أرشيف محلي

حفل خطابي وعرض عسكري رمزي في الذكرى الـ22 لقيام الجمهورية اليمنية

أقيم اليوم في ساحة كلية الطيران والدفاع الجوي بصنعاء حفل خطابي عرض عسكري رمزي لطلاب الكليات العسكرية والأمنية وذلك بمناسبة الذكرى الـ22 لإعادة توحيد اليمن وقيام الجمهورية اليمنية وبحضور رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي..

وطوال ساعتين في الحفل كان اليمنيون يضعون أيديهم على صدورهم تخوفاً من أي عمل إرهابي قد يستهدف رئيس الجمهورية وقادة الدولة، إذ تم بإجراءات أمنية مشددة وذلك في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي يمر بها اليمن وبعد يوم واحد من الحادث الإرهابي الذي استهدف عرضاً عسكرياً في السبعين..

وكان من المقرر أن يجري العرض العسكري في ميدان السبعين بمشاركة كافة القوى العسكرية لكن الحادث الإرهابي الذي سقط على إثره أكثر من 100 شهيد ، حول الحفل إلى رمزي في كلية الدفاع الجوي في شارع الستين..

وفي الحفل الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عصام عبدالوهاب السماوي ورئيس مجلس الشورى الأخ عبد الرحمن محمد علي عثمان ونائب رئيس مجلس النواب حمير عبدالله الأحمر ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد وأعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى وممثلون عن مناضلي الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وكبار مسؤولي الدولة مدنيين وعسكريين وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع والمشايخ وأصحاب الفضيلة العلماء ورؤساء وممثلي بعثات السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين بصنعاء .. ألقى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول كلمة قيادة وزارتي الدفاع والداخلية رحب في مستهلها بالأخ المناضل المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وبكل الضيوف وأعضاء السلك الدبلوماسي من الأشقاء والأصدقاء والحاضرين جميعاً في الحفل الخطابي والعرض العسكري الذي يقام بمناسبة حلول العيد الوطني الـ22 للجمهورية اليمنية.

وقال "اسمحوا لنا أيها الأخ الرئيس أن نقف دقيقة حداد، ووقفة إجلال مكللة بالحزن والألم والحسرة على استشهاد كوكبة من الأبطال الذين طالتهم أياد آثمة، أيادي الإرهاب والغدر يوم أمس، ومن قلوب أدمتها تلك الحادثة الإجرامية، نرفع إليكم وإلى أهلهم وذويهم صادق العزاء والمواساة.. سائلين الله جلت قدرته أن يظلهم برحمته ويدخلهم واسع جناته مع الشهداء والصديقين".

واضاف "لقد سعى أولئك المجرمون الإرهابيون اغتيال فرحة الشعب بعيده الوطني ولكن خاب ظنهم وفشلت رهاناتهم فقد كبرنا على الآمنا وجراحنا، وما احتفالنا الآن إلاَّ أبلغ وأقوى رد على همجية الهجمة الإرهابية، ونقول لهم لن نسمح لكم بأن تغتالوا حلمنا في البناء والتنمية والأمن والاستقرار".

وتابع رئيس هيئة الأركان العامة " اسمحوا لي، أصالة عن نفسي وبالإنابة عن زملائي ورفاق سلاحي في قيادتي وزارة الدفاع والداخلية، وكافة منتسبيهما الأبطال أن أتقدم إلى قيادتنا السياسية ممثلة بالأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني الكريم وقواه السياسية المكافحة بأسمى آيات التهاني وأطيب الأمنيات الصادقة، مكللة بمفاخر الانتصارات الوطنية المتلاحقة، على مختلف الجبهات والصُّعُد، راجياً من الله العلي القدير أن يعيد علينا هذه المناسبة الوطنية الوحدوية وقد تحقق لوطننا وشعبنا وقواتنا المسلحة والأمن كل ما نصبوا إليه من تقدم وازدهار وبناء دولة يمنية حديثة مسيّجة بمعاني الحرية والعدالة والمساواة".

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة أن إقامة عرض عسكري مهيب بمشاركة سرايا من مختلف الوحدات العسكرية والتي كانت إلى وقت قريب تقف متناحرة وتوجه سلاحها ضد بعضها في أمانة العاصمة.

وقال :" ها هي اليوم تستعيد لحمتها ووحدتها الوطنية وتضع مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح، والقوات المسلحة والأمن بهذا الموقف الوطني الرفيع تستقبل عيد الوحدة المباركة الذي تحقق بعد نضالات شاقة وجسيمة ليضع الأساس المكين لمرحلة نضالية جديدة تهدف إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني في حياة حرة كريمة ومزدهرة".

وأضاف :" وإذا كانت مسيرتنا الوحدوية قد شابتها بعض الممارسات الخاطئة واعترتها بعض السلبيات فإن على كل الوطنيين الشرفاء اليوم تبرئة المنجز الوحدوي منها ورد الاعتبار لها، والدفاع عنها في وجه الادعاءات المسيئة إليها، والعمل الجاد والمخلص لإزالة ومعالجة النتائج السلبية لتلكم الممارسات الخاطئة".

وتابع رئيس هيئة الأركان العامة قائلاً :" أيها الأخ الرئيس .. إن الشعب اليمني العظيم وقواته المسلحة والأمن الباسلة، الذين منحوكم الثقة وحملوكم أمانة ومسؤولية قيادته صوب تطلعاته المستقبلية المشروعة ما يزالون على عهدكم بهم، يجددون لكم الثقة ويعلقون على صدق توجهاتكم وإخلاصكم الآمال العراض، مؤكدين لكم تأييدهم ومباركتهم لكل الخطوات المشكورة التي بذلتموها ولا تزالون لإخراج الوطن من محنته الراهنة والتغلب على إفرازاتها ونتائجها، تمهيداً لانطلاقة وحدوية جديدة تعيد للمنجز الوحدوي زخمه ولمؤسستي الدفاع والأمن وحدة صفها ووحدة هدفها على أساس من الولاء الوطني الأوحد، وتعيد للمواطن ثقته بدولته، دولة تقيم العدل والمساواة وتفرض هيبة القانون وتحفظ الأمن والسيادة وتحترم وتصون الحريات كأساس متين يجذر الوحدة الوطنية ويحفز الطاقات والإمكانات الجبارة لخوض مرحلة تنموية مظفرة يسعد في كنفها الفرد والمجتمع، على حدٍ سواء ودون استثناء، ويرتقي في ظلها الوطن محرزاً أسباب تقدمه وازدهاره".

وأردف اللواء الركن أحمد علي الأشول :" إن قواتنا المسلحة والأمن الشجاعة، وتحت قيادتكم الوطنية المقتدرة وعلى ضوء توجيهاتكم المسؤولة تسطر اليوم أروع الملاحم الوطنية النادرة في مقارعة قوى الإرهاب الشريرة، ملحقة بها ضربات مميتة ومدمرة، عاقدة العزم الأكيد على أن تلحق بفلول الإرهاب الهزيمة المنكرة، حتى لا تقوم لها قائمة بعد الآن".

وأضاف :" لقد كان لإرادتكم الصلبة القوية في القضاء على آفة الإرهاب وتصميمكم الجاد على تطهير الوطن من هذه الشراذم الدور الكبير والحاسم في بث روح البسالة والإقدام في نفوس مقاتلينا الميامين، مثلما كان لنهجكم الهادئ الرصين في قيادة سفينة الوطن المتأرجحة فوق أمواج الخلافات الدور الأكبر في تغلب قواتنا المسلحة والأمن على ما أصاب وحدة صفها القتالي من شرخ وانقسام، الأمر الذي مكننا في القيادة العسكرية والأمنية من حشد وتجهيز وحداتنا القتالية لتوجيه الضربات القاصمة لجماعات الإرهاب الجبانة التي لم تراع في مواطنينا الآمنين في ديارهم إلاً ولا ذمة، وهو النهج والإصرار ذاته الذي حفز أبناء شعبنا الشرفاء للانخراط الطوعي في معارك الشرف ضد عناصر الإرهاب الإجرامية حيث كان للجان الشعبية دورها الفاعل والمشهود في مؤازرة أبطال القوات المسلحة".

وقال :" من هنا نؤكد لكم ولأبناء شعبنا اليمني العظيم، الذي يقف صفاً واحداً خلف قواته المسلحة والأمن أننا على مشارف الحسم النهائي لمعركتنا مع ما يسمى (أنصار الشريعة) الأشرار، حتى نعيد الأمن والاستقرار إلى المناطق التي وطأتها أقدام الارهابيين، وحتى نعيد مواطنينا الذين شردوهم إلى ديارهم ومزارعهم آمنين مطمئنين."

وتطرق إلى المحاولات اليائسة التي تقوم بها فلول الإرهاب المندحرة وعصابات الإجرام والتخريب والتي لا تعني قدرتها على إخفاء ما لحق بها من هزائم منكرة في محافظة أبين وبقية المحافظات.

وقال :" إن الاعتداء الهمجي والغادر على أبنائنا المقاتلين في ميدان السبعين خلال بروفات العرض والذي أودى بحياة كوكبة منهم شهداء وجرحى، هذه الجريمة الشنعاء التي لا تمت بصلة لا إلى دين ولا إلى أخلاق لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة حربنا ضد هذه العناصر الشريرة المجرمة، وإن حربنا ضدها لن تتوقف حتى نطهّر أرضنا من دنسها وبقاياها، وإننا لنهيب بكافة أبناء شعبنا اليمني الوقوف صفاً واحداً إلى جانب إخوانهم وأبنائهم في القوات المسلحة والأمن وبقية الأجهزة الأمنية في معركتهم الحاسمة ضد الإرهاب والتعاون والإبلاغ بأية معلومات تفيد بملاحقة المجرمين وعناصر الإرهاب الهاربة والمتسللة".

واختتم رئيس هيئة الأركان العامة كلمته قائلاً : " بهذه المناسبة الوطنية الوحدوية لا يسعنا إلاّ أن نجدد لكم العهد وباسم كل مقاتلينا الأشداء، على الوفاء بالتزاماتنا الدستورية ومبادئنا الثورية الوطنية والأخلاقية في القيام بواجباتنا الدفاعية والأمنية، موحدين صفوفنا خلف قيادتكم الوطنية المخلصة، ملتزمين بتوجيهاتكم في احترام واحدية القيادة وواحدية القرار، جاعلين من قواتنا المسلحة والأمن سنداً لكم ولحكومة الوفاق الوطني في استكمال بنود المبادرة الخليجية وبالذات ما يتعلق منها بإعادة هيكلة مؤسستي الدفاع والأمن، آملين أن يحالفكم النجاح في مساعيكم الوطنية الصادقة لجمع كافة الأطراف المعنية بحضور مؤتمر الحوار الوطني والخلوص إلى نتائج إيجابية لكل ملفاته وأجندته خدمة لوطننا ومستقبل شعبنا وأجيالنا."

وفي مشهد احتفالي كبير جسد قوة الاصرار على صياغة الأفراح والاستبشار بالحاضر والغد المنشود قدمت الفرق الموسيقية العسكرية فقرات استعراضية رائعة صاغتها لحناً قوياً ومتناغماً مهدية هذه اللوحة الموسيقية التي حملت عنوان (اليمن أغلى) للشعب اليمني الأبي لتجاوز الآلام الكبيرة والجراح الناتجة عن الأعمال الخيانية الجبانة للقتلة الأشرار.. مؤكدة أن صورة القبح والارهاب غير قادرة على كسر إرادة اليمنيين

وفي هذه الأجواء المفعمة بالحماسة والأمل قدم الشاعر الشاب أحمد العفيف قصيدة شعرية لامست القلوب مجسدة مشاعر الاعتزاز بهذه المناسبة العظيمة.. مؤكدة الاصرار والتحدي على تواصل مسيرة البناء والأمن والاستقرار.

وفي ختام الحفل تقدم اللواء الركن علي محمد صلاح نائب رئيس هيئة الأركان العامة لقيادة العرض العسكري المهيب حيث شاركت فيه وحدات عسكرية رمزية من وحدات القوات المسلحة والأمن وطلبة الكليات والمعاهد العسكرية، كان نواتها سرية من جرحى الحادث الإجرامي الإرهابي في السبعين في موقف جسد أعلى درجات الإيثار والتضحية والسمو فوق الآلام كرسالة قوية مؤكدة على الروح المعنوية العالية والشعور القوي على الاصرار والتحدي.

زر الذهاب إلى الأعلى