اعتبر الدكتور صالح علي باصرة أن الحل في اليمن هي الدولة الفيدرالية الاتحادية التي ستتمكن من حل مشكلة الجنوب وصعدة وغيرها وستوزع السلطة والثروة والتنمية بعدالة وتحقق المشاركة الفاعلة لجميع أبناء اليمن في إدارة شئون دولتهم.
وأكد أن الانفصال ليس حلاً وأنه لو حدث ذلك فلن يكون الجنوب جنوب كما كان ولن يكون الشمال دولة واحدة كما كان وسيتشظى اليمن إلى دويلات.
وأوضح أن وضع اليمن معقد وصعب ولم يشهد انفراج حقيقي حتى الآن وخصوصاً ما يتعلق باستمرار تماسك الدولة اليمنية وأدائها لوظائفها. وأشار إلى أن أهم تحدي خلال المرحلة الحالية هو نجاح الحوار الوطني – إذ يمثل أصعب استحقاق – فإما أن يوصلنا إلى ربيع أو نصل إلى صيف ملتهب يتلوه شتاء قارس.
وقال الدكتور صالح باصرة في محاضرة بمنتدى صنعاء الثقافي: الحوار سيكون صعب خصوصاً وأن بعض الإخوة وبعض القوى غير قابلين بالفيدرالية ليس بين إقليمين وإنما بين أكثر من إقليم وأشار إلى البيان الصادر عن جمعية علماء اليمن برئاسة الزنداني الذي اعتبر الفيدرالية حرام والوحدة فريضة شرعية، وأكد أهمية اتخاذ إجراءات ومعالجات عاجلة سواءً من قبل القيادة السياسية أو الحكومة بما يساهم في حلحلة الأوضاع ويوفر أجواء مناسبة للحوار. وأضاف: لا بد من صفقة قبل الحوار وتسويات صغيرة وكبيرة بين مختلف القوى والمكونات بما يحقق أجواء سليمة ومصالحة وطنية واستطرد: إذا دخلنا الحوار ونحن بهذا الوضع وتركنا كافة القضايا للحوار فربما لن نصل إلى نتيجة وقد يصل الحوار إلى طريق مسدود والطريق المسدود سيوصلنا إلى الحرب.
وفيما يتعلق بالرؤى التي تطرحها بعض الأطراف في الجنوب أو الشمال ومستوى سقفها المرتفع أكد أن ذلك أمر طبيعي وأن السقف يرتفع عادةً عندما يكون الناس على وشك الجلوس على طاولة الحوار وقال أن من يذهب إلى الحوار فإن عليه أن يقبل بخيار كل طرف ولا مجال لأية شروط مسبقة وعلى كل من سيحاور أن يدرك أنه لن يخرج من الحوار برأيه أو خياره وإنما بما يجمع عليه المتحاورون.
وأضاف: نحن بحاجة لعودة الوعي وعودة العقل وأن نشعر بوعي أن وطننا في خطر وهذا يقتضي أن نغلب مصلحة الوطن على المصالح السياسية والفئوية والشخصية والمناطقية والقبلية.
وأشار إلى أن التغيير في اليمن كان ضرورة ولكن الشباب الذين أطلقوا شرارة التغيير لم يستطيعوا إيجاد الحامل الحقيقي لعملية التغيير ولم يحددوا أهدافه بوضوح على الرغم أن الشباب خرجوا بعفوية وبمحض إرادتهم ودون تخطيط مسبق.
ولفت إلى أن القوى التقليدية بما فيها أحزاب المعارضة التي كانت جزء من النظام السياسي الذي ثار الشباب من أجل إسقاطه، استوعبت حركة الشباب وسيطرت عليها وحكمت مسارها لتفضي إلى تسوية سياسية بين مكونات النظام السابق سلطة ومعارضة.