البلاد التي تصور مركباتها حبات الحصى الصغيرة على المريخ وتجري عليها الاختبارات بالتحكم عن بعد من الأرض، لا يعرف نائب رئيسها أن ليبيا أكبر بالمساحة من سوريا، بل يضيف أن سوريا هي أكبر بخمس مرات، مع أن بإمكان ليبيا البالغة مساحتها مليون و760 ألف كيلومتر مربع أن تضم داخلها 9 دول كسوريا التي تبلغ مساحتها 185 ألف و180 كيلومتر مربع.
الغلطة الجغرافية ارتكبها جون بايدن في جامعة "سنتر كوليدج" بمدينة دانفيل في ولاية كنتاكي، وأمام أكثر من 200 مليون مشاهد في العالم، بينهم 40 مليونا في الولايات المتحدة، ممن تابعوا ليلة الخميس الماضي مناظرة تليفزيونية بينه وبين بول رايان، وهو نائب ميت رومني، منافس أوباما على الرئاسة في الانتخابات.
وعند احتدام الآراء والمواقف طرحت وسيطة المناظرة، وهي الإعلامية الأمريكية مارثا راداتز، سؤالا عما يدفع الولايات المتحدة إلى عدم التدخل المباشر في سوريا كما فعلت في ليبيا، فرد بايدن بأن هناك فرقا بين البلدين "فسوريا جغرافيا هي أكبر بخمس مرات من ليبيا".
وبالتأكيد لم يكن منافسه في المناظرة يعرف أنه ارتكب الغلطة الجغرافية، وإلا لكان استغلها وقال ما معناه إن البيت الأبيض يحتاج قبل التدخل في سوريا ليلم ولو بأبسط المعلومات الجغرافية عنها، خصوصا أن ما يجري فيها من أحداث يمس الأمن القومي الأمريكي.