عادت السياسة الخارجية التي كانتهامشية في الحملة الانتخابية الأمريكية حتى الآن، إلى الخطاب من جديد مع مقتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا ، كريس ستيفنز و3 آخرين في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
وانتقد المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وشكك في جدوى رد الإدارة على التظاهرات التي انطلقت في القاهرة بعد بث فيلم أمريكي يسيء إلى الدين، وقال إن إدارة أوباما تعتذر بدلاً من أن تدافع عن قيم حرية التعبير الأمريكية المضونة في الدستور.
وقال رومني الأربعاء الماضي: "ارتكبت الإدارة خطأ عندما تمسّكت ببيان يتعاطف مع مهاجمي السفارة في مصر بدل من شجب تصرفاتهم، ليس من المبكر أبداً أن تشجب الولايات المتحدة هجوماً على أمريكيين أو أن تدافع عن قيمنا".
والبيان الذي أشار إليه رومني صدر عن سفارة واشنطن في القاهرة قبل اقتحامها. ويؤكد إدانة ما وصفه بجهود الأشخاص المضللين "لإيذاء المشاعر الدينية للمسلمين".
ويحمي الدستور الأمريكي، بعكس القوانين في دول غربية كثيرة، حرية التعبير، وهذا يشمل حقوقَ النشرِ والانتاج بغض النظرِ عن المستهدفِ إن كان معتقداً أو ديناً أو دولة، فالدستور يسمح للأمريكيين حتى بحرق علم بلادهم إذا رغبوا في ذلك، الأمر الذي يحدّ من قدرة الحكومة الأمريكية على ملاحقة من نشر الفيلم المسيء للدين الإسلامي ومحاكمته. ويعتبر الأمريكيون حرية التعبير بهذه الطريقة وسام شرف يميزهم عن الدول الاخرى، وليس عيباً أو ضعفاً يجب تصحيحه.
وقال الرئيس أوباما في خطاب في حديقة البيت الأبيض: "منذ تأسيسها والولايات المتحدة تحترم جيمع الأديان. نحن نرفض المحاولات لإهانة الأديان الاخرى، ولكن ليس هناك أي مبرر لهجوم مثل هذا".
ووجد الكثير من الجمهوريين في الهجوم على السفارة فرصة لرسم أوباما وكأنه جيمي كارتر، الرئيس الذي لم يستطع الوقوف في وجه الإيرانيين وتحرير المخطوفين، كما يقول بيلك هونشيل، محرر مجلة "فورين بوليسي"، الذي أوضح أن رومني "استخدم انتقاداً معهوداً للجمهوريين ضد الديمقراطيين، وهو أنهم ضعفاء ولا يدافعون عن القيم الأمريكيه في الخارج".
ووجّه رومني انتقاداً معهوداً لأوباما، وهو أن الإدارة الحالية لم تكن لديها سياسة قيادية عندما تعلق الأمر بالربيع العربي. وقال: "أخشى أن يتحول الربيع العربي إلى شتاء عربي، إن تم السماح للقوى العنيفة وللجماعات الراديكالية بالسيطرة على مجرى الأحداث".
لكن الكثير من المراقبين قالوا إن تصريحات رومني، التي هاجم فيها الإدارة، ليست مناسبة في وقت حساس مثل هذا.
ودعت القيادة الجمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب إلى الوحدة بين الأمريكيين، وحثّ المرشح الجمهوري السابق للرئاسة، جون مكيين، الإدارة على المواصلة في دعم الجهود الديمقراطية في مصر وليبيا. لكن قتل السفير من المتوقع أن يزيد من حدة انتقادات الجمهوريين لسياسة أوباما ويؤثر على برامج المساعدات الخارجية المقدمة للحكومة المصرية أو غيرها.