أدان مجلس الوزراء واستنكر بشدة ما وصفه ب"العمل الإرهابي الغادر" الذي استهدف عرضا عسكريا بميدان السبعين بصنعاء وأودى بحياة ما لا يقل عن 70 شهيدا ومئات الجرحى من أفراد الامن المركزي وشرطة النجدة وأفراد كليتي الحربية والشرطة.
ووقف المجلس في مستهل الجلسة وقفة حداد قرأ خلالها الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار من أبناء القوات المسلحة والأمن الذين قضوا اليوم في الحادث الإرهابي الغادر الذي استهدفهم بميدان السبعين بصنعاء وهم يؤدون البروفات النهائية استعدادا للعرض العسكري المقرر إقامته بمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الوطني الثاني والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م .. معربا عن أحر تعازيه ومواساته لأسر الشهداء.
كما ترحم المجلس على أرواح كافة الشهداء من رجال القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء والأبرياء الذين كانوا ضحية مثل هذه الاعتداءات الهمجية والإجرامية، إلى جانب أولئك الأبطال الميامين واللجان الشعبية بمحافظة أبين الذين يسطرون أروع التضحيات دفاعا عن الوطن وتخليصه من شرور الإرهاب وعناصره ومن يقفون ورائها.
وأكد مجلس الوزراء، وفقا لوكالة سبأ للأنباء، أنه وبالرغم من الألم والفاجعة والحزن الشديد على هؤلاء الأبرياء من شهدائنا الأبرار، فان مثل هذه الأعمال لن تثني القيادة السياسية والحكومة عن مواصلة نهجها في ترسيخ الأمن والاستقرار، وإفشال كافة المخططات الرامية إلى إشاعة العنف والفوضى في البلاد، بما في ذلك الاستمرار في التصدي الحازم للعناصر الإرهابية وصولا إلى اجتثاث هذه الآفة وتطهير اليمن من شرورها.
ووجه الجهات المعنية بالتحقيق الفوري والسريع لكشف كافة ملابسات هذا الحادث الإجرامي والإرهابي ومن يقفون ورائه وإعلان ذلك للرأي العام.
و أكد مجلس الوزراء على أهمية التسريع بعملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بما من شانه توحيد جهودها والعمل برؤية واحدة وخطة متناسقة لمواجهة قوى الإرهاب والعدوان والشر ودحرها وهزيمتها وبما يكفل استعادة الاستقرار والأمن والسكينة العامة. مشيرا إلى أن هذا الهدف سيكون أولوية رئيسية للحكومة في عملها خلال هذه الفترة وبالتعاون الفاعل مع لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، بما في ذلك إنهاء المظاهر المسلحة في العاصمة وكافة المدن اليمنية الأخرى.
وشدد المجلس على المسؤولية الجماعية والتضامنية لجميع أبناء الوطن والوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه العناصر التي تحاول النيل من امن واستقرار الوطن وعرقلة العملية الانتقالية. داعيا الجميع إلى التحلي بالحيطة والحذر والتفاعل مع جهود الدولة لمكافحة مثل هذه الأعمال الإجرامية التي ينبذها شعبنا وديننا الإسلامي الحنيف وكافة الشرائع السماوية.
ولفت إلى ما يمثله الإرهاب وأعمال العنف من أخطار وتداعيات على الأمن والسلم الاجتماعي وعلى حاضر ومستقبل الوطن، وكذلك على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. مشيرا إلى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في دعم جهود الحكومة لاستئصال شافة الإرهاب وكذا مواجهة العراقيل التي يصطنعها البعض في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة، بما يمثله ذلك من أهمية ترسيخ الأمن والاستقرار وإخراج اليمن من أوضاعه الراهنة.
وجدد مجلس الوزراء التأكيد على أن الحكومة لن تتوانى عن اتخاذ كل الإجراءات الرادعة لاستئصال شأفة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله وصوره، وتقديم كل الدعم للأجهزة العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها على الوجه الأمثل لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء على آفة الإرهاب. وحث أصحاب الفضيلة العلماء وخطباء المساجد والمرشدين ورجال الفكر والثقافة على التوعية بخطورة مثل هذه الأعمال الإرهابية وإيضاح حقائق الدين الإسلامي العظيم التي تدحض التطرف والإرهاب وتحرم وتجرم إزهاق النفوس البريئة.
ولفت المجلس إلى أن تزامن هذا العمل الإجرامي الغادر مع احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالعيد الوطني الثاني والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية هو محاولة يائسة وفاشلة لإفساد فرحتنا بهذا العيد، ووقف دوران عجلة التغيير نحو بناء وطن آمن ومستقر، موحد ومزدهر.