عاد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة إلى صنعاء اليوم الأربعاء قادما من الدوحة بعد زيارة رسمية لدولة قطر الشقيقة استغرقت ثلاثة أيام.
وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) لدى عودته وصف رئيس الوزراء زيارته بأنها كانت ناجحة وتخدم المصالح المشتركة للشعبين اليمني والقطري .
وقال :" لقد ناقشنا مع نائب أمير قطر وولي عهده سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني آليات التعاون المشترك وفي المقدمة ما يتعلق باستئناف العمل في المشاريع القطرية في اليمن وتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية جديدة بخلاف توفير فرص عمل جديدة للعمالة اليمنية في سوق العمل القطري.
وأضاف: كما تناولنا مع سمو ولي العهد الدور القطري الحيوي في الاجتماع القادم لمجموعة أصدقاء اليمن وكذلك مؤتمر المانحين حول اليمن ، عدا عن استكمال خطوات التأسيس الخاصة بمؤسسة التنمية القطرية في اليمن التي ستتولى عملية الإشراف والتنفيذ للمشاريع التنموية القطرية في الجمهورية اليمنية.
وأوضح رئيس الوزراء انه تم الاتفاق على بدء العمل في مدينة حمد الطبية في مدينة تعز التي سيكلف بنائها وتجهيزها أكثر من 200 مليون دولار بطاقة استيعابية ألف سرير ، فضلا عن استكمال تنفيذ عدد من مشاريع الطرق التي توقف العمل فيها خلال الفترة الماضية وكذلك مشاريع جديدة وفي مجالات تنموية واستثمارية أخرى من شأنها استيعاب عمالة يمنية كثيرة.. مشيرا في نفس الوقت إلى انه تم التفاهم بشان فتح سوق العمل القطري أمام العمالة اليمنية وتم الاتفاق بهذا الشأن على زيارة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى الدوحة لتنظيم عملية انتقال العمالة اليمنية وصياغة اتفاقية مشتركة بهذا الخصوص.
وفيما يتعلق بالتعاون في القطاع الصحي ومعالجة جرحى الأحداث التي شهدتها بلادنا في العام الماضي قال رئيس الوزراء : تم الاتفاق على إرسال فرق طبية عبر الهلال الأحمر القطري للمساهمة في معالجة المصابين فضلا عن تشخيص وتحديد الحالات التي تحتاج للسفر والعلاج في الخارج .. منوها في نفس الوقت بما لمسه من حرص قطري على المساهمة الفاعلة في اجتماع أصدقاء اليمن وكذا مؤتمر المانحين القادمين.
وأشاد رئيس الوزراء في ختام تصريحه بالمواقف الأخوية لصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وسمو ولي عهده الشيخ تميم بن حمد تجاه اليمن وحرصهما الكبير على مساندة الشعب اليمني لتجاوز تحديات المرحلة وفي المقدمة ما يتعلق بالتنمية وتوفير فرص العمل الواسعة أمام الشباب.
وقال:إن قطر ستشارك في مؤتمر أصدقاء اليمن و مؤتمر المانحين لليمن القادمين بكل ثقلها وهذا يعود الفضل فيه إلى سياسة صاحب السمو أمير دولة قطر حمد بن خليفة الذي يعتبر اليمن باستمرار أحق الدول بالعون والمساعدة ويعتبرها دولة شقيقة ونحن نقدر لقطر هذه المواقف الطيبة".
وكان رئيس الوزراء والوفد المرافق له قد غادر مطار الدوحة في وقت سابق حيث كان في مقدمة مودعيه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشون مجلس الوزراء حمد بن عبدالرحمن آل محمود والقائم بأعمال سفارة اليمن في الدوحة على محمد باشا وعدد من المسؤلين القطريين.
رافق رئيس الوزراء وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي ووزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي ووزير المالية صخر الوجيه ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي.
وكان رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة التقى مساء أمس بالعاصمة القطرية أبناء الجالية اليمنية الذين أطلعوه على أحوالهم في دولة قطر الشقيق وما يحظون به من رعاية من قبل الأشقاء القطريين، وتطلعاتهم في رؤية وطنهم قد تعافى من الأوجاع وتجاوز التحديات الخطيرة الماثلة اليوم أمامه وفي المقدمة التحدي الأمني .
وخلال اللقاء أكد رئيس الوزراء أن حكومة الوفاق الوطني تعمل جاهدة لتجاوز صعوبات المرحلة الراهنة وإخراج الوطن من دائرة الخطر .. مشيراً إلى أن حال اليمن اليوم أفضل من أمس وغداً إنشاء الله سيكون أفضل من اليوم .
وعبر الأخ محمد سالم باسندوة عن تطلعه إلى عودة المغتربين إلى وطنهم في القريب العاجل للمساهمة في مسيرة بناءه وذلك في ظل أجواء أمنية ومحفزة لعملية البناء والاستثمار .
وقال:" إن الكثير من الأشقاء في الخليج أبدو رغبتهم الكبيرة للاستثمار في اليمن ومساندة جهود الدولة في مسيرة التنمية وتوفير فرص العمل أمام العاطلين ولا سيما فئة الشباب ".. مؤكداً أن الحكومة ستعمل ما بوسعها من أجل تهيئة الظروف التي من شأنها التأسيس السليم لبدء مرحلة جديدة في الجمهورية اليمنية .
وأوضح رئيس الوزراء أن اليمن يسير الآن في الطريق الصحيح وصوب الأمام والمستقبل الأفضل لجميع اليمنيين .. لافتا إلى الدور المؤثر للمغتربين اليمنيين سواءً في دول المنطقة أو في مختلف بلدان اغترابهم حول العالم .
وقال مخاطباً الحاضرين:" أنتم ثروة اليمن سواء في المهجر القريب أو البعيد والرافد الأهم للاقتصاد الوطني " .. منوهاً إلى الدور الهام الذي يقع على عاتق المغتربين في مساندة مجتمعهم والوقوف صفاً واحد في مواجهة الأخطار التي تحيط به وتهدد حاضرة ومستقبل أبناءه ووحدتهم .. محذراً بهذا الخصوص من الأفق الضيقة والمشاريع الصغيرة التي من شأنها إلحاق الضرر الكبير بالوطن .
وأضاف:" ما يهمنا الآن هو أن نحافظ على وحدة وطننا وأن يتمتع المواطن بالعيش في أمن واستقرار ورخاء وازدهار " .. مبيناً أن اليمن القوي المتماسك الذي يخدم حقوق الإنسان ويسعى إلى إسعاد أبناءه حتماً سيحضى باحترام الجميع وسينعكس بالإيجاب على المغترب اليمني أين ما كان .
وتطرق رئيس الوزراء إلى نتائج مباحثاته مع الأشقاء في قطر .. موضحاً أنه لمس أثناء لقاءه مع نائب الأمير وولي العهد القطري سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني كل الاستعداد لمساعدة الشعب اليمني، فضلاً عن التجاوب المسئول لفتح سوق العمل القطري أمام المزيد من العمالة اليمنية وكذلك التعاون المشترك لمعالجة قضايا المغتربين في قطر .
وأشار في نفس الوقت إلى التواصل المستمر مع الأشقاء في بقية دول مجلس التعاون الخليجي في اتجاه إعطاء الأولوية لتواجد العمالة اليمنية في أسواق العمل الخليجية .
وطمئن رئيس الوزراء الجميع أن عملية التغيير التي تجرى في اليمن بتدرج وحكمة من شأنها تجنيب الوطن الاقتتال وإراقة دماء أبناءه .. مبيناً أن تكريس الأمن وفرض هيبة القانون هو أولوية مطلقة لحكومة الوفاق وإنها ستسخر في سبيل ذلك كالة الموارد والإمكانيات اللازمة .
فيما تحدث رئيس الجالية في قطر زين المرقب بكلمة عبر خلالها عن شكر وتقدير إبناء الجالية اليمنية للأخ رئيس الوزراء والوفد المرافق له وحرصهم على اللقاء بأبناء الجالية .. مستعرضاً جهود رئاسة الجالية في معالجة الكثير من قضايا المغتربين اليمنيين في قطر .
وثمن المرقب عالياً الرعاية والتعاون الذي يقدمه المسئولون القطريون تجاه القضايا التي تطرحها رئاسة الجالية والمتصلة بالمغتربين اليمنيين المقيمين في دولة قطر الشقيق .
حضر اللقاء وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، ووزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي ، ووزير المالية صخر الوجيه، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي والقائم بأعمال سفارة اليمن في الدوحة علي محمد باشا .