دشنت نقابة الصحفيين اليمنيين الأحد في صنعاء مشروع تطوير الأداء المهني والأخلاقي في الصحافة اليمنية، بعقد اللقاء التشاوري الأول للقيادات الإعلامية والنقابية حول مدونة السلوك الصحفي .
ويتضمن المشروع الذي تنفذه لجنة التدريب والتأهيل بالنقابة بالتعاون مع مشروع "استجابة" وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خلال الفترة من 28ابريل إلى 16أكتوبر المقبل، عقد خمس لقاءات تمهيدية للقيادات الإعلامية والنقابية وكذا أربع ورش عمل في كل من صنعاء، عدن، المكلا، تعز والحديدة لبلورة مقترحات وتصورات من قبل الزملاء الصحفيين حول مدونة سلوك للصحفيين اليمنيين يقوم على ضوئها مجموعة من الخبراء في هذا المجال بصياغة المدونة بناء على هذه المقترحات لتكون المخرج الأساسي للمشروع .
وفي حفل التدشين تحدث وكيل وزارة الإعلام المساعد يونس هزاع بكلمة أكد فيها على أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام في نقل الحقيقة وتغطية الأحداث، وضرورة تبني مثل هذه الفعاليات لتعزيز مبادئ السلوك الصحفي بما يسهم في تطوير الأداء المهني لمختلف وسائل الإعلام.
وأوضح أن الوزارة قامت بسحب مشروع تعديل قانون الصحافة والمطبوعات ومشروع قانون الإعلام السمعي والصحفي اللذين أثير حولهما جملة من المخاوف في الوسط الصحفي خلال الفترة الماضية .. وذلك بغية إخضاعهما للمزيد من الدراسة والنقاش البناء حولهما بما يكفل إخراجها إلى النور بصورة مثلى تسهم في خدمة العمل الصحفي في اليمن.
وقال :" إن وزارة الإعلام ترحب بأية ملاحظات أو أراء حول المشروعين ".
وأكد هزاع موقف وزارة الإعلام الداعم لإيجاد ميثاق شرف ومدونة سلوك للصحفيين لما من شأنه جعل الإداء الصحفي يرتكز على أسس ومبادئ قيمية واخلاقية تحول دون أية انحرافات برسالته المهنية .
نقيب الصحفيين الأسبق عبدالباري طاهر ركز من جانبه على تسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها الصحفيون والإعلاميون أثناء تغطيتهم للأحداث ونقلهم للحقيقة.
وقال طاهر:" إننا نراهن على التوعية والحرية اللتين هما كفيلتان بتعزيز وتطوير أداء الصحفيين كونهم دعاة تنوير وقادة للرأي والتنوير في المجتمع".
وأشار إلى أن الإعلام أسهم بدور إيجابي في تغطية ومواكبة أحداث ومسارات الثورة الشبابية السلمية ومساندة المطالب الشعبية للتغيير في اليمن والتطلعات المنشودة لبناء الدولة المدنية الحديثة.
رئيس لجنة التدريب والتأهيل بالنقابة نبيل الأسيدي أوضح بدوره أن هذا اللقاء يستهدف عرض فكرة صياغة واعتماد مدونة سلوك للصحفيين اليمنيين وسيليه عقد عدة ورش عمل حول المدونة وما ينبغي أن تحتويه وآلية اعتمادها وإقرارها في المؤسسات الصحفية بما يعزز أخلاقيات المهنة وتطوير رسالتها وخصوصا في هذه المرحلة التي يعيش فيها وطننا اليمني مرحلة التغيير.
وقال :"نتوقع أن تحدث هذه المدونة تطورا مهما في الأداء الإعلامي كونها ستضع مبادئ وأسس عمل تنطلق من أخلاقيات مهنة الصحافة التي تعاني من تجاوزات البعض في ظل عدم وجود ضوابط واضحة يضعها منتسبو المهنة بأنفسهم ويصبحوا في الوقت ذاته هم الرقيب على تنفيذها".
واشار إلى أن مشروع تطوير الأداء المهني يهدف إلى تطوير الأداء المهني والأخلاقي في الصحافة اليمنية خاصة خلال الفترة الانتقالية الحالية عبر عدد من الأنشطة منها 5 لقاءات و4 ورش عمل ستعقد في كل من (صنعاء –عدن- المكلا –الحديدة) بحيث ينتج عنها مقترحات وتصورات تصاغ بموجبها مدونة سلوك للصحفيين اليمنيين.. بالإضافة إلى عقد دورتين تدريبيتين في كل من (صنعاء- عدن)حول كتابة القصة الإنسانية وقضايا النوع الاجتماعي.. مشيرا إلى أنه سيتم إشراك نحو 220 صحفيا وصحفية من جميع المحافظات في انشطة وفعاليات المشروع .
وعقب ذلك عقدت حلقة نقاشية أدارها رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر – رئيس التحرير عبدالرحمن بجاش، جرى خلالها مناقشة أفكار وتصورات القيادات الإعلامية والنقابية المشاركة حول ما ينبغي ان تتضمنه مدونة السلوك والسبل الكفيلة بجعلها مبادئ راسخه يرتكز عليها العمل الصحفي وكذا الدور المؤمل من نقابة الصحفيين للإسهام بفاعلية في تطوير الأداء المهني لمختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة سواء كانت رسمة أم حزبية أم مستقله .
واستمع المشاركون في الحلقة النقاشية إلى شرح من قبل رئيس تحرير صحيفة النداء سامي غالب عن التجربة التي تبنتها الصحيفة لإصدار مبادئ للسلوك الصحفي خاصة بالصحفيين العاملين فيها منذ العام 2006 م وكذا الدور الذي اسهمت به تلك المبادئ في رسم نهج ثابت للأداء المهني للصحيفة يرتكز على المصداقية والحيادية في تغطياتها وتناولتها لمختلف الأحداث .