arpo28

جمهورية الصومال في عدن ..!

لايجب أن تصل بك الغرابة حد تخيل نفسك في أرض غير يمنية كأن تتخيل نفسك في إحدى المدن الطليانية وفي دولة شهيرة بتفصيل معين هو أنها تحتضن أصغر جمهورية داخل عاصمة الأناقة والجمال روما هي دولة الفاتيكان المصغرة . لكنك الآن في اليمن وعلى رقعتها الجغرافية بالتحديد في عدن مدينة لا تقل جمالاً ولا أناقة عن كثير من المدن حتى وإن كان الواقع يخالف بعض مظاهر الجمال لكنها تظل في أعين اهلها غزالاً .! في عدن يجب عليك ان لا تكون ملكياً أكثر من الملوك انفسهم ولا حالماً بفخامة الملوك وسجادة الصعود إلى البلاط الملكي، فمدينة كعدن تبعد عنك مظاهر العيش بترف أو العيش على نمط واحد فهي مدينة منوعة الأعراق ومنوعة الاستايلات ومنوعة الوجوه والثقافات وحتى منوعة اللهجات واللغات .!

عدن لا تبدو مدينة تقاس بالشبر أو بالذراع لكنها مدينة تقاس بتنوع ادق من ذلك بكثير ويمكنك ان تقيس المدينة بمسافة اقرب من بين وجهين هي تلك التفاصيل لوجوه أٌخذت من تفاصيل المدينة وتنوع اعراقها الكثيرة وصارت تلك الوجوه مع عديد السنين بنمط ابرز مايقال عنه صنع في عدن .!
في عدن وأثناء وقوفك يمكنك ان تأخذ لمحات على الجهات الاربع التي تحيط بك فتلحظ البدوي والمدني والصومالي والهندي والقبيلي .. هو ليس مجرد استعراض لعضات المدينة في نفس اللحظة لكنه الواقع الذي ينبئك على مدينة تجمع كل الجهات وتحتضن كل التفاصيل البشرية ..
في مديريات عدن العديدة والتي هي ربما تكاد المدينة اليمنية الوحيدة التي كل مديرياتها حضرية ومترابطة مع بعضها البعض لتشكل نموذجاً للمدنية الرائعة ..
سواء كنت مبصرا ام اغمضت عينيك وكانت الخريطة امامك فعليك دون تردد ان تٌنزل اصبعك برفق على اي موضع للخريطة قد تصيب مثلا كريتر وهناك افتح عينيك فللحضارة فيها حكاية كأصل للمدينة أو ان تصيب عراقة التواهي أو المعلا أو خورمكسر أو حتى الشيخ أو المنصورة فلكل مديرية تفاصيل هي أقرب إلى الخيال والدهشة في ادق التفاصيل ( سأٌفرد مساحات اخرى للخوض بعمق في تفاصيل عدن في اعدادٍ قادمة ) .
اربطوا الاحزمة
الوقت يكاد يقترب من المغرب علي ان اغادر من حيث انا إلى مكان لايبعد سوى 5 كيلو مترات تقريبا وفي مديرية تسمى “ الشيخ عثمان “ بالمناسبة هذه المديرية هي علم بارز لأبرز مثقفي وفناني عدن واليمن المخضرمين . في مكان يسمى فرزة البساتين على اليسار يبدو شارع ليس بذاك الشارع الذي يشار اليه بالبنان انما شارع في قمه البساطة على احدى ضفتيه تقع مدرسة من ستينيات القرن الماضي وعلى النمط الانجليزي في البناء وحتى في صيغة التاريخ المرسوم على ترويسة الباب الخارجي لها هذا الشارع ليس المهم فيه المدرسة القديمة انما ابرز مافية هو لوحة صغيرة لا تتعدى 50 في 30 سم مكتوب عليها بخط هاوٍِ شارع الفقيد «محمد سعد عبدالله» ..! ياإلهي الم تصبكم الدهشة كما اصابتني انا لحظة قراءتي لتلك اللوحة لشارع بسيط هو أبرز تكريم مٌنح لمحمد سعد عقب مماته .. من منا لا يتذكر أعز الناس واقربهم إلى قلوبنا ومن منا لايتذكر يوم الاحد في طريقنا لاقينا بالصدفة لوحة لشارع محمد سعد.. هكذا وصل بهم الحال إلى تذكر عملاق الطرب اليمني بلوحة لا تليق بمقامه ولا بقامة محمد سعد .. رحمك الله يا أعز الناس ..!
قبل ان تكمل الشارع عليك تخطي صف من العمائر لتصل إلى حارة تبدو شبه مظلمة الا من بعض المطاعم الشعبية والتي تقدم وجبات على طريقة مايسمى خبز «التميز» ومع ضجيج المطاعم هناك ضجيج آخر هو لتلك الباصات القديمة والمتهالكة والتي يسمونها ب الكوستر وهو الباص المتعارف عليه بحمولة 26 راكباً بالمناسبة الكوستر هي كلمة انجليزية لهذه النوعية من الباصات .
مجموعة من الباصات مصفوفة يجلس امام كل مقود باص سائق من ذوي البشرة السوداء والسحنةِ الافريقية الممزوجة ببعضِ التفاصيل العدنية المكتسبة حتى ولو كان الاكتساب هو وليد سنين معدودة . لتجد الشخص ينادي “ بساتين” وهي المنطقة المقصودة للوصول اليها اما الشخص المنادي فهو ايضا والأغلب من الصومال ويدعى” الكراني” وهو اللفظ الذي يطلق على الشخص الذي يقوم بأخذ الحساب من الركاب.. والذي اتى من كلمة «كِرى» بكسر الكاف أي اجرة الركوب في الباص الذي يدفعها الراكب . وهذه الكلمة ليست صومالية وإنما هي لهجة يمنية متعارف عليها خاصة من الناس القادمين من المناطق الجبلية المحيطة بعدن واصبحت متداولة بين الناس بعدن بل واصبحت سائدة كما هي العديد من الالفاظ التي اصبحت عامة التداول في عدن .
الآن يبدو ان الباص اكتمل العدد ليبدأ الإنطلاق بكامل العدد بل وبإضافة لا تقل عن 3 ركاب هم قوام الاشخاص الواقفين بالباب ممن يحب الذهاب سريعا وعدم الانتظار إلى الباص التالي بعد الانطلاق بقليل على الكراني ان يبدأ في جمع الاجرة من كل من في الباص وهي مبلغ الخمسين ريالاً ..
في الباص عليك ان تكتشف اولى البشارات في جمهورية الصومال العدنية خاصة من تلك الوجوه التي تكاد تملا المقاعد ذات البشرة الافريقية واللهجة الصومالية المميزةيجلس رجل بجوارك تعرف انه صومالي فتبادره إلى بالسؤال فيجيبك بلهجة عدنية خالصة وكأنك تريد ان تغير رايك في ان الشخص بجانبك عدني لكن بلحظة ما وحين الحديث مع رجل آخر من جنسه سرعان ماتكون لغة التفاهم فيما بينهم هي اللغة الصومالية وانت تقف لا تفهم شيئاًِ مما يدور وقد يساورك الشك في ان الحديث عليك لكنك لا تفقه تفسيرا لما يدور..!.
في مسافةٍ لا تتجاوز النصف ساعة وعلى مشارف مديرية دار سعد تصل إلى حيث للصومال جمهورية ليست افتراضية وانما واقعية في عدن .. مدينة لها مكونات ونمط وبنية المجتمع الصومالي بكل تفاصيل البيئة ..
عليك ان تتجول في تلك المدينة أو بالأصح الجمهورية الصومالية على اقدامك لترى التفاصيل الأبرز لشباب لهم من الطول نصيب هو ذاك النصيب الذي عرف به الصومالي وفي نسوة ايضا في الطول لهن شبيه في باسقات النخل .
الكثير في هذا الوطن بات يملك صنعة يَعول بها من يتبعه فهناك من يملك محلاً لبيع البطاط المغلي وهناك من يملك دكاناً يسميه معهداً لتعليم الصومالية والعربية والفرنسية وهناك ايضا من يفترش الرصيف ليبيع الروتي وهناك العدد الكبير هم الشباب العاطل عن العمل الذي يتخذ من ارصفة الجمهورية مسكنا لهم خاصة في اوقات الليل ومع انطفاء التيار الكهربائي تدخل في العمق تسمع بعض الكلمات المعروفة «وريا» وهي تعني يارجل كما هي كلمة زول في الثقافة السودانية غير ذلك لن تفهم شيئاً مما يدور بينهم فكلامهم معك عدني وكلامهم مع بعض يتحول إلى اللغة الصومالية السريعة في نطق الالفاظ .
في البساتين وفي قلب الجمهورية الصومالية يقع مبنى مكون من عدة ادوار يعلوه مكبر صوت لاينقطع الحديث منة وهو على مايبدو مركز ديني أو ارشادي اسلامي موجه باللغة الصومالية يتحول بعض الاوقات إلى تلاوات من القرآن الكريم .
رغم العيشة في مجتمع عدني لكن يبدو ان الصومال اشخاص تتقن اللعب على جبهتين وهي القدرة على الإنخراط في الثقافة المحلية والعدنية وهي ليست غريبة عليهم كون الصومال أو لنقل عنه التبادل بين الصومال واليمن للهجرة منذ القدم.. والجانب الآخر هو المحافظة على الثقافة والهوية الصومالية وحتى إن جاز لي التعبير القول الحفاظ على أدق التفاصيل التي اتى بها الأقدمون من أرض الصومال إلى عدن ودليل على كلامي هذا هو بالفعل شعورك في هذه البقعة وكأنك في مقديشو العاصمة أو احدى المدن الساحلية الصومالية المطلة على المحيط الهندي .!
يقف ذاك الشاب الصومالي الناحل الجسد اسود البشرة ملتحف مايسمى الفوطة والتي يتميز الصومال بلبسها طويلة إلى مايقارب القدمين وايضا انتقاؤه للبس الابيض وهو عادة مشتركة لكل المدن الحارة لأن اللون الابيض يعكس الحرارة ولا يمتصها الجسم ,هو واحد من آلاف الصوماليين الشباب وَ العاطلين عن العمل فقط كل ما يعمله هذا الفتى هو ان ينهض من بيته متاخراً ليجلس على احد الأرصفة ويعاود الكرة ليلا في مشهد كبير من أشخاص بجنسه واكبر .
البساتين هو في الاساس مخيم للنازحين الصومال الذين استقبلتهم اليمن بمزيد من العاطفة اليمنية لتصل احيان هذه العاطفة إلى حد السذاجة.. فكيف لبلد فقير وفقره مدقع ان يستقبل مئات الآلاف من اللاجئين دون أدنى ضوابط كما هو معمول به في مختلف انحاء العالم في تخصيص مخيمات بعيدة للنازحين خاصة من الفوضى التي تسببها هذه الموجات الدخيلة على المجتمع في جلب الامراض والمشاكل وغيرها . فتحول الباستين من مخيم إلى منطقة أو حي كبير للصومال يمارس فيه الصومال كل عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الصومالية في مكان شبه منغلق لا تشعر فيه بأنك في أرض يمنية .
لهم مجالسهم الثقافية ولهم محلاتهم على النمط الصومالي ولهم مانستطيع القول عنه الحلقة المغلقة لاحتياج اي مجتمع في بيئته ومن نفس بيئته لكنها هنا في عدن .
في مركزهم الثقافي تُقام الاُمسيات وعروض الرقص والموسيقى الصومالية التي هي مزيج من موسيقى الافريق والموسيقى الساحلية مع بعض التطعيم من الموسقى الغربيه خاصة ذاك التأثير الذي احدثه الاحتلال الفرنسي لدول القرن الافريقي وقوة التأثير الفرنسي في فرض ثقافته وعاداته في البلدان التي يحتلها .. لا غرابة ان تجد في مسرح صفوفاً كبيرة من الجمهور تستمع وتتفاعل مع خشبة مسرح يعلوها شاب وفتاة يرقصان على وقع الموسيقى الصومالية ثم تجد المسرح هائجاً في مشاركة هذين الراقصين حركاتهما.. في البساتين ربما الشيء الذي قد لايثير استغرابك هو مشهد السوق الخاص بهم لكنه السوق المشابه لسوقنا اليمني لبيع القات وهو القاسم المشترك بين اليمن والصومال لكن لنقل بشكل أصح أنها علاقة الأصل والفرع اي أصل المنشأ للقات في الحبشة والقرن الإفريقي وحين يذكر القرن الافريقي يتبادر إلى الذهن القات الهرري ذو الصيت الكبير .
بالمقابل في مجتمع كهذا لا يخلو من اشياء مخيفة جدا لاتزال الجهات المعنية لا تنتبه لها ولا تراقبها وهي انتشار الامراض الخطيرة التي يأتي بها هؤلاء وكذلك الأوكار الاجرامية التي توجد في هذه الاماكن والتي تُصبح ملاذاً للمجرمين ولأشخاص تجعلهم الحاجة إلى فعل اي شيء في مجتمع غير مجتمعهم .
كذلك انتشار الشحاتين خاصة الاطفال والنساء وهو مايخلق منظراً مزعجاً جدا وانتشارهم كثيرا في أبرز الاماكن إن لم نقل اغلب الاماكن ..
على ذكر المخيمات الصومالية توجد ايضا مخيمات اخرى اشهرها مخيم خرز للاجئين في لحج والذي تشرف عليه الامم المتحدة ممثلة بشؤون اللاجئين وهي ايضا ذات المأساة تتكرر في ازدياد اللاجئين الصومال في ظل ساحل يمني يتجاوز 2500 كيلو متر مفتوح ولا توجد عليه اي حراسات من خفر السواحل أو على الأقل حراسة بمايكفل لمنع تسلل هؤلاء اللاجئين .
المهم الاشارة اليه هو ان العلاقة مابين اليمنيين والصومال ليست علاقة لاجئ بأرض استقر فيها في العقدين الأخيرين وهي المرحلة التي افرزتها الحرب الاهلية الصومالية التي جعلت الكثير منهم مشردين إنما العلاقة اكبر من ذلك وهي علاقة تاريخية وعلاقة تمازج حيث كانت ارض الصومال ملاذاً تجاريا للكثير من اليمنيين خاصة الحضارم والعدنيين وهو الأمر الذي افرز نوعاً من التزاوج بين الشباب اليمني والفتيات الصوماليات أو العكس حتى نلاحظ أن البعض في عدن يكون من أصل يمني وام صومالية .
هناك أيضاً العديد من اليمنيين الذين عاشوا معظم حياتهم في الصومال وعادوا إلى عدن بأصل يمني وبثقافة صومالية وحتى أبرز العادات والتقاليد هي تلك المكتسبة من ارض الصومال .
المرأة الصومالية في اليمن تشتهر بمهنتين رئيستين هما صناعة وبيع «اللحوح» وهي نوع من الخبر تكون الاساس لصنع مايسمى الشفوت وهذه المهنة منتشرة في كثير من المحافظات اليمنية.
الحرفة الثانية هي صنع وبيع البخور واكثر ماتلاحظ ذلك في عدن خاصة وعادة مايطلق عليها طبخ البخور حتى تكاد رائحة البخور الصومالية تبدو مميزة للكثير .
في السوق الشعبي في مديرية الشيخ عثمان بعدن تلاحظ وجوداً لافتاً بل ويكاد طاغياً للرجال الصوماليين أو اليمنيين العائدين من الصومال وهي حرفة الخياطة وخاصة مايسمى في سوقهم التعديل، اي تعديل الملابس سواء في العرض أو الطول وغيرها .
محمد صومالي في الثلاثين من عمره يختلف عن الشباب العاطلين عن العمل لأنه يعمل في احد الأماكن البعيدة عن البساتين في غسل السيارات والتي اصبحت مهنة ذات علامة مسجلة للصومال ليس في عدن وحسب بل في مختلف المدن اليمنية. وجدته في موقف مُضحك بجوار شاب يمني , حين كنت في سيارة صديق لي فَإذا بالصومالي ينهال بالشتم على اليمني بحجة ان اليمني قام بمسح السيارة التي هي في المكان المخصص للصومالي .! موقف يجمع بين الطرافة والمأساة وهي المأساة التي يكاد الشخص اليمني يشعر بالغربة في وطنه مقارنة مع صومالي أتى إلى اليمن كلاجئ ..!
من الاشياء المؤلمة ربما هي موقف أذكره قبل سنين من شاب يمني وهو في حالة توتر عند استخراج بطاقته الشخصية وبعد ان تمت عرقلته بوثائق التعريف من عاقل الحارة والشهود والمديرية قال لي هكذا يفعلوا بنا اليمنيون بينما الصومالي يستخرج البطاقة احيانا في ظرف ايام .!
هكذا هو الفساد احياناً الذي وصلت اليه بعض مرافق الدولة في بيع الهوية الوطنية من اجل دراهم معدودة من قبل ضعيفي النفوس ..!
من الأشياء التي نلاحظها في الصوماليين قوة التحمل فيمكن مجموعة من الصومال أن يعبروا الطريق بين اكثر من محافظة مشياً على الاقدام فيمكنهم الإنطلاق من عدن إلى الحديدة مرورا بتعز في طريق مسيرهم تهريبا إلى السعودية مشيا على الاقدام ..!
قنبلة صومالية بشرية ..!
حين بدأت في كتابة هذا الاستطلاع مساء الاحد لم اكمل الموضوع للاخير حين توقفت في النقطة التي انتهى فيه الشحن من بطارية الكمبيوتر المحول على امل ان اكمل الموضوع في اليوم التالي الاثنين وارساله إلى الصحيفة باكرا لكن.!
ثمه شي ايقظني صباح الإثنين على وقع لم يكتمل فيه الموضوع وهو الإنفجار الذي سمعت صوته في المنطقة التي لا تبعُد عني كثيرا , خبر الإنفجار الذي استهدف قائد المنطقة الجنوبية الشرقية اللواء “سالم قطن” وراح ضحيته مع بعض مرافقيه في المنطقة المعروفة بحي ريمي بجوار مستشفى صابر في مديرية المنصورة وقام بهذا الفعل شاب صومالي , لا ادري أهو توافق الاحداث عند الحديث عن الصوماليين مع ما حدث يوم الاثنين لكن بكِل الاحوال هناك استغلال من اطراف لاتزال تلعب في المشهد اليمني محاولة خلط الاوراق والجهات قد تكون معلومة أو خفية لكن هناك من هم ادرى بكل الخبايا من الساسة والمطلعين على الشان الامني والمجتمعي اليمني .
أخيراً ...
الحديث يطول عن مجتمع انتقل بكافة عاداته وتقاليده إلى مجتمع اخر في ظل اوضاع قد تبدو غير منطقية في اغلب الاحوال لكن مع كل هذا يبدو ان القائمين على السياسة اليمنية مشغولون منذ سنين بأشياء بعيدة عن هذا الهاجس فاريد ان اضع الكثير من النقاط:
- وضع الصومال في اليمن فيه الكثير من العشوائية يخلق ارباكاً اكثر لمجتمع يمني يبدو ظاهريا في احسن حال لكن من الداخل المجتمعي شبه ممزق فكيف بثقافة اخرى لم نعتاد عليها ان تدخل بهذه القوة إلى مجتمعنا اليمني ذو الطبيعة المختلفه.
- على الحكومة اليمنية ان تضع حد كون ان الصومالي لاجئ أو مقيم في اليمن وهنا يجب ان تفصل بين الحقوق والواجبات وايضا في مسألة حرية التواجد .
- هناك الكثير ممن جلبة هؤلاء وان كان هناك بعض اشخاص يفعلون افعالاً ويلقون بها على بقية ابناء جنسهم الذين يريدون العيش وهذه الافعال هي انتشار الجريمة وتعاطي الحبوب والترويج لها وايضا في انتقال الامراض وكذلك في انتشار ظاهرة اطفال الشوارع والشحاتين بشكل مخيف .!
- يظل الصومالي هارباً من بلده الممزق باحثا عن ماوئ فيجد نفسه عند اطماع الاخرين فيصبح كالمستغيث من الرمضاء بالنارِ.
في رحلة قد تبدو تجمع بين الدهشة واكتشاف الاشياء المجهولة للكثير لكنها بجد تفتح امامك فرصة للوصول إلى عالم اخر من ثقافة كاملة ومصغرة ممزوجة في مجتمع يمني له ثقافة اخرى لتجد نفسك بعد تجوال كبير انك وربما الآن فيما يسمى البساتين أو جمهورية الصومال في عدن ..
اتمنى لكم اسبوعاً حافل بالابتسامة ...

زر الذهاب إلى الأعلى