للعام الرابع على التوالي يتربع مسلسل "همّي همّك" على صدارة أكثر المسلسلات الدرامية والكوميدية اليمنية متابعة خلال شهر رمضان المبارك, خصوصاً أنه انتقل في العامين الأخيرين من التركيز على مشكلات اجتماعية في منطقة يمنية معينة إلى تلميحات رمزية عدّها المتابعون والنقاد إسقاطاً لوقائع سياسية شهدها البلد منذ مطلع عام 2011، بداية من حركة الاحتجاجات ومروراً بالأزمة السياسية ثم وصولاً إلى إسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وإضافة إلى البطل "شوتر" الذي يجسّده النجم فهد القرني, تعد شخصية زوجته "زنبقة" التي يؤديها الممثل نبيل الآنسي للعام الثالث على التوالي الأكثر إثارة لاهتمام ملايين اليمنيين من متابعي المسلسل, وفي ذات الوقت لسخط كثيرين من أبناء قبيلة "الآنسي" التي تعد من القبائل اليمنية الكبيرة والشهيرة ولأبنائها حضور لافت في المناصب الحكومية العليا المدنية والعسكرية، ومن أبرزهم مدير مكتب رئيس الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي, ومستشار الرئيس اليمني الأمين العام لحزب الإصلاح عبدالوهاب الآنسي، ووزراء سابقون وقيادات أخرى في الجيش والأمن.
وفي مجتمع يتسم بالقبلية الشديدة كاليمن يعد التمثيل والفن من المهن غير المقبولة اجتماعياً, ويصبح أداء رجل لشخصية نسائية أكثر تجاوزاً للتقاليد والأعراف القبلية ومدعاة لأن تكون القبيلة التي ينتمي إليها محل سخرية سائر القبائل الأخرى.
ومحمد الآنسي، وهو أحد شيوخ القبيلة التي ينتمي اليها الفنان نبيل "زنبقة" تحدث لـ"العربية نت" قائلاً: "من حق الفنان أن يؤدي العمل الذي يريد وهذه حرية شخصية, يحب أن يمثل رجل أو يحب أن يمثل دور امرأة, هذه حرية شخصية, لكن حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين, كان عليه أن لا يظهر لقبه حتى لا يسبب إحراجاً لأبناء قبيلته بين القبائل الأخرى".
ومن جانبه اعترف الفنان نبيل الآنسي بأنه جُوبه برفض أفراد أسرته المحافظين إلى حد التزمّت، لدوره بالمسلسل، وأنه في البداية كان يخشى ردة فعل المجتمع تجاهه وتجاه تمثيله دور امرأة في مجتمع ذكوري وأسرة محافظة جداً.
ولفت إلى أنه تجاوز لاحقاً تلك النقطة التي يتعاطى معها البعض بحساسية قبلية بعد أن وجد أن دور زنبقة منحه نجاحاً كبيراً ومثّل نقلة نوعية كبيرة في مسيرة حياته الفنية والمسرحية وأوصله إلى مرتبة متقدمة من حلمه بالنجومية التي قال انه كان ينشدها منذ الطفولة.
وعبّر الآنسي في المقابل عن امتعاضه الشديد من الكثير من المواقف المحرجة التي قال إنه يتعرض لها بصورة متكررة، من قبل محبي شخصية "زنبقة" بمسلسل "همي همك"، وكذا هواة التقاط الصور معه كنجم بالعمل، دون مراعاة منهم لظروفه ووضعه النفسي وهمومه المعيشية في تلك اللحظات واضطراره لقبول عروض التقاط الصور معه خوفاً من ردة فعل الراغبين في أخذ صور تذكارية معه وإشاعتهم بأن الغرور قد أصابه في حال رفض ذلك.
وكشف بطل المسلسل عن مواهب أخرى غير التمثيل، مشيراً إلى أنه حاصل على الحزام الأسود في رياضة التايكواندو كلاعب في نادي اليرموك الرياضي بصنعاء، كما أنه أيضاً يتمتع بصوت غنائي جميل.
يُشار إلى أن الجزء الرابع من مسلسل "همي همك" تجاوز تصويره النطاق الجغرافي اليمني ليتضمن مشاهد كثيرة صُورت في مصر مع إسناد أدوار لممثلات وممثلين مصريين أبرزهم الفنان القدير سعيد صالح الذي ظهر كضيف شرف مؤدياً شخصية العمدة "عتريس" في إحدى قرى الصعيد.