أعلن في العاصمة صنعاء أمس الثلاثاء إشهار (منظمة يمانيو المهجر) كأول منظمة حقوقية مدنية مستقلة تعني باليمنيين في الخارج وترعى مصالحهم وتتبنى قضاياهم وترصد الانتهاكات التي يتعرضون لها على الصعيدين الخارجي والداخلي.
وفي مؤتمر الاشهار الذي حضرته وزير حقوق الانسان في اليمن حورية مشهور وغاب عنه وزير المغتربين، أكدت مشهور دعم ومساندة وزارتها لمنظمة يمانيو المهجر التي قالت بأنها تكتسب أهميتها من الشريحة الواسعة التي تعمل في أوساطها والمتمثلة بالمغتربين اليمنيين الذين يشكلون ثروة بشرية ضخمة للوطن ، معبرة في الوقت ذاته أسفها لغياب وزير المغتربين عن هكذا فعالية وعدم رعايته لها ولو من جانب معنوي.
وقالت في كلمة لها بهذه المناسبة :" لقد لعب المغتربون اليمنيون أدواراً وطنية وإنسانية مشرفة في دعم الثورة المباركة ومساندة الشعب اليمني، فلم ينسوا الجرحى والكثير من الناس الذين كانوا يحتاجون الدواء والغذاء في ظل ظروف صعبة ومعقدة مرت بها معظم شرائح المجتمع اليمني.
وخاطبت مشهور الحاضرين بالقول :"نحن بصدد إعادة بناء الوطن ولدينا برنامج طموح للفترة القادمة وبالذات العامين الحاليين أو ما تسمى بالمرحلة الانقاذية للوطن وكلكم يعرف حجم المعاناة التي يمر بها هذا الوطن والجراحات التي أثخنته والمشاكل التي تكالبت وتراكمت عليه وبالتالي فإن المسؤولية الآن تقع على كل فرد فينا وكل مؤسسة وكل جهة سواء كانت حكومية أو منظمة مجتمع مدني أو جهات دولية ".
من جانبه قال نجيب العديني رئيس منظمة يمانيو المهجر، "أن إشهار المنظمة يأتي بمثابة الحلم الكبير الذي يتطلع إليه المهاجرين المغتربين والدارسين اليمنيين في ظل غياب مؤسسات الدولة المعنية بأمرهم وتحولها إلى سفارات خاصة تمثل أشخاص بعينهم وتتاجر بحياة باقي اليمنيين ومستقبلهم وأمنهم".
كما تطرق العديني في كلمته إلى ما يتعرض له اليمنيين في الداخل من نهب وسطو على أملاكهم واستثماراتهم لصالح متنفذين وما يمارس ضد في الخارج من أقصى أنواع التمييز العنصري والتي وصلت حد سن قوانين خاصة للحد من هجرتهم وتوسعهم في بعض الدول نتيجة تلك الصورة المشوهة التي قدم بها النظام السابق اليمنيين إلى العالم بأسره –حسب قوله.
وعبر رئيس منظمة يمانيو المهجر عن احتجاجهم إزاء ما سماه التجاهل الذي طال المغتربين اليمنيين في الخارج وذلك ابتداء من حرمانهم حق المشاركة في الانتخابات الرئاسية الاخير وانتهاء بمصادرة حقهم في التمثيل ضمن فئات وشرائح المجتمع ومكوناته الثورية المستهدفة من مؤتمر الحوار الوطني.
وأشار إلى أن اليمنيون في الخارج باتوا عرضة للانتقام أكثر من أي وقت مضى حيث تم ابعاد السفراء المؤيدين للثورة من مناصبهم والاعتداء بالضرب والسجن على الطلاب الدارسين في عدة دول وتوقيف مستحقاتهم وحرمان البعض من مواصلة دراسته بسبب مواقفهم الداعمة للثورة، في حين هدد رؤوساء بعض الجاليات بالتصفية الجسدية وحوربوا في أعمالهم واستثماراتهم.
واختتم العديني كلمته بإطلاق حملة لنصرة الطالبين مهدي الشيخ وناص الهلالي العائدان من سوريا والمطالبة بحقوقهم كاملة غير منقوصة وفضح الممارسات الاجرامية والتعذيب الذي مورس في حقهم والكذب والتضليل الذي استخدمه ما سماه بنظام السفاح بشار الأسد وكذا الدور المشين الذي لعبته السفارة اليمنية في دمشق بحق الطالبين.
إلى ذلك ألقى نجيب الفقيه أمين عام الجالية اليمنية في الصين كلمة بالنيابة عن اليمنيين في المهجر عبر من خلالها عن سعادته بإشهار منظمة يمانيو المهجر التي قال بأنها ظلت حلماً يراود كل ابناء الجاليات اليمنية في مختلف بلدان العالم طيلة الفترة الماضية وقد تحقق.
متمنيا على المنظمة أن تكون عند حجم المسؤولية التي أخذتها على عاتقها وأن تضع في مقدمة أولوياتها لم الشتات اليمني في الخارج وإنهاء حالة التشرذم الذي تعيشه معظم الجاليات اليمنية وتوحد الجهود وأن تعزز من روابط الصلة بين المغترب اليمني ووطنه الأم وذلك بما يعيد الأمل والثقة إلى نفوس الجميع.
الطالبان ناصر الهلالي ومهدي الشيخ حضرا مؤتمر اشهار منظمة يمانيو المهجر ، وكشفا في حديثهما أمام الجميع عن تعرضهم لأعمال تعذيب لا تقل بشاعة وجرماً عما يتعرض له ثوار سوريا الأحرار مؤكدين في الوقت ذاته على احتفاظهما بحقهما في مقاضاة كل من نكلوا بهما، ومطالبين الحكومة اليمنية ممثلة في وزارة التعليم العالي القيام بمسؤوليتها في استخراج وثائقهما الدراسية وتمكينهما من مواصلة دراستهما في أي جامعة.
كما عبرا عن شكرهما الجزيل لمنظمة يمانيو المهجر على اتاحة الفرصة أمامهم لعرض قضيتهم على اليمنيين في الداخل والخارج وتحويلها إلى قضية رأي عام ، متمنين عليها وعلى باقي منظمات المجتمع المدني الوقوف إلى جانبهم حتى انتزاع كافة حقوقهم.