كان الحشد أصغر مما كان عليه قبل اربع سنوات ولم يكن المشهد في الهواء الطلق كما كان عليه الحال عام 2008 لكن حفل انتصار الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما فجر الاربعاء استظل بقاسم مشترك مع تلك الليلة هو الامل.
وبالرغم من اقتصاد صعب قلل من بريقه كأول رئيس أمريكي أسود تمكن أوباما من هزيمة منافسه الجمهوري ميت رومني في سباق صعب على البيت الابيض واحتفل بالعناق ووعود بأن يمثل كل الأمريكيين.
وقال اوباما في خطاب النصر وسط الاف من مؤيديه المبتهجين في شيكاجو "الليلة وبالرغم من كل الصعاب التي خضناها وبالرغم من كل الاحباطات في واشنطن لم اكن قط متفائلا بشأن المستقبل أكثر من الان.
"لم أكن متفائلا أكثر بأمريكا قط. وأطلب منكم الحفاظ على الامل."
وفاز أوباما بالرئاسة عام 2008 تحت شعار "الامل" و"التغيير" لكن قبل الاسابيع الاخيرة من حملته الانتخابية لعام 2012 تفادى استخدام هاتين الكلمتين في مواجهة هجوم الجمهوريين على قيادته للاقتصاد وقضايا اخرى.
لكن مع فوزه القوي توقفت هذه الهجمات الان على الاقل من جانب رومني. وتبنى الرئيس الديمقراطي نغمة تصالحية تجاه الجمهوريين في تصريحاته.
وقال اوباما إن هناك حاجة لحلول وسط حتى تمضي البلاد قدما وتعهد في كلمته أمام أنصاره في شيكاجو بالعمل مع القادة الديمقراطيين والجمهوريين لخفض عجز الميزانية الاتحادية واصلاح قانون الضرائب وقانون الهجرة وخفض اعتماد البلاد على النفط الأجنبي.
وقال أوباما "الاقرار بان لدينا امالا واحلاما مشتركة لن ينهي الازمة أو يحل جميع المشاكل أو يحل محل مهمة شاقة من أجل تحقيق توافق."
وامام الإدارة الديمقراطية والكونجرس أقل من شهرين لمعالجة خفض كبير للميزانية وزيادة الضرائب من المقرر أن يبدأ سريانهما قبل نهاية العام.
وبما ان التعافي الاقتصادي الأمريكي على المحك سيضطر اوباما وحزبه الديمقراطي لتنحية الخلافات الحزبية جانبا والعمل مع الجمهوريين لايجاد سبيل لتفادي اجراءات تقشف.
واحتفظ الجمهوريون بالاغلبيه في مجلس النواب واستمرت قبضة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ.
وقال أوباما لانصاره "اتطلع للتواصل مع قادة الحزبين والعمل معهم للتصدي للتحديات التي لا يمكن حلها الا بعملنا معا."
وأضاف "ربما نكون قد تقاتلنا بعنف لكن هذا فقط لاننا نحب هذا البلد بقوة ونحرص بشدة على مستقبله. في الاسابيع القليلة القادمة اتطلع ايضا لان اجلس مع الحاكم رومني لنتحدث عما يمكن ان نفعله معا لدفع هذا البلد قدما."
وفي عام 2008 ألقى أوباما خطاب النصر الاول امام نحو 240 ألفا في متنزه جرانت بارك في شيكاجو احتفالا بفوزه التاريخي على الجمهوري جون مكين. وفي العام الحالي اختار مركزا للمؤتمرات (مكورميك بليس) الذي يسع 18 ألف مقعد.
لم يكن الاختلاف فقط في سعة المكان الذي القى فيه اوباما خطاب النصر لكن ابنتيه ايضا كانتا أطول وخط الشيب رأسه. لكن الجماهير لم تكن أقل حماسا.
وقالت كارين ليمان (59 عاما) "هذا يرسخ شيئا بدأ عام 2008 . يتملكني شعور رائع لا استطيع وصفه. هذا نصر لكل الحاضرين هنا الذين استطاع الرئيس أوباما ان يحشدهم. انهم يشعرون انه يسير في الاتجاه الصحيح. أشعر بحماس كبير."
وأخذ الحاضرون يعانقون بعضهم البعض ويلوحون باعلام أمريكية صغيرة ويرفعون قبضتهم في الهواء.
وقبل ان يلقي خطابه انضمت اليه على المنصة زوجته ميشيل وابنتاه ماليا وساشا. وبعد ان غادروا المنصة صمت لينصت إلى اغنية ستيف واندر "انا ملكك" قبل ان يبدأ في القاء الخطاب.
وحين بدأ امتدح نائبه جو بايدن ومنظمي حملته وأفراد اسرته.
وقال مازحا مع ابنتيه "الان يكفي كلب واحد" بعد ان كان قد وعدهما بكلب اذا فاز في انتخابات عام 2008 وأوفى بوعده.
كان انصار اوباما يبكون فرحا وهو يلقي كلمته وحين انهاها انضمت اسرته واسرة بايدن على المنصة وتساقطت الاوراق الملونة على الحضور.
وبعد ان غابت ميشيل وبنتاها عن الانظار خلف ستار أزرق عاد أوباما إلى مقدمة المسرح ليلوح للجماهير ويقول "أشكركم."