قال السفير التركي في اليمن إن هناك أخطاء ارتكبها الغرب جعلت الإرهاب في نهاية المطاف يصل إلى مستوياته الحالية. ويرى أن مشكلة الأزمة السياسية في اليمن تتمثل في غياب الثقة بين الأطراف السياسية.
واعتبر فازلي كورمان في حوار مطول مع صحيفة يمن فوكس، أن مسالة مكافحة الإرهاب يجب أن لا يُنظر إليها من زاوية واحدة أو بُعد فردي. وأشار إلى أن الحرب ضد الجماعات الإرهابية يجب أن تكون عملية متكاملة في وجود مساعدات تنموية واجتماعية واقتصادية، فمتى تحسنت حياة البشر، تقل إمكانية انجذابهم للإرهاب.
وقال السفير إن أحد الأسباب الفعلية للإرهاب ترتبط بالإسلام فوبيا (الخوف من الإسلام) مضيفا أن هذا النوع من التراكمات، إلى جانب التخلف الاقتصادي الذي تعاني منه دول كثيرة في العالم وخاصة الأشد فقراً، تعد أرض خصبة للإرهاب.
"البلدان المتقدمة يجب أن تأخذ فكرة من ذلك، ولابد عليها من فعل المزيد في سبيل تقليص الهوة بين الدول المتقدمة والبلدان الأقل تقدماً"، وفق تعبير السفير.
وحذر السيد كورمان من استمرار الفقر والمجاعة في مناطق من العالم في حين أن أموالاً طائلة تنفق على صنوف من الرفاهية والأسلحة، "وهذا بالتأكيد يعمل على خلق أرض خصبة لأفكار الإرهابيين كي تجد من يؤيدها بين أوساط الناس".
وفيما يخص الجوانب السياسية في اليمن، قال سيادة السفير للصحيفة إن المشكلة في الأزمة السياسية في اليمن تكمن في انعدام الثقة بين الفرقاء السياسيين، قائلا "إن المشكلة في هذا النوع من الأزمات السياسية هي أن كل طرف لا يثق كليا في الطرف الآخر. وهذا أدى إلى غياب الثقة بشكل كبير في المجتمع اليمني بالسياسية، لأنها لا تتم في بيئة سياسية تتسم بالشفافية."
وتعليقا على قرارات الرئيس هادي، قال فازلي "نحن نرى أن هادي هو رئيس اليمن وقد تم انتخابه من قبل الشعب اليمني بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية."
وأضاف السفير التركي "أعتقد أن هناك حاجة لبذل الجهود في اليمن لتغيير مفهوم الوظيفة" لدى الدولة والتي يظن البعض أنها منحة تُعطى لهم في حين أنها في الأساس تعتبر بمثابة تكليف يوكل إلى شخص ما لمدة معينة يتم بعدها استبداله بشخص آخر.
ودعا مختلف الأطراف اليمنية إلى التخلي عن مثل هذه العقلية التي تجعل العملية السياسية بالغة الصعوبة، بيد أنه عقب قائلاً "هناك عملية سياسية سوف تتسم بالشفافية، ألا وهي مؤتمر الحوار الوطني". وأكد أن تركيا ستلعب دور فعال في مشاركتها في مؤتمر أصدقاء اليمن القادم.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، قال السفير إن القيادات التركية قدمت مقترحا للنظام السوري بأن يتم تطبيق النموذج اليمني في سوريا للخروج من أزمتها، مصيفاً "الوقت يمر وإمكانيات الحل السلمي تتبدد مع مقتل كل مواطن."
ويرى أن النظام السوري في المراحل الأولى كان بمقدوره أن يجري إصلاحات لكسب قلوب الشعب السوري، لكنه يمضي في الاتجاه المعاكس للأسف.