لا تخفي إيران نواياها في أن تكون لاعبا مهما في أفغانستان، بينما تستعد البلاد لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي وفي هذا الإطار سافر سعيد جليلي مستشار المرشد الإيراني على خامنئي لشؤون الأمن القومي إلى كابل قبل أسبوعين بدعوة من الحكومة الأفغانية للقاء الرئيس الأفغاني حميد كرزاي،
وقد أثارت الزيارة تكهنات واسعة حول توقيتها قبل زيارة كرزاي إلى واشنطن. وقالت مصادر مطلعة إن جليلي بحث مع الحكومة الأفغانية توسيع علاقات التعاون مؤكدا على عمق العلاقة التاريخية وأنه لا يجب السماح للغرب بالتأثير على العلاقات الودية بين البلدين. وقبل أيام زار وزير الطاقة الإيراني ماجد نامجو أفغانستان، حيث نقل رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى كرزاي حول رغبة طهران في توسيع العلاقات.
وحضر الوزير افتتاح محطتي طاقة قدمتهما إيران إلى أفغانستان، معلنا أن طهران تود أن ترى أفغانستان مستقرة منتقدا الوجود الأميركي الذي اعتبره عامل عدم استقرار. وخلال السنوات الماضية أنفقت إيران مئات الملايين من الدولارات على إنشاء مستشفيات وطرق وخطوط سكك حديدية في أفغانستان وقال السفير الإيراني في أفغانستان في أوائل الشهر إن المهمة الأميركية في أفغانستان فشلت وإن الوجود الأميركي عنصر عدم استقرار.
في غضون ذلك حذر الرئيس كرزاي أمس الدول الأجنبية من أن أي محاولة للتفاوض من أجل السلام في بلاده لا تشمل حكومته ستعتبر تآمرا على البلاد.
وقال كرزاي إن «أي مجهود لإجراء محادثات سلام منفردة ليس مجهودا من أجل السلام بل مؤامرة أجنبية هدفها إضعاف أفغانستان» من دون تحديد بلد معين.
وأكد أن أي تفاوض مع متمردي طالبان ينبغي أن يحصل عبر المجلس الأعلى للسلام مضيفا أن بعض «الأجانب» حاولوا تجاوزه.
وأفاد مصدر رفيع في الحكومة الأفغانية أن الرئيس يشير في آن إلى «عناصر أجنبية وداخلية تحاول أن توعز لطالبان بالتحاور مع مجموعات أخرى، أو تشجع مجموعات سياسية على محاورة طالبان». وأوضح أن «العناصر الخارجية» تعني الدول الغربية والمجاورة.
وقد تستهدف هذه التصريحات الولايات المتحدة التي تقود قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان وحاولت في مطلع 2012 بدء مفاوضات سلام مع متمردي طالبان، أو فرنسا حيث نظم مؤخرا لقاء بين فصائل أفغانية لكن بحضور المجلس الأعلى للسلام.
وقطعت حركة طالبان المباحثات الأولية مع الأميركيين الذين رفضوا الإفراج عن عدد من معتقليهم في غوانتانامو.
ويرفض المتمردون الأفغان حتى اليوم أي تفاوض مع حكومة كرزاي ويعتبرونه «دمية للولايات المتحدة» وهم في طور فتح مكتب في قطر لتسهيل الاتصالات. وأكد السفير الأميركي في كابول في يناير (كانون الثاني) بهذا الخصوص أن عملية السلام «لم تبدأ فعلا».
وأعلنت الولايات المتحدة التي تغادر أغلبية قواتها أفغانستان في آخر 2014 عدة مرات أن مفاوضات السلام ينبغي أن «يقوم بها الأفغان».