خرجت إلى العلن الخلافات المتنامية بين الأطراف السياسية المكونة لجبهة الثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس علي عبد الله صالح بانضمام الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب البلاد إلى التنظيم الناصري في اتهام تجمع الإصلاح وحزب الرئيس السابق بتقاسم المناصب.
ومع إعلان مكونات شبابية في ساحة التغيير رفضها للطريقة التي تم بها اختيار ممثلي شباب الساحات في مؤتمر الحوار الوطني ، أعلن الشباب الاشتراكي انسحابه من اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشباب الذي يعول عليه في إنهاء حالة الانقسام في الساحة الشبابية التي قادت الثورة السلمية فيما أعلنت حركة 15 يناير و3 فبراير مقاطعتهما للمؤتمر أيضا، وينتظر أن يتخذ تكتل الشباب الناصري موقفا مماثلا وينسحب من اللجنة التحضيرية التي يغلب عليها أعضاء تجمع الاصلاح ..
لهجة جديدة
وبعد شهور من انتقادات عنيفة للتنظيم الناصري ضد الائتلاف الحاكم وقوله إن الائتلاف المشكل من القوى المكونة لجبهة الثورة وحزب الرئيس السابق يتقاسم المناصب المدينة والعسكرية بين الحزبين الكبيرين، خرج الحزب الاشتراكي ببيان شديد اللهجة وصف ما يجري بأنه «تقاسم للوظائف وتدوير الفساد في مواقع الفساد»، معربا عن استيائه البالغ من الأسلوب الذي يتم بموجبه التعامل مع التعيينات في الوظائف العسكرية و المدنية التي تمت حتى الآن، و أن « أقل ما يمكن أن توصف به بعض هذه التعيينات أنها انتقائية ولا تجسد سياسة واضحة يعتد بها في بناء الحكم الرشيد».
وأوضح بيان الاشتراكي أن صبره قد نفد وهو يحاول إصلاح الاختلال بصمت من الداخل وخصوصا ما يتصل بالتعيينات في المناصب الحكومية حيث كان يرى أن تعطى الأولوية للمسرحين من أعمالهم من ابناء المحافظات الجنوبية عقب حرب 1994 لكن لم يتم عمل شيء حيث تم تدوير الوظائف بين الفاسدين.
انتقاد التعيينات
وأكد الحزب في بيانه أن «التعيينات في معظمها لاتعالج جروح الوطن الناجمة عن سياسة الإقصاء والتهميش والانتقام السياسي، التي مارسها النظام العائلي ضد القوى والكوادر الوطنية المؤهلة، التي عارضت سياساته، فتعرضت للقمع والتنكيل بسبب ذلك، وفي المقدمة أولئك المسرحون والمطرودون من أعمالهم جراء حرب عام1994، والذين ذاقوا المرارة والمهانة والإذلال، ولم يتخلوا عن صمودهم في وجه الطغيان، وكذلك الكوادر التي تعرضت للتسريح من أعمالها بسبب التحاقها بالثورة».
ودعا الاشتراكي اليمني كافة القوى الشريكة في العملية السياسية إلى رفع يقظتها في مواجهة المخاطر التي لا تزال تتربص بالبلد جراء تمسك بقايا النظام العائلي بأحلام العودة إلى الاستئثار بكامل السلطة. وأضاف : «لقد تقدمنا بـ12 نقطة تتضمن جملة من الإجراءات المطلوب اتخاذها لدعم المسار السياسي، وبما يمهد الطريق لإنجاح الحوار الوطني، ولم تلق تلك النقاط ما تستحق من الاهتمام من الجهات المعنية، التي ركنت إلى التجاهل ، غير مكترثة بالأهمية القصوى لبناء عوامل الثقة».
إشادة بالدعم الدولي
قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، إن المجتمع الدولي وقف مع بلاده في أزمتها بسبب موقعها الحيوي الذي يربط الشرق بالغرب، مؤكدا على أن اليمن لن يشهد حربا أهلية كما كان يتوقع خلال الاحتجاجات التي أدت إلى تخلي النظام السابق عن الحكم.
وقال هادي في لقاء برؤساء الجاليات اليمنية في دول المهجر إن «العالم أجمع وقف مع اليمن كي لا يذهب إلى حرب أهلية باعتبار تداعياتها ستطال وتؤثر على المنطقة والعالم بأسره، لما لليمن من موقع ومكانة حيوية وجغرافية "كرابط بين الشرق والغرب». واثنى الرئيس اليمني على دور المجتمع الدولي بالوقوف مع بلاده خلال الأزمة وقال «الأمر الذي دفع بالدول دائمة العضوية في المساندة والتصويت بالإجماع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لتحظى اليمن بإجماع إقليمي ودولي غير مسبوق للخروج من أزمته الراهنة والولوج صوب المستقبل المنشود». وأضاف أنه «برغم الصعوبات الشاخصة والأزمات المركبة السياسية والاقتصادية والأمنية والتي يكفي ظهور واحدة منها في أي بلد للقضاء على أمنه واستقراره، ولخصوصية اليمن فقد تمكنا من تجاوز معظم تلك التحديات».