قال مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية في تصريح لجريدة «البيان» الإماراتية إن صنعاء تتجنب حالياً التصعيد مع طهران، بشأن التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية، وتشكيل خلايا للتجسس في اليمن، لكنها لن تظل مكتوفة الأيدي إذا لم تغير إيران سياستها وموقفها وتوقف التدخل في الشؤون الداخلية وزعزعة أمن واستقرار اليمن، حيث اتهمها بالعمل على تدريب بعض العناصر المسلحة في الجنوب.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «من جانبنا سنمضي في محاكمة خلية التجسس التي ضبطت، ونبلغ طهران عبر القنوات الدبلوماسية احتجاجنا على دعمها للأنشطة الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن، وإذا لم تتوقف هذه السياسة غير الودية فإننا سنتخذ مواقف معلنة، وسنطلب من الدول الشقيقة والصديقة دعم اليمن في منع التدخلات الإيرانية». وأضاف: «نحن نمر بمرحلة حساسة ودقيقة، والمطلوب من كل الأشقاء والأصدقاء دعم التحولات السياسية في اليمن، ومساندتها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، لأن أمن اليمن يهم ويؤثر في أمن واستقرار المنطقة، وإيران لن تكون بعيدة عن تأثير أي اختلال في الأوضاع الأمنية في البلاد»
وحسب المسؤول اليمني، فإن «طهران تقدم دعماً مالياً ولوجستياً للمجموعة الانفصالية التي يقودها علي سالم البيض، كما تعمل على تدريب بعض العناصر المسلحة في الجنوب، وأقامت شبكة علاقات مع نواب في البرلمان اليمني، ومع ناشطين سياسيين وصحافيين وكتاب، وتمول أنشطة إعلامية وأحزاباً سياسية بهدف إفشال عملية انتقال السلطة في اليمن».
وعلى صعيد متصل بالمواجهات مع تنظيم القاعدة، قالت وزارة الدفاع إن الأجهزة الأمنية في محافظة عدن أحبطت عملية إرهابية قرب مقر الأمن السياسي في مدينة عدن. وأوضحت الوزارة في بيان أن الأجهزة الأمنية اكتشفت عبوة ناسفة أمس وضعت قرب نادي الميناء وعلى مدخل الأمن السياسي، وتم استدعاء خبراء المتفجرات، حيث قاموا بالتعامل مع العبوة الناسفة التي كانت محشوة بمواد شديدة الانفجار، وقاموا بتعطيلها بعد أن كانت مجهزة للتفجير بجهاز عن بعد.
وجاءت العملية بعد ساعات على نجاة قائد اللواء 190 دفاع جوي العميد يحيى الرويشان من محاولة اغتيال، إثر زرع عبوة ناسفة بجانب بيته الكائن في ضاحية روكب شرق مدينة المكلا عاصمة محافظة حضر موت. وذكرت مصادر أمنية «أن العملية نفذت بالتحكم بعبوة ناسفة وضعت قرب سيارة القائد العسكري وتم تفجيرها عن بعد، وأدى انفجارها إلى إصابة الرويشان واثنين من مرافقيه، هما المساعد بهران الرويشان، والمساعد أحمد عامر شاكر، ونقل الجميع إلى مستشفى محلي، حيث تلقوا الإسعافات الأولية، كما نجا السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني من محاولة اغتيال تعرّض لها مساء أول أمس الأحد، بالقرب من منزله في شارع الخمسين بالعاصمة صنعاء.
الزياني يؤكد مساندة «التعاون» لليمن
أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبد اللطيف بن راشد الزياني عن مساندة دول مجلس التعاون وتأييدها لكل الخطوات والجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لتعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادته ووحدته واستقلاله، وحرصها على المضي قدماً في تنفيذ الإصلاح السياسي المنشود من خلال الحوار الوطني وتعديل الدستور، تنفيذاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية واَليتها التنفيذية.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بجهود الأجهزة الأمنية اليمنية التي كشفت عن شبكة تجسس يرأسها قائد سابق في الحرس الثوري الإيراني، وتدير عملياتها التجسسية في اليمن والقرن الإفريقي، وتستهدف زعزعة أمن واستقرار اليمن الشقيق. وقال د. الزياني إن جهود الحكومة اليمنية لتعزيز أمن اليمن واستقراره ومكافحة الحركات الإرهابية على الأرض اليمنية، ومساعيه المخلصة لإعادة عجلة البناء والتنمية، تتطلب مواصلة الدعم الدولي لليمن من أجل مساعدته على تجاوز هذه المرحلة المهمة.
طهران: غلق مضيق «هرمز» عندما لا نتمكن من استعماله
أعلن نائب قائد القوة البحرية التابعة لحرس الثورة في إيران، العميد علي رضا تنكسيري، أن بلاده لن تغلق مضيق هرمز إلا عندما لا تتمكن من استعماله. ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء إلى تنكسيري قوله: «ما دامت إيران تستخدم المضيق فإنها لن تبادر إلى إغلاقه.. ولو علمنا يوماً أننا لا يمكننا استخدام المضيق، فإننا سنغلق مدخل ومخرج مضيق هرمز». وأردف القول: «في غير هذه الحالة لا يوجد أي تبرير منطقي لإغلاق المضيق، إلا أننا نشرف بشكل فاعل على المضيق».
وأضاف أن الجيش موجود بشكل فاعل في خليج عدن والمحيط الهندي، ولديه القابلية للتواجد في مناطق أبعد في إطار الحفاظ على مصالح طهران. ولفت العميد تنكسيري إلى تواجد أكثر من 90 قطعة بحرية للدول الأجنبية في المنطقة وقال إن الوجود الأجنبي لا معنى له في المنطقة، فالقوات الأجنبية تعد تهديداً للمنطقة ودول الجوار. وحذر من أنه في حال وقوع أي حادث للبوارج النووية الأميركية في الخليج وبحر عمان، فإن تبعاتها على البيئة ستبقى تهدد المنطقة لأعوام .