قال رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوة، إن عهد الغطرسة في اليمن قد انتهى وأن جميع المواطنين سواء أمام القانون ولا فرق في ذلك بين فقير وغني أو قوي وضعيف.
وأضاف في حفل تدشينه أعمال المؤتمر الأول للمبادرات والمؤسسات الشبابية، تحت شعار "البناء المؤسسي.. تنمية المجتمعات"، والذي تنظمه مؤسسة همة شباب للتنمية، اليوم الأربعاء، "نريد أن نترفع فوق الصغائر، فهذا وطننا جميعا ولن تجدوا وطنا اخر يقبلكم وان عهد الغطرسة انتهى فالجميع سواء امام القانون غني وفقير، قوي وضعيف".
وقال رئيس الوزراء: " هذا وطن الجميع ولا احد يصبح اكبر الا بما يعمله ويقدمه ويضحي به من اجل الوطن، فالشباب الذين قدموا أراواحهم في سبيل الوطن أعظم عندي من اكبر مسئول في هذا البلد".
ومضى يقول:" ثقوا ايها الشابات والشباب إنني معكم من اجل مصلحة الوطن ولن أتردد في تقديم أي دعم وعون، وهذا واجبي، ولن تجدوني إلا أبا لكم"، مباركا في كلمته جهود الشباب، وتقديره لهمتهم العالية التي لا تليق إلا بشباب من أمثالهم.
وحيا باسندوة في مستهل كلمته أصحاب المبادرات الكبيرة والهمم العالية، الذين وضعوا نصب أعينهم هدف البناء المؤسسي الذي يحتل مقام الأولوية في هذه المرحلة من تاريخ اليمن، وتعاهدوا على أن يكونوا رافعة المبادرة الحاملة لهذا الهدف والوسيلة التي سوف تحققه.
وعبر عن شكره الجزيل لمؤسسة (همة شباب) ولشركائها من مؤسسات المجتمع المدني الشبابية، ومجلس رجال الأعمال اليمنيين، الذين أطلقوا مبادرة العمل المشترك في تنمية المجتمع، وتعظيم تأثير العمل المؤسسي على التنمية وتطوير المجتمع.
وقال "إنني أقف باهتمام كبير أمام هذا التوجه الذي يعبر عن روح المسئولية لدى شبابنا، ويعمق لدينا جميعاً الشعور بالفخر بالمستوى الذي بلغه شبابنا من النضج والوعي بدورهم، بعد أن لمسنا هذا النضج وهذا الوعي إبان مرحلة العمل الثوري للشباب في ميادين وساحات الحرية والتغيير، حيث نهضوا بدورهم تجاه وطنهم بكل شجاعة وتحملوا بسبب ذلك الكثير من المشاق، وصبروا على المكاره، وقدموا التضحيات الجسيمة بالغالي والنفيس، وهل هناك أغلى من الأرواح".
وأضاف "ها أنتم اليوم يا شباب اليمن، تقدمون نموذجاً آخر، منطلقه الوعي بحاجة مجتمعكم لدوركم، ووسيلته المبادرة وروحه العمل المؤسسي، وأنتم بهذا التوجه الرائع، تشاركون في بناء اليمن الجديد، وفي تعزيز النهج المؤسسي الذي نريده عنواناً للمرحلة القادمة".
وأكد حاجة اليمن إلى هذا النوع من المبادرات، التي توحد جهود الشباب، وتحفزهم إلى تبني مشروع مشترك، ينمو بإسهاماتهم المبدعة، ويكبر بهمتهم العالية، وينتفع به المجتمع أيما انتفاع، مشيرا إلى إن الحكومة لن تألو جهداً في دعم وإسناد هذا النوع من المبادرات الشبابية، التي من شأنها أن تغرس في وعي الشباب، أهمية وقيمة البناء المؤسسي، وأثره الكبير في إشاعة روح العمل التكاملي وتفعيل المبادرات، وتشجع الإبداع.
ودعا رئيس الوزراء إلى تعميق الشراكة بين المؤسسات الشبابية التي تخوض تجربة ريادية في التنمية المجتمعية، وفي استنهاض دور الشباب تجاه مجتمعهم، وبين القطاع الخاص، والتي من شأنها أن تحدث دفعة قوية لعجلة الاقتصاد، عبر إدماج الشباب في الدورة الاقتصادية، وحفز دورهم الاجتماعي باتجاه المزيد من التكافل بين أفراد المجتمع، والتغلب على مظاهر الفقر والحاجة.
وخاطب الشابات والشباب قائلا " إن بلدكم الذي تطلقون هذه المبادرات الرائعة لأجله، يدعوكم أيضاً لكي، تنهضوا بدوركم في الانتصار لإرادته في التحول السلمي، وبناء الدولة الحديثة، دولة كل اليمنيين، المجسدة لإرادتهم".
وحثهم على المساهمة الفاعلة في تعزيز الجهود المبذولة لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل والعمل على إنجاحه، معبرا عن تطلعه في أن يجسد الشباب والشابات أولاً روح الوحدة الوطنية في صفوفهم، ويكون هذا هدفهم الأسمى في هذه المرحلة وفي كل المراحل.
وتم في المؤتمر منح رئيس الوزراء درع الشباب تعبيرا عن حب وامتنان الشباب وتقديرا لأدواره النضالية تجاه وطنه وشعبه.
من جانبه أشار رئيس مؤسسة همة شباب للتنمية محمد مراد مطهر إلى أهمية دور الشباب في تنمية المجتمع.. لافتا إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز مفهوم العمل المؤسسي ودره الفاعل في بناء المجتمع وتطوره.
واوضح أن 120 مشارك في المؤتمر يمثلون المؤسسات والمبادرات الشبابية من مختلف محافظات الجمهورية يناقشون جميع المبادرات للخروج برؤية موحدة تجاه مشروع مشترك للمبادرات على مستوى اليمن.. مستعرضا أهداف ومحاور المؤتمر، وكذا دور مؤسسة همة في توحيد الرؤى بين كافة المؤسسات والمنظمات والمبادرات الشبابية.
فيما دعا رئيس نادي رجال الأعمال اليمنيين فتحي عبدالواسع القطاع الخاص إلى تبنى المبادرات الشبابية الايجابية لتعزيز التنمية المجتمعية التي ستنعكس على قطاع الأعمال باعتبارها جزء من المسؤولية المجتمعية
كما دعا إلى إقامة شراكه فاعلة بين القطاع الخاص والشباب بأن يقوم الشباب بالتحصيل العلمي الجاد والنافع مقابل التزام القطاع الخاص باستيعاب الشباب وتوظيفهم.. مشيرا إلى أن اليمن تمر بمرحلة حساسة تحتاج إلى جهود الجميع سيما الشباب الذي يعول عليهم في عملية التنمية.
ولفت رئيس النادي إلى أهمية العمل الطوعي بين الشباب في مختلف المجالات كونهم يمثلون نسبة 33 في المائة من السكان.
كما القيت كلمة عن المبادرات والمؤسسات الشبابية القاها رئيس مؤسسة عطا الشبابية بعدن محمد رشاد أشار خلالها إلى أن اليمن يقف على أعتاب مرحلة جديدة يكون فيها الشباب العامل الاساسي لبناء التنمية.. لافتا إلى اهمية المؤتمر في مناقشة المبادرات والتحديات التي تواجهها للخروج بتوصيات لتحقيق التنمية الشاملة لليمن.. مشددا على ضرورة استيعاب المتغيرات الجارية في اليمن في مختلف القطاعات.