ديمقراطي عادل وأيضا إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات هذه لم تتحقق حتى الآن، لكن إن شاء الله تتحقق بعد إذا واصل الشعب اليمني جهوده ونضالاته..

>> تابعت خطاب الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي.. ما قراءتك لخطابه؟
أتمنى له التوفيق، وقد كان صادقا وصريحا في خطابه، وهو عسكري من النشأة وسياسي بالتجربة، ويعرف المشكلات جميعها، وبدا متوازنا على مسافة واحدة من الكل، أراد أن يصلح ما أفسدته المرحلة، مع أنه لم يحدد اتجاها لسيره حتى نقول بشأنه حكما ما، بدا كالطبيب ولسان حاله: جئت لأعالج جراحات موجودة وواقع مُعاش، فساعدوني حتى ننجح سويا، هذا لسان حاله.

>> برأيك ما هي أولويات المرحلة المقبلة؟
أتمنى أن تكون الأولوية في إيجاد المساواة والعدل في مجمل الحياة السياسية العامة، منذ ثورة 26 سبتمبر والشباب يبحثون عن العدالة والمساواة، منذ كنت طالبا قبلها ونقاشنا وحديثنا عن المساواة بين فلان وفلان أو جماعة وأخرى، كان بعضهم لا يقبل مع أنه ينشد التغيير، واليوم ما زلنا نكرر نفس الدعوات!!

>> لماذا ما زلنا إلى اليوم نجرجر أحلام وتطلعات الأمس.. أهداف وتطلعات 48 هي أهداف وتطلعات 62 و63م وأيضا أهداف وتطلعات اليوم.. ما هذه المفارقة العجيبة؟
وستظل أيضا أهداف وتطلعات الغد، الشعوب في العالم الثالث تتكلم منذ زمن عن الثالوث البغيض الجهل والفقر والمرض، ونحن اليوم نتكلم عنه، ما زال أعداء الشعوب اليوم، الغرب تغير؛ لأنه استطاع أن يقضي على بعضها أو أكثرها، واتجه إلى العلم والتكنولوجيا وبناء شعوبه بأي صورة كانت، ونحن في الشعوب النامية لا زلنا نصارع هذا الثلاثي البغيض. الفقر موجود.. المرض موجود.. التخلف موجود.

>> في الحقيقة يحق لنا اليوم كشباب أن نحاكمكم أنتم الرواد لأنكم لم تحققوا أهداف ثورة سبتمبر أو أكتوبر.. هذا الفشل اليوم هو نتاج سياساتكم خلال العقود الأربعة أو الخمسة الماضية؟
والله من حقكم، وأنتم أيضا لم تحققوا من أهدافكم التي خرجتم من أجلها شيئا. لو حققتموها لجاز لكم أن تحاكمونا، أنتم في الواقع جزء مما حققناه نحن على الرغم من صراعنا مع الجبابرة والمتسلطين.

>> من هم هؤلاء الذين تشير إليهم؟
كل أرباب التخلف الذين يحاربون العدل والقانون والمساواة خلال الفترة السابقة.

>> أنتم أزلتم الإمام والإمامة وأتيتم بنظام جمهوري جديد الأصل أنه لا متسلطين فيه؟
الإمامة كانت تمثل القفل الكبير، وتحت القفل الكبير أكثر من ألف قفل، تتمثل في كثير من الشخصيات المتسلطة في الريف والقرى ومن أعمدة الحكم من المشايخ والحكام أضف إليهم عند بناء الجيش، العسكريين الذين أصبحوا أكثر وأكثر نفوذا...

>> أين ذهبت جهود التيار الليبرالي والحداثي بعد الثورة؟
لم تذهب كلها سدى، المثقفون من أمثالكم هم نتاج نضال الشيوخ من أمثالنا الذين صارعوا لبناء الدولة الحديثة، وبذلوا حياتهم.. حققوا بعض الشيء ولم يحققوا كل ما كانوا يتطلعون إليه.

>> أين يكمن الخلل تحديدا؟
هناك خلل ذاتي وهناك خلل خارجي مستورد، القبيلة.. الجهل.. المشايخ.. العسكريون المتسلطون..هذه شوائب معروفة في مجتمعنا اليمني، مع وجود عسكريين شرفاء ووطنيين نعتز بهم.

>> مرت محطات تاريخية كان يمكن أن تمثل هذه المحطات رافعة حضارية في التغيير والبناء مثل فترة الرئيس الحمدي.. فترة بداية الثمانينيات.. فترة مطلع التسعينيات مع تحقيق الوحدة اليمنية، هذه محطات تاريخية أضاع فيها اليمنيون كثيرا من الفرص إن لم تكن كلها.. لماذا هذا الضياع؟
كل الفترات لا تستطيع أن تقيسها بنهايتها، فترة الحمدي كانت في رأيك أنها جيدة.. في رأيي أنها ليست 100َ % جيدة.

>> لكنها على أية حال أحسن من سابقتها وأحسن مما تلاها؟
قد تكون أحسن، الحمدي في تصرفاته كان أفضل من غيره؛ لأنه كان يعرف ماذا تريد الناس منه، مع أنه ثبت الحكم العسكري على حساب الحكم المدني..

>> عفوا أنتم فشلتم تماما قبله في الحفاظ على هيبة الدولة وتثبيت سلطتها كمدنيين، ولا تنس أنكم سلمتم السلطة له طواعية؟
ليس بالضرورة أن تكون أنظمة ما قبل أي حكم عسكري فاشلة.

>> على أي حال فشلتم بصرف النظر عن طبيعة هذا الفشل، سواء كان ذاتيا أم موضوعيا، ثمة خلل كبير كان موجودا لم تستطيعوا السيطرة عليه، وأنت كنت رئيسا للوزراء حينها؟
البلد كانت في طريقها للتشظي والإرياني كان رجلا حكيما وعاقلا فاستدعى الذين يريدون أن يغيروه بقوة وقال لهم: لستم بحاجة إلى القوة، أحملكم مسئولية الدولة وحقوق الناس ومع السلامة وأرجو ألا تسيل قطرة دم واحدة، وسلم لهم مقاليد الأمور عن قناعة وبمباركة من كبار المشايخ والمتنفذين في ذلك الوقت، لا نغالط أنفسنا في هذا. وقد بدأ الخلاف من البداية بين الرئيس ورئيس الحكومة مما أدى إلى استقالة رئيس الحكومة، ثم خلاف بين المشايخ والمتنفذين مع الحمدي نفسه والتي أدت إلى خلافه مع الجيران، وأدت في النهاية إلى القضاء عليه.

>> لماذا تم دعمه في البداية ثم الخلاف معه لاحقا والانقضاض عليه، وكيف توافقت عليه كل الأطراف؟
مصالح.. مصالح الذين اختلفوا والذين اتفقوا في الخارج وفي الداخل!! والكل هم بالنهاية واحد سواء الذين في الداخل أو في الخارج..

>> هل كان مشروع الرئيس الحمدي ضد مصالح هؤلاء؟
كان يعلن أشياء لا تعجبهم. وكان يعلن توجهات خافوا منها، وشكوا منها، اتفق معهم أولا ثم اختلفوا وأدى بالنهاية إلى قتله بالمفتوح ولم يعد فيها أسرار!!

>> أين كنت أيام الحمدي الأخيرة؟
كننت سفيرا في روما، وقد زار مرة فرنسا ومر إلى إيطاليا وأنا سفير فيها، واستقبلته هناك وفي جلسة خاصة معه كالجلسة التي معك الآن وكان ثالثنا الطبيب المشهور الدكتور علي الحريبي رحمه الله كان الحمدي شاعرا أنه ملاحق ومستهدف وأنه قد يقتل في أي لحظة.

>> كان الحمدي يتوقع مقتله سلفا؟
كان شاعرا بذلك 100 % ، وقد أفضى إلى الخاصة والعامة، وأذكر له خطابا في الحديدة في بيت الفقيه، وقد ردد بيتا من الشعر قال فيه:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي
قال هذا الكلام وهو آت من تعز وقد كانت المؤامرة جاهزة وكان المخطط أن يقتل في تعز، فأحس بها وعاد إلى الحديدة، وعبر بهذا البيت في الحديدة، وكما يقول بعض أصدقائه أنهم قد نبهوه من صاحبه وزميله، فلم يكترث لذلك، فقتل.. هذا هو اليمن فيه قبائل أغلبهم غير عاملين، لا يعملون. بعضه يعمل وبعضه يأكل ويشرب على حساب غيره، ومن عمل غيره. من السطو على أرزاق الآخرين.. الأمطار في اليمن ليست موحدة، هناك مناطق تمطر ومناطق لا تمطر وعندما يجوع أهالي المناطق التي لا تمطر يهبون كالجراد على المناطق المطيرة ويلتهمون محصولها، هذا حاصل تاريخيا، بطريقة أو بأخرى يتوزع المال، سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، نحن نأمل التغيير الإيجابي خلال المرحلة القادمة.

>> برأيك لماذا الإقليم والمجتمع الدولي مهتم باليمن إلى هذا الحد ويتدخل بصورة مباشرة في شئونه الخاصة؟
المجتمع الدولي والإقليمي حاضران، كان الإقليم أكثر حضورا واهتماما باليمن في الماضي واليوم صار المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الاستعمارية أكثر اهتماما، ليس حبا في اليمن، ولكن من أجل مصالحهم. اليمنيون شعب راق وفيه عناصر جيدة سرعان مما تتوافق في الحالات الحرجة لتخرجه من عنق الزجاجة. اليوم نأسف لبعض المظاهر التي نراها في الشوارع العامة كالمسلحين وغيرهم من آثار وتداعيات المرحلة داخل أمانة العاصمة.

>> دكتور إلى أي حد تشبه المبادرة الخليجية مصالحة عام 70م الشهيرة بين الملكيين والجمهوريين؟
لا مجال للمقارنة، لأن مصالحة عام 70 كانت نتاج صراع بين فريقين عسكريين واضح أكثر منه سياسيين هما الجمهوريون والملكيون، لكن اليوم ليس هناك لا جمهوريون ولا ملكيون، الصراع اليوم في داخل النظام نفسه.

>> البعض يقول إن المبادرة الخليجية هي في وجهها الآخر إعادة ترتيب أوراق المملكة لدى فريقها المختصمين في اليمن؟
ليس السعودية فقط، ولكن حتى اليمنية، المشهد عبارة عن أزمة تريد تغيير هذا النظام الفاشل، تريد نظاما أفضل. العمل انعدم.. البطالة زادت.. رجال المال والأعمال يهربون رؤوس أموالهم خارج اليمن. الوضع سيئ.

>> أبرز أخطاء الرئيس السابق؟
لكل شخص إيجابيات وسلبيات، للرئيس السابق مثلا إيجابيات الوحدة والدستور، إيجابية ما نحن فيه من وجه آخر، وله أخطاؤه، متمثلة في اطمئنانه إلى قوم سرقوا البلد ونهبوها ولم يعاقبهم أو يزيلهم في وقته.

>> لا تزال أحداث جامع الرئاسة غائبة حتى اليوم برأيك ما السبب؟
القضايا السياسية تظل هكذا، لا تحل بسرعة، مثلما حصل مع قضية كنيدي، مثل هذه الأحداث لها تداعياتها ولها خيوطها المتشابكة، النيابة والمحاكم تتحمل في هذه القضايا في حدود إمكانياتها، الأحداث الكبيرة تأخذ وقتا أطول مع أنها تبقى حية.

>> كيف تنظر إلى الحوثي ومشروعه؟
قلت سابقا إن الحوثية نبتة شيطانية وهم يعبرون عن قضايا ذاتية في صعدة، حصل عليهم ظلم، وحيف وكان لهم وضعهم الخاص حتى أيام الإمامة، كانت صعدة ليس لها نائب من عند الإمام، كان يقدر بناء على المذهب المكانة الدينية لأهل صعدة وكان له عليهم فقط ما كان يعرف آنذاك ب: “ناظرة الشام” وليس نائبا كما في الحديدة أو تعز أو أي منطقة أخرى، صعدة كان لها وضع خاص عنده. وأنت تعرف أن أعظم مقاومة الإمامة للجمهورية كانت في صعدة بعد ثورة 26 سبتمبر، الوضع اليوم مختلف جدا، الذين كانوا يساندونهم بالأمس لا يتعاونون معهم اليوم، وهذا تغير في صعدة، الموقف متغير، أصدقاء الأمس أعداء اليوم.

>> نسمع كثيرا عن مظالم تهامة، مثلما نسمع أخيرا عن عدة مجالس وهيئات أعلن عنها مؤخرا آخرها إقليم تهامة.. ما حقيقة الأمر؟
والله المظالم موجودة في كل أنحاء اليمن، لكن ضعف الإنسان التهامي اقتصاديا وثقافيا وتعليميا يجعله لا يحس بالظلم، ولا يرفع الصوت، مثله مثل أبناء أبين أو غيرهم..

>> لكن أصحاب أبين يرفعون أصواتهم ضد الظلم في الوقت الذي يستكين فيه أبناء تهامة؟!
الوعي هناك في الجنوب أكثر منه في تهامة، الاستعمار والحزب الاشتراكي خلق وعيا وتعليما جيدا أحسن من الذي موجود عندنا في تهامة، وفي الشمال بشكل عام. لهذا يعبرون عن مظالمهم، أما عن الأقاليم أو المجالس، فهو في الحقيقة مجاراة لما هو قائم في كل اليمن، حتى لا يقول لهم الآخرون لماذا أنتم ساكتون؟! بدأ المشايخ وبعض أعضاء مجلس النواب وكذا بعض المثقفين والذين يعملون في صنعاء بتشكيل هذه المجالس للتعبير عن تطلعات أبناء المحافظة.

>> الكلمة الأخيرة مفتوحة.
أتمنى للرئيس الحالي التوفيق والنجاح، وأتمنى للشعب اليمني أن يعي طريقه ويقف إلى جانب الرئيس بكل صدق وأمانه، وأن يعينه على إخراج اليمن مما هو فيه، ونتمنى من الشعب اليمني ألا يستسلم للقوى الخارجية استسلاما كاملا، وأن يحافظ على مقوماته واستقلاليته وسيادته.

زر الذهاب إلى الأعلى