قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إن أيام الرئيس السورى بشار الأسد (فى الحكم) باتت معدودة، وإن التقديرات لم تعد تتعلق ب"إذا" ولكن ب"متى" سيسقط نظامه.
وقال أوباما في المقابلة التى أجرتها معه مجلة "أتلانتك"، إن سقوط الأسد سيكون خسارة كبيرة لإيران، مضيفا أن الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولى على تسريع الانتقال الديمقراطى في سوريا.
وقالت وكالة (أ ش أ) إن أوباما شدد على أن سوريا أكثر تعقيدا من ليبيا، وأن دولا مثل روسيا تعرقل اتخاذ أى إجراء من الأمم المتحدة في هذا الصدد.
ميدانيا قال ناشطون سوريون ان حصيلة القتلى اليوم الجمعة ارتفعت إلى 39 في حين منعت دمشق دخول الصليب الاحمر إلى حي بابا عمرو.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن من بين القتلى، اثنى عشر شخصا - منهم خمسة أطفال - قضوا إثر سقوط قذيفة على مظاهرة في مدينة الرستن بمحافظة حمص.
واظهرت صور نشرها ناشطون سوريون في موقع (يوتيوب) اشلاء بشرية وهي تنقل في شاحنة وجثة مقطوعة الرأس قالوا إنها التقطت في الرستن اليوم. ولم يتسن ل بي بي سي عربية التأكد من تلك المعلومات من مصادر مستقلة.
قافلة الصليب الاحمر
جاء ذلك في وقت اوقفت السلطات السورية فيه اللجنة الدولية للصليب الاحمر من ايصال مواد اغاثة انسانية إلى حي بابا عمرو المحاصر بمدينة حمص، رغم حصوله على موافقة رسمية بذلك.
وقال ياكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن هذا التأخير "غير مقبول بالمرة."
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة إنها لم تستطع الدخول إلى حي بابا عمرو في حمص حيث كانت تأمل في إدخال المساعدات وإجلاء المرضى والجرحى.
وجاء في بيان أصدره كيلينبرجر في جنيف "لم يسمح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بدخول حي بابا عمرو اليوم".
وأضاف قائلا "من غير المقبول أن الناس الذين هم في حاجة إلى مساعدة عاجلة منذ أسابيع لم يتلقوا المساعدة بعد. سنبقى في حمص الليلة على أمل الدخول إلى بابا عمرو في القريب العاجل".
ومضى إلى القول "وفضلا عن ذلك، فرت عدة عائلات من بابا عمرو وسنساعدهم بأقصى سرعة ممكنة".
وتقول المعارضة السورية إن القوات الحكومية أخرت وصول قافلة الاغاثة لاتاحة الوقت الكافي لجنودها للتخلص من الادلة التي تثبت اقترافها اعمال قتل في الحي.
عقوبات الاتحاد الاوروبي
ودعا قادة الاتحاد الاوروبي إلى فرض مزيد من العقوبات على السلطات السورية مؤكدين في بيان اصدروه على هامش قمتمهم المنعقدة في بروكسل التزامهم "بمواصلة الضغط على النظام السوري مادام العنف وانتهاكات حقوق الانسان مستمرين في سوريا"، كما دعوا إلى اتخاذ تدابير تقييدية اكبر ضد النظام السوري.
وشدد قادة الاتحاد الاوروبي على ضرورة السماح لوكالات الاغاثة الانسانية المستقلة بايصال المساعدات إلى المحتاجين اليها في المناطق المضطربة في سوريا.
كما اشار البيان إلى تأييد الاتحاد الاوروبي للجهود التي تبذلها الجامعة العربية لانهاء العنف في سوريا، وتأكيد الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري.
وعلى هامش القمة اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للصحفيين ان بلاده قررت اغلاق سفارتها في دمشق تعبيرا عن ادانتها "لفضيحة" القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه.
من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات السورية إلى السماح بادخال المساعدات الانسانية إلى سوريا "من دون شروط مسبقة" واصفا الوضع في هذا البلد بأنه "غير مقبول ولا يمكن التساهل معه".
واكد بان كي مون في تصريح صحافي على ان هذه المسألة تتصدر اولويات المنظمة الدولية في الوقت الحاضر قائلا "اطلب منهم بالحاح ان يضعوا حدا للعنف وان يسمحوا بادخال المساعدات الانسانية".
الصحفيين الاجانب
ونقل مراسل بي بي سي في دمشق عن رئيس الهلال الاحمر السوري الدكتور عبد الرحمن عطار قوله إنهم تسلموا جثتي الصحفية الأمريكية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك من السلطات السورية وتم نقلهما بواسطة سيارة اسعاف إلى احد مشافي دمشق الليلة استعدادا لتسليمهما إلى سفارتي بلديهما في وقت لاحق.
واضاف عطار ان الاوضاع اللوجستية والامنية لم تسمح اليوم الجمعة بدخول حي بابا عمرو من قبل فريق الاغاثة المكون من الهلال الاحمر والصليب الاحمر متوقعا دخول الحي يوم غد السبت.
أما الصحفيان الفرنسيان إيديث بوفيير ووليام دانيلز اللذان كان ناشطون سوريون قد هربوهما من حمص إلى لبنان فقد وصلا إلى باريس بعد مغادرتهما بيروت على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الفرنسي وكان في استقبالهما في المطار الرئيس الفرنسي ساركوزي.
وقد أصيبت الصحفية بوفييه بجروح بالغة في القصف الذي أودى بحياة كولفين وأوشليك الأسبوع الماضي.
وكانت الصحافية الفرنسية قد وصلت عند الثانية من فجر اليوم إلى بيروت بعد وصولها برفقة صحافي فرنسي اخر وثالث اسباني إلى الحدود مع لبنان لكن نقلهم إلى بيروت تاخر بسبب انقطاع الطرقات جراء تراكم الثلوج.
على صعيد آخر، عبر مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة عن قلقه البالغ ازاء التقارير التي تحدثت عن قيام القوات السورية الحكومية بتنفيذ اعدامات في حي بابا عمرو بعد استعادة سيطرتها عليه.
وقال الناطق باسم مفوضية حقوق الانسان التابعة للمنظمة الدولية إن المفوضية تسلمت تقارير لم يتسن لها التحقق منها تتحدث عن قيام القوات السورية باعدام 17 شخصا في بابا عمرو.
وقال الناطق روبرت كولفيل إن المفوضية تحاول التحقق من صحة هذه التقارير، وانها ناشدت طرفي النزاع الكف عن كافة اشكال الاعمال الانتقامية.