نسبت جريدة "القدس العربي" إلى مصادر سياسية أن هناك الكثير من الشخصيات المؤثرة في اليمن حوّلت وجهتها نحو العاصمة الإيرانية طهران في ظل التحوّل الثوري الذي أفرزته الثورة اليمنية، وأن إيران استطاعت استقطاب العديد من الشخصيات السياسية المؤثرة والتي أسهمت في توسيع دائرة النفوذ الإيراني في اليمن على حساب النفوذ التقليدي السعودي في البلاد.
ونقلت الجريدة عن المصادر أن النفوذ الإيراني حاليا تجاوز نظيره السعودي والأمريكي في اليمن، وأن هذا النفوذ تجاوز مسألة دعم حركة الحوثي الزيدية في محافظة صعدة بالشمال، ليمتد إلى محافظات تعز والحديدة وإب وعدن ولحج وغيرها من المحافظات الجنوبية التي كانت بعيدة عن الاعتقاد بالمذهب الزيدي والنفوذ الإيراني.
وأكدوا أن النفوذ الإيراني في اليمن خلق تيارا جديدا في التبعية السياسية للخارج وهو ما لم يكن معهودا في السابق، وربما يكون أبرز المعوقات التي قد تقف حجر عثرة أمام التسوية السياسية في اليمن، إثر رفض التيار الإيراني في الشمال لأي تسوية سياسية غير التسوية الثورية، فيما يرفض التيار الإيراني في الجنوب لاي حل للقضية الجنوبية غير الانفصال، وهو ما يتزعمه آخر رئيس للجنوب علي سالم البيض.
وأعرب مصدر دبلوماسي غربي عن استيائه من تصاعد النفوذ الإيراني في اليمن ووصفه ب(النفوذ المادي)، أي أنه تجاوز مسألة الدعم لأسباب عقائدية وتعاطف مذهبي، إلى ترسيخ مصالح مادية مع إيران، عبر شراء ولاءات العديد من الشخصيات السياسية والاعلامية المؤثرة في البلاد من المنتمية للمذهب الزيدي ومن غيرها وبعضها بعيدة كل البعد عنه وعن المناطق المعتنقة للمذهب الزيدي في اليمن.
وقال ان 'النشاط الإيراني في اليمن أصبح مخيفا للغرب، لأنه تجاوز النخبة السياسية إلى مستوى العامة، عبر وسطاء وسماسرة، وان ما تقوم به السعودية وأمريكا في اليمن من برامج من أجل كسب ولاءات البعض، تدفعه إيران نقدا للموالين الجدد'، وهو ما اعتبره هذا المصدر ضربة لأصحاب النفوذ التقليديين في البلاد.
من جانب آخر ذكر القيادي الناصري محمد يحيى الصبري ل'القدس العربي' أن طهران أصبحت وجهة جديدة ل(الحج والعمرة غير المقدسة) في ظل هذا التجاذب الخارجي على السياسييين اليمنيين، الذي خلق بيئة جديدة للصراع السياسي وساعد في ذلك تضارب وتنازع المصالح الاقليمية والدولية.
وأوضح أن 'النفوذ الإيراني الجديد في اليمن يأتي ضمن الصراع الاقليمي والدولي على البلاد، التي شهدت تحولا ثوريا فتح المجال أمام تنازع المصالح الاقليمية والدولية وتضاربها في اليمن أسهم في دخول إيران إلى خط هذا الصراع'.
وأكد أن هناك قسما من الصراع الاقليمي والدولي له صلة بما وصل إليه الوضع السياسي في اليمن وقسما آخر له صلة بالمستجدات الراهنة في المنطقة وأن 'الثورة الشعبية وفّرت بيئة خصبة لنمو مثل هذا الصراع وفي مقدمته الصراع الإيراني السعودي الأمريكي'.
مشيرا إلى أن نمو هذا النفوذ الخارجي على الساحة السياسية اليمنية لا يمكن أن ينجح إلا من خلال وجود ركائز محلية ساعدت في إنجاحه وفي تهيئة الأرضية المناسبة له.
وكشف عن نوايا أمريكية استباقية على بسط النفوذ الأمريكي في اليمن كانت تعتزم القيام بإنزال عسكري في اليمن تحت ذريعة محاربة القاعدة في محافظتي أبين وشبوة، غير أن الرئيس عبدربه منصور هادي قطع الطريق أمام ذلك عبر اتخاذه 'قرارا سريعا وجريئا وموفّقا'، بشن حرب شاملة على عناصر القاعدة بواسطة القوات الحكومية اليمنية التي تمكنت خلال أقل من شهر من استعادة كافة المدن والمناطق التي كان يسيطر عليها مقاتلوا أنصار الشريعة، التسمية المحلية لتنظيم القاعدة..