تخوض قوات الجيش اليمني معارك ضارية مع المئات من عناصر «القاعدة» في جنوب البلاد، في سياق العملية العسكرية واسعة النطاق التي بدأت السبت الماضي بهدف تطهير المدن والبلدات التي يسيطر عليها مسلحو «القاعدة» في الجنوب، حيث لقي 53 عنصرا من عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» المرتبط ب«القاعدة»، بينهم أحد القياديين، أمس، مصرعهم على يد القوات الحكومية واللجان الشعبية في هجمات لها على معاقل هذه الجماعة المتشددة في جنوب اليمن، فيما هدد الاتحاد الأوروبي المتمردين على قرارات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقوبات لم يحدد ماهيتها.
وقالت مصادر محلية في أبين لـ«الشرق الأوسط» إن معارك طاحنة دارت في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، في محاولات للجيش لاستعادة السيطرة على المدينة من أيدي المسلحين المتشددين، كما دارت مواجهات أخرى في لودر، حيث قال مصدر في «ملتقى شباب لودر واللجان الشعبية» لـ«الشرق الأوسط» إنهم وقوات الجيش في «اللواء 111» وقوات من الحرس الجمهوري، تمكنوا من استعادة السيطرة على موقع «جبل يسوف» والجانب الشرقي لمدينة لودر ودحر مسلحي «القاعدة» منها. وأضاف المصدر أن المسلحين المتشددين قاوموا للبقاء في مواقعهم، وقاموا بهجوم على المدينة من الجهة الجنوبية بغية تخفيف الضغط على جبهة «جبل يسوف»، غير أنهم فشلوا وصدتهم اللجان الشعبية وأعطبت لهم عددا من الآليات العسكرية.
وقال المصدر الميداني لـ«الشرق الأوسط»: «غنمنا في جبل يسوف والجهة الشرقية مدفعا (عيار 23) مضادا للطيران ومدفعية هاون، وعددا من الرشاشات الثقيلة وكميات من الذخيرة». وحول الخسائر البشرية على جبهة لودر قال المصدر إن 22 من عناصر «القاعدة» قتلوا وجرى أسر اثنين آخرين، في حين قتل 7 من مسلحي اللجان الشعبية وجرح 15 آخرون، إضافة إلى مقتل ضابط وجندي و3 جرحى من الحرس الجمهوري.
وفي وقت لاحق، أمس، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 53 شخصا قتلوا الثلاثاء بينهم 12 مدنيا وثمانية عسكريين و25 عنصرا من «القاعدة» في معارك وغارات ضد عناصر من التنظيم المتطرف في محافظة أبين الجنوبية، حسبما أفادت مصادر عسكرية ومحلية للوكالة.
كما كشفت مصادر محلية في محافظة أبين جنوب اليمن عن مصرع قيادي في تنظيم القاعدة صباح أمس في الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي على مدينة جعار. وقالت تلك المصادر لموقع «المصدر أونلاين» الإخباري إن قياديا في «القاعدة» يدعى «المهاجر» لقي مصرعه، في القصف الذي استهدف منزلا في مدينة جعار صباح أمس. وبحسب المصادر فإن القيادي «المهاجر» هو مسؤول الشريعة الإسلامية والتربية في تنظيم القاعدة. لكن لم يصدر بيان عن التنظيم حتى الآن يؤكد مقتله.
وفي الوقت الذي ما زالت فيه الأوضاع تراوح مكانها على جبهة زنجبار، أكدت المصادر أن معارك ضارية شهدها محيط مدينة جعار، عاصمة مديرية خنفر في محافظة أبين والتي تعد المعقل الرئيس لجماعة «أنصار الشريعة» في المحافظة، وتشير المعلومات إلى مقتل 8 من المسلحين المتشددين في قصف مدفعي استهدف تجمعا لهم في جعار.
من ناحية ثانية، اعتقلت قوات الأمن في محافظة البيضاء عنصرين من عناصر «القاعدة» الذين قالت إنهم فروا من المواجهات الدائرة في مديرية لودر بمحافظة أبين المجاورة للبيضاء، في سياق عملية تعقب الفارين من تلك المنطقة. وفي السياق ذاته، قالت وزارة الداخلية اليمنية إنها وجهت أجهزتها الأمنية في العاصمة صنعاء بملاحقة شخص يشتبه في انتمائه لـ«القاعدة» ويدعى عبد الله محمد جابر الشبواني «على خلفية معلومات أكدت نية المذكور تنفيذ عملية إجرامية داخل أمانة العاصمة مستخدما سيارة حبة وربع طربال لون رصاصي موديل 2009 تحمل لوحات عليها لاصق طير جمهوري».
على صعيد آخر، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، ميكيليه سيرفونه درسو، إن الاتحاد يعد لاتخاذ حزمتين من العقوبات بحق من يخالفون التسوية السياسية الجارية في اليمن، ويتمردون على قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي. ورفض درسو، في مؤتمر صحافي عقده بصنعاء أمس، الكشف عن طبيعة تلك العقوبات التي قال إنها «يمكن اتخاذها»، وإنها جرى تطبيقها في بلدان أخرى. وأشار سفير الاتحاد الأوروبي إلى «دعم الاتحاد والمجتمع الدولي للرئيس والحكومة ووقوفهما إلى جانبهما في كل الخطوات التي يتم اتخاذها على طريق تنفيذ المبادرة»، ودعمهما لـ«الخطوات التي قام بها الرئيس مؤخرا من تشكيل لجنة الاتصال وتعيين مستشارين له»، معتبرا ذلك «خطوة مهمة على طريق التحضير لمؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في وقت لاحق».