كشف الباحث والسياسي حارث عبدالحميد الشوكاني عن أن المفكر والمنظر الإمامي زيد بن علي الوزير، ، هو من أهم مهندسي إعادة مشروع الإمامة في اليمن بعد سقوطه في الثورة الخالدة سبتمبر 1962، كما كشف عن أنه اقترح تفتيت اليمن دويلات ومشيخات عن طريق استغلال الفيدرالية لكي يتسنى للمشروع الإمامي بعد ذلك أن يقود اليمنيين ب"خطام من حرير".
وقال حارث الشوكاني في مقالة نشرها نشوان نيوز في وقت سابق إن أول من طرح فكرة الفيدرالية بعد الوحدة اليمنية هو "القيادي في التنظيم الإمامي الشيعي زيد بن علي الوزير في كتابه (نحو وحدة يمنية لامركزية) وروّج لهذه الفكرة (الفيدرالية) في الداخل اللوبي الإمامي المتغلغل في أجهزة الدولة وفي الأحزاب الجمهورية بقيادة محمد عبد الملك المتوكل الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية تحت شعار الحكم المحلي".
وأوضح الشوكاني أن الدليل العملي على أن المشروع الذي وضعه الوزير "يستهدف تجزئة البلاد على مستوى المحافظات والمديريات، وعلى إستهدافه للوحدة اليمنية هو كلام زيد الوزير في كتابه هذا الذي شهد على نفسه بنواياه "الخبيثة" نحو الوحدة اليمنية على النحو التالي:
1- في ص14 من مقدمة الطبعة الثانية يطرح تصوره لفكرة اللامركزية بطريقة تكشف مدى جرأته وخبثه في تمزيق اليمن إلى محافظات وولايات مستقلة حيث يقول: (وقد حظي الكتاب بترحيب فاق تصوري له حتى يمكن القول بأنني لم أجد اعتراضاً على مطلبه على أن البعض قد أشفق على هذه اللامركزية من جهة التطبيق وقدم حججه في أمرين:
الأول: صغر حجم القطر اليمني وعجزه عن استيعاب هذا النظام المتطور.
الثاني: عدم التأهل اليمني المتخلف لهذا الدور الحضاري المتطور لأنه سابق لأوانه.
وكلا الرأيين لا يرفضان اللامركزية من حيث المبدأ ولا يعترضان عليها لكنهما يشفقان من عدم القدرة عند تطبيقها..
إلى أن يقول في نفس الصفحة (أي الوزير): (لكننا بالعكس من ذلك لا نرى ذلك التخوف والإشفاق يحول دون تطبيقها بل إنهما يدعوان إلى الإسراع في العمل من أجلها، إن حجة صغر القطر تنقضها الحقائق التالية: إن اصغر ولاية في أميركا هي «رودايلاند» وهي أول جمهورية أميركية هذه الجمهورية لا تتجاوز مساحتها «1212» ميلاً مربعاً وعدد سكانها «22364» وعلى هذه الرقعة الصغيرة قامت خمسة كانتونات أي خمس محافظات، معنى ذلك أن كل محافظة قامت على مساحة قدرها «242» ميلاً مربعاً فإذا كانت مساحة الجمهورية اليمنية حوالي «207.286» ميلاً مربعاً ثم قسمناها على «1212» ميلاً وهي مساحة جمهورية «رودايلاند» يكون عندنا «171» ولاية مستقلة أي «171» جمهورية مستقلة. في حجم ولاية «رودايلاند» وعلى أساس أن كل ولاية بها خمس محافظات فسيكون عندنا «855» محافظة لا مركزية مستقلة وبالتالي «855» رئيسا منتخباً وأظن أن في ذلك إشباعا لنهم السياسيين وإذا ما قمنا بعملية توزيع على حسب السكان وقسمنا الثلاث عشرة مليون نفس في اليمن على «855» محافظة، يكون الحاصل «15.204» نفساً لكل محافظة، وأظن أن ذلك الحجم مناسب وكافي، وتوجد إمارات في أوروبا مستقلة اقل من هذا العدد، إن الكم لم يعد ذا أهمية بالنسبة للكيف.. وهنا قد يستهول من لا يعرف هذا النوع من الحكم هذا العدد الهائل من الحكام، وسوف يضعون أيديهم على قلوبهم خشية إشفاق مما سيلاقون من شقاء وعذاب نتيجة تجاربهم المريرة في التعامل مع فرد واحد فكيف بهم مع مئات الأفراد؟!!. إنهم سوف يجعلون من شقائهم بالفرد الواحد مقياساً للتعاسة وسوف يتصورن بفزع ما سيلاقونه من العذاب على أيدي هؤلاء «855» حاكماً إذا كانوا قد نالوا على يد حاكم فرد واحد ما نالوه من العذاب، ولكن علينا أن لا نستهول هذا الرقم ولا نخاف من تلك النتيجة ففي الولايات المتحدة «83» حكومة محلية مستقلة...الخ)..
ويعلق الشوكاني بالقول: "زيد الوزير هنا يعترف صراحة بأنه يريد بمشروعه الفيدرالي اللامركزي تفتيت البلاد إلى (171) جمهورية مستقلة أي دويلات بهذا العدد ولكل دويلة رئيس جمهورية".
وأضاف الشوكاني: "الدليل على أن هذا المشروع اللامركزي الفيدرالي يستهدف وحدة البلاد إعتراف زيد الوزير في الطبعة الأولى لكتابه في ص 39 بقوله : (وجاء البريطانيون وشجعوا الفردية المحلية في شكل المشيخات القائمة ودعموها وتعاملوا معها فظن السذج أنهم أحرار فأخلصوا ولاءهم للمستعمرين وبهذه الطريقة العجيبة تمكن البريطانيون عن طريق إستخدام اللامركزية لتثبيت الفردية المشيخية من جر كل تلك القوى بخطام من حرير زائف، وهكذا نجد أن اللامركزية البريطانية دعمت وعن عمد فردية المشيخة من أجل صفقة مأساوية دفعت الوحدة اليمنية ثمنها الباهظ)"..
وعلق الشوكاني: "ها هو زيد الوزير يقود الأحزاب الجمهورية بخطام من حرير زائف تحت نفس الشعار اللامركزية موهماً لهم بأن هذا الشعار سيمنحهم الحرية والمواطنة المتساوية من أجل صفقة مأساوية ستدفع الوحدة اليمنية ثمنها الباهظ".