اعتبر محللون أمنيون وسياسيون واستراتيجيون لجريدة «البيان» الإماراتية أن عملية خطف نائب القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي جاءت ردة فعل لمواقف السعودية الصلبة لإنجاح المبادرة الخليجية، التي حقنت دماء الشعب اليمني.
إلى ذلك أكد فيه مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عدم ورود أي معلومات جديدة في حادثة الاختطاف، كثفت السلطات السعودية من مستوى اتصالاتها مع الجهات الأمنية اليمنية، للوقوف على آخر ما توصلت إليه من معلومات في حادث الاختطاف مع وجود إشارات إيجابية تنبئ بقرب انفراج الأزمة.
وأوضح المصدر انه تم تشديد إجراءات الحماية الأمنية على مقر السفارة السعودية والمرافق التابعة لها والمجمع السكني لموظفيها في العاصمة صنعاء، ومقر القنصلية العامة بعدن وسكن القنصل تحسبا لهجمات قد يشنها تنظيم «القاعدة» الذي هدد في وقت سابق باستهداف السفارة في حال لم تستجب السلطات السعودية لمطالبه في إطلاق سراح بعض معتقلي التنظيم.
وقال محللون أمنيون وسياسيون واستراتيجيون أن عملية الخطف جاءت ردة فعل لمواقف السعودية الصلبة لإنجاح المبادرة الخليجية، التي حقنت دماء الشعب اليمني وانتهت بتشكيل حكومة وفاق وطني جاءت عبر انتخابات شرعية دستورية تسلم من خلالها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سدة الحكم من سابقه علي عبد الله صالح، وهو ما نجحت فيه السعودية ب«امتياز».ويؤكد الخبراء أن السياسة السعودية لن ترضخ لأي محاولات ابتزاز أو مساومة بناءً على مبادئها في إدارة العملية السياسية الخارجية، وبالأخص مع ميليشيات مسلحة أو أي جماعات إرهابية.
تداعيات ومكانة
ويشير الباحث والمحلل السياسي د. سلطان بن فهد السبيعي إلى إن الاضطرابات السياسية في اليمن خلال العام الماضي والتي ما زالت تداعياتها تلقي بظلالها على مجمل الحياة العامة في البلاد قد أسهمت في تعزيز مكانة تنظيم القاعدة بعد أن طرد من الأراضي السعودية بعد ضربات موجعة تلقها من قوات الأمن السعودية في البلاد مما أدى إلى سيطرتهم على بعض القرى والمناطق فضلا عن متمردين آخرين متحالفين مع القاعدة.
خطوة مهمة
ومن جهته، يقول الخبير الأمني د. فهد الشمري ان وزارة الداخلية السعودية قامت بخطوة مهمة عندما أذاعت نص المكالمة الهاتفية بين ممثل التنظيم الإرهابي وسفير المملكة لدى اليمن لأن هذه الخطوة ترسل رسالة مهمة للشعب السعودي ليعلم أن أمنه هدفٌ للإرهاب وهي رسالة للعالم الخارجي أيضا ليدرك أن الإرهابيين حجر عثرة في طريق بناء يمنٍ جديد وأن الحاجة باتت ماسة لدعم جهود الإدارة اليمنية الحالية لتخليص اليمنيين وجيرانهم من هذه المخاطر.
السعودية مستهدفة
ويرى الباحث الاجتماعي د فيصل العاني أن عملية خطف نائب القنصل السعودي في عدن، التي تبناها تنظيم القاعدة يؤكد أن السعودية مازالت مُستهدَفة في أمنها واستقرارها من قِبَل جهات خارجية لا ترجو الخير لشعبها.واردف: «ما أستطيع أن أؤكده هنا هو أن هذه الأعمال لن تثني الحكومة السعودية عن مواصلة دعمها للإدارة اليمنية الجديدة في حربها على الإرهاب كما أنها لن تؤدي إلى رضوخها لابتزاز المجموعات الإرهابية، وهو ما أثبتته المعالجة السعودية لهذه القضية في الأعوام الماضية».