أكدت السعودية اليوم الاثنين ضرورة ألا يقتصر دور المجتمع الدولي في سوريا على منح المهلة تلو الأخرى للنظام السوري "لقتل شعبه"، في حين دعا مجلس الأمن القومي التركي إلى ضرورة وقف العنف في سوريا في أقرب وقت ممكن.
ففي الرياض قال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في بيان عقب الجلسة الأسبوعية، التي عقدها مجلس الوزراء اليوم برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز، إن مجلس الوزراء استعرض مستجدات الأحداث وتداعياتها في عدد من الدول العربية ومنها الأوضاع في سوريا.
وأضاف أن مجلس الوزراء السعودي شدد على ما تضمنته قرارات الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في الشأن السوري. وأوضح أن المجلس جدد مطالبة المجتمع الدولي بعدم السماح للسلطات السورية بأن تمارس محاولات المماطلة والتسويف والتنصل من التزاماتها.
وشدد المجلس على "ضرورة ألا يقتصر رد فعل المجتمع الدولي على منح المهلة تلو الأخرى على حساب أرواح أبناء الشعب السوري الشقيق".
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعا في العشرين من الشهر الجاري المجتمع الدولي إلى مساعدة السوريين في الدفاع عن أنفسهم ضد النظام الذي يقمع شعبه، وذلك إثر اجتماع وزاري بحث الأزمة السورية في باريس.
وقال للصحفيين "أتعجب لكون النظام الذي يقمع يستطيع الاستمرار في تسليح نفسه في حين لا تملك الضحايا البريئة وسائل الدفاع عن نفسها". وأضاف "ما دام المجتمع الدولي عاجزا عن وقف النزف، فإن الحد الأدنى للأمور يفترض أن تساعد الدول المختلفة السوريين في الدفاع عن أنفسهم".
دعوة تركية
وفي أنقرة دعا مجلس الأمن القومي التركي اليوم إلى ضرورة وقف العنف في سوريا في أقرب وقت ممكن.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مجلس الأمن القومي التركي أصدر بياناً بعد انعقاده برئاسة الرئيس عبد الله غل، دعا فيه إلى "وقف حمام الدم في سوريا في أقرب وقت ممكن وإفساح المجال لعملية انتقال ديمقراطي في هذا البلد بما يحقق المطالب المشروعة للشعب السوري".
وأضاف البيان لفتنا الانتباه إلى وجوب تنفيذ جميع بنود خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان ذات النقاط الست، مشددا على "أهمية حماية الشعب السوري وإرسال مساعدات إنسانية إلى البلاد". كما أشار البيان إلى أنه تم خلال الاجتماع بحث أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا والتطورات على الحدود التركية السورية.
مهمة أنان
على صعيد متصل يبحث المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المسؤولين المصريين تطورات الأزمة السورية. وفي حين التقى نائب وزير الخارجية السوري قائد فريق المراقبين الدوليين اللواء روبرت مود، اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي أنان "في خطر".
ووصل سيرغي فيرجناند المبعوث الخاص للافروف قادما من موسكو في زيارة لمصر تستغرق يومين في إطار جولة بالمنطقة. ويجري المبعوث الروسي خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسؤولين المصريين والجامعة العربية تتناول آخر تطورات الأزمة السورية على ضوء نشر المراقبين الدوليين.
في غضون ذلك التقى فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري بقائد فريق المراقبين الدوليين في سوريا اللواء روبرت مود بحضور قائد فريق طليعة المراقبين العقيد المغربي أحمد حميش والمتحدث باسم المراقبين نيراج سينغ.
وكان مود ناشد الأحد جميع الأطراف السورية وقف العنف والمساعدة في إنجاح مهمة المراقبين الدوليين من خلال تنفيذ بنود خطة أنان.
من جهته اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث نشرته الأحد صحيفة "دير تسونتاغ" السويسرية أن خطة أنان لحل الأزمة في سوريا "في خطر".
وقال إنه يعلق آمالا كبيرة على خطة أنان بنقاطها الست، لكنه يدرك تماما أن هذه الخطة في خطر، وإنه من الأهمية بمكان أن يتم تطوير البعثة سريعا. وطالب كل الأطراف المعنيين بالعنف احترام القانون و"إظهار حس إنساني".