أفادت تقارير إن مسلحي الحوثي بمحافظة صعدة شمالي اليمن شنوا حملة اعتقالات واسعة في أوساط أئمة المساجد وحفاظ كتاب الله تع إلى وإغلاق المساجد ومنع الناس من أداء صلاة التراويح في مديريتي حيدان وساقين.. فيما دعا مصدر في التجمع اليمني للإصلاح كما دعا الإعلاميين والحقوقيين والمهتمين بحقوق الإنسان للاضطلاع بدورهم الانساني في مساندة أبناء صعدة أمام انتهاكات الحوثيين.
وذكر تقرير نشره موقع "الإصلاح نت" التابع للإصلاح أن ميليشيات الحوثي تقوم بتنفيذ جرائمها ضد المواطنين من ابناء محافظة صعدة دون مراعاة لشهر رمضان المبارك الذي تتقرب فيه الأمة الاسلامية بالطاعات والقربات، بينما تمارس مليشيات الحوثي المسلحة القتل والقمع والتدمير وإغلاق المساجد وانتهاك الحرمات باعتبار ذلك قربة إلى الله خلال ايام رمضان المبارك، دون رادع من دين أو ضمير.
واعتبر أن ما يحدث خلال هذه الأيام من تفجير لمدارس تحفيظ القرآن الكريم وإغلاق المساجد في وجوه روادها لتأدية الصلاة واعتقال لأئمة المساجد ومعلمي القرآن الكريم فيها واقتحام منازل المواطنين وقتل أصحابها أمام أسرهم وذويهم؛ فإنها تكشف عن الوجه الحقيقي للحركة الحوثية التي ظلت متسترة بأقنعة الشعارات البراقة ودعاوى نصرة الدين.
وقد شهدت الأيام الأولى من شهر رمضان الكثير من الانتهاكات الحقوقية والتصعيد الحوثي، ففي 20/7/2012 أقدم مسلحو الحوثي بقيادة عبدالله محمد الطيري والمكنى بأبو طه وبتوجيه من أبو نصر، على اعتقال 12 شاباً بينهم ناشطون حقوقيون وأئمة مساجد وحفاظ لكتاب الله الكريم ومنعهم من أداء صلاة التراويح من أبناء منطقة عريمة بمديرية حيدان وإقتيادهم إلى جهة مجهولة.
كما قام الحوثيون في نفس اليوم بتفجير مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بمسجد يرسم مديرية سحار وتدميرها بعدد من الألغام والمتفجرات، مما أثار الرعب والهلع في أوساط أهالي المنطقة من هذا الفعل الإجرامي.
وفي يوم الخميس الماضي، أقدمت مليشيات عبدالملك الحوثي بمحافظة صعدة على إعتقال ثلاثة من ناشطي الثورة، حيث قامت بإعتقال عابد عبدالله مشعل و فاضل الشغبان و ضيف غارب البدري من أبناء مديرية ساقين وإقتادوهم إلى جهة مجهولة.
كما قامت مجموعة مسلحة أخرى تابعة للحوثي و بقيادة فيصل علي محمد الخدش بالإعتداء بالضرب المبرح على الشاب علي ضيف الله السحاري أحد أبناء مديرية حيدان و مصادرة دراجته النارية فيما مجموعة مسلحة أخرى "تتبع الحوثي أيضاً" قامت بإستجواب ثلاثة شباب من ناشطي الثورة وهم أحمد الحيلة وأمين ضبان و طارق خطاب و إخضاعهم للتحقيقات لأكثر من خمس ساعات.
أهالي محافظة صعدة وجهوا مناشدة عاجلة إلى منظمات حقوق الإنسان بالنزول إلى محافظة صعدة و الإطلاع على تلك الأعمال البربرية و الجرائم المنهكة لحقوق الإنسانية و التي تمارسها مليشات الحوثي بصورة يومية من قتل و إختطاف وإعتقال و نهب و تفجير و تهديد و تعذيب و مصادرة الأموال و الممتلكات دون مراعاة أي شئ أمام تحقيق مآربهم الشخصية.
وكان أهالي محافظة صعدة قد وجهوا مناشدات أكثر من مرة لرئيس الجمهورية و حكومة الوفاق الوطني و خرجوا في مسيرتين إلى أمام منزل رئيس الجمهورية طالبو فيها الرئيس و الحكومة بردع مليشيات الحوثي عن تلك الأعمال و الجرائم التي ترتكب بحق أبناء المحافظة و بث نفوذ و سيطرة الدولة على محافظة صعدة كبقية محافظات الجمهورية و لكن دون جدوى من تلك المناشدات .
الملتقى الوطني لأبناء محافظة صعدة، أكد إدانته لكل تلك الأعمال البربرية التي لا تمت إلى الدين ولا الأخلاق ولا عادات وقيم المجتمع اليمني بصلة، كما دعا البيان أبناء محافظة صعدة "للتيقظ التام لمحاولات مليشيات الحوثي تقويض القيم الروحية والسلوكية التي يعززها شهر رمضان المبارك والتي تعودت الشعوب الإسلامية قاطبة أن تستغل شهر رمضان في الصلوات والقربات وقراءة القرآن وتدارسه وهي الأمور التي تسعى مليشيات الحوثي لإبعاد الناس عنها ولو كلفهم ذلك إغلاق بيوت الله وقتل أئمتها أمام أطفالهم لأسباب هم أعرف بها".
رئيس اعلامية الاصلاح بصعدة: هذه الأعمال غير مقبولة
من جانبه طالب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة، صالح محفل الرئيس هادي وحكومة الوفاق بتشكيل لجنة ميدانية للاطلاع على الجرائم الحوثية وتقييم معاناة أبناء محافظة صعدة منذ بداية شهر رمضان فقط، ووضع حد لمعاناتهم ورفع الظلم عن كاهلهم.
واعتبر محفل في تصريحه لـ"الإصلاح نت" بأن ما تقوم به ميليشيات الحوثي من اعتداءات واختطافات ضد ابناء محافظة صعدة، هي محاولة لتكميم الأفواه، وتتنافى مع قيم الدولة المدنية التي يتشدقون بها، مضيفا بأن هذه الأعمال تدل على انهم لا يقبلون بأي رأي أو فكرة تخالفهم.
كما دعا الإعلاميين والحقوقيين والمهتمين بحقوق الإنسان للاضطلاع بدورهم الانساني في مساندة أبناء صعدة أمام الصلف الحوثي الذي لا يقل بشاعة عن الصلف الصهيوني في البلدان المحتلة.
واعتبر قيام الحوثي بمنع الناس من اداء صلاة الترايح في المساجد بأنها "أعمال غير مقبولة" ومخالفة للشرع والدين، وانتهاكا صارخ لحريات وحقوق الإنسان.
وعن موقف حزب الاصلاح من هذه الإعتداءات المتكررة ضد اعضائه وكوادره، وابناء محافظة صعدة، قال محفل وهو يرأس اعلامية الاصلاح بمحافظة صعدة، قال: نحن ننتهج النضال السلمي ونمارس العمل السياسي بطرق سلمية ونستنكر مثل هذه الممارسات "اللاديمقراطية".
داعيا الحوثي إلى احترام شهر رمضان الفضيل، وان يترك المصلين في مساجدهم بعيدا عن المذهبية والطائفية، والإبتعاد عن العقلية الشمولية التي انتهت، مذكرا اياه بأننا نعيش في ظل نظام جديد.