[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

تداعيات عدم إعادة هيكلة الجيش اليمني

ويري ناشطون في احتدام التوترات واستمرار حالة الانقسام بالجيش خلال الفترة الراهنة خطورة بالغة من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف قوة الجيش وتقوية تيارات العنف الأيديولوجية وسط توسع مسلحي تنظيم القاعدة بمناطق الجنوب حيث تنشط الحركة الانفصالية. هذا إلى جانب الاشتباكات المسلحة في صعدة التي تخضع لهيمنة المتمردين الحوثيين.

تداعيات أمنية
ووفقاً لرئيس "مركز أبعاد للدراسات" بصنعاء الباحث عبد السلام محمد فإن حدوث الفشل الأول في الفترة الانتقالية المتمثل في عدم إعادة هيكلة الجيش سيؤدى إلى تأثيرات كبيرة على المدي القريب والمتوسط والبعيد، وإلى تداعيات أمنية وعسكرية مريعة.

ويري الباحث أن عدم إجراء الهيكلة خلال المدى القريب يعني استمرار محاولات صالح وأقاربه الاستفادة من مقدرات الوحدات العسكرية لإحداث إزعاج أمني لحكومة الوفاق، وسيؤدي على المدي المتوسط إلى مزيد من التناحر والانقسامات في الجيش ومواجهات عسكرية.

وحذر عبد السلام من الخطر الإستراتيجي الأكبر على اليمن والمحيط الإقليمي والدولي في أن يؤدي عدم الهيكلة إلى إضعاف وتمزق الجيش وتحول أعضائه إلى عصابات مسلحة نظراً لحالة السخط السائدة بين أفراد المعسكرات، وحالة عدم الرضي سواء المعنوية أو المادية أو القيادية.

وأكد رئيس مركز أبعاد للدراسات أن الهيكلة علاج إستراتيجي لإضعاف تيارات العنف والإرهاب في البلد، وأنه بدون ذلك يعني بقاء حالة الانقسام وانحسار الثقة في جدية المبادرة الخليجية بالانتقال السلمي للسلطة بشكل يعزز الإحساس لدى الثوار بإمكانية عودة صالح للسلطة أو تفجر الأوضاع الأمنية.

ويتولى نجل صالح العميد أحمد علي عبد الله قيادة قوات الحرس الجمهوري الفصيل الأقوى تسليحا في الجيش والذي تم إنشاؤه بإشراف أميركي.

ويقود القوات الجوية اللواء محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق لصالح منذ بداية الثمانينيات. ويقود علي صالح الأحمر الأخ الثاني غير الشقيق منصب مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويتولى يحيى محمد عبد الله صالح ابن شقيق الرئيس منصب رئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي والمسؤول الأول لقوات مكافحة الإرهاب.

ويدير شقيق يحي، طارق محمد عبد الله صالح، القوات الخاصة المنضوية ضمن قوات الحرس الجمهوري، كما يدير وشقيقهما عمار محمد عبد الله صالح جهاز الأمن القومي وهو أعلى سلطة أمنية في البلاد.

غياب الاستراتيجية
ويري مدير مركز الدراسات الإستراتيجية الأكاديمية العسكرية العليا للقوات المسلحة العميد الركن على ناجى عبيد أن بروز التباين الحاصل في قضية إعادة هيكلة الجيش ناتج عن عدم وضوح الرؤية لدى أطراف الصراع وغياب الإستراتيجية.

وقال الخبير العسكري عبيد في حديث للجزيرة نت إن البعض يظن أن إعادة الهيكلة مجرد تغيير الأشخاص، بينما يتطلب الأمر التهيئة جيداً على المدي البعيد وإعداد الأهداف وتحديد خطة إستراتيجية واضحة لإعادة بناء منظومة الأمن والجيش في ظل ظروف جديدة.

وأضاف أن من ضمن الإجراءات التمهيدية لإعادة الهيكلة اتباع التوصية بتدوير المناصب القيادية في الجيش من عامين إلى أربعة أعوام.

وأكد عبيد أن اليمن بحاجة إلى بناء جيش على مراحل محددة وفق إستراتيجية المهددات الخارجية والداخلية ووفق عقيدة وطنية وأسس قتالية صحيحة.

مناخات ملائمة
وكان الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك عبده غالب العديني قد أكد رفض هذه الأحزاب المشاركة في أي حوار قبل إعادة هيكلة الجيش والأمن.

وقال للجزيرة نت إنهم يرفضون الدخول في الحوار الوطني المقرر عقده في المرحلة الانتقالية الثانية ما لم يتم البدء باتخاذ قرارات جريئة تهيئ لظروف ومناخات ملائمة حتى يتمكن اليمنيون من مناقشة قضاياهم بدون أي ضغوط.

وأضاف "نحن نعتقد أن البدء بإعادة هيكلة الجيش والأمن على أساس وطني ومهني سيمكن القيادة السياسية برئاسة عبده ربه منصور هادي من بسط سيطرة الدولة على جميع ربوع اليمن وسيوفر المناخات الملائمة لعقد مؤتمر الحوار الوطني".

ويري سياسيون أن هيكلة الجيش تمثل أبرز التحديات التي يواجهها الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق، وأن أي حوار وطني بقيادة هادي مع مختلف الأطراف السياسية من أجل تجنيب البلاد الانفجار العسكري لا يمكن له النجاح في ظل حالة الانقسام في الجيش.

ووفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الله الفقيه فان توحيد الجيش تحت قيادة واحدة كخطوة سريعة لتجنيب البلاد الانفجار يجب أن يسير على مرحلتين الأولى تغيير القيادات والمرحلة الثانية بناء المؤسسة العسكرية من الأسفل.

زر الذهاب إلى الأعلى