بمشاركة المئات من مشائخ ووجهاء اليمن ، عُقد اليوم الأربعاء في العاصمة صنعاء( المؤتمر العام الأول لأبناء اليمن الداعم لمحافظة صعده وسفيان والمناطق المجاورة لهما المتضررين من مليشيات الحوثي).
وبدء المؤتمر الذي حضره رئيس تحالف اليمني الشيخ صادق الأحمر وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حسن الشيخ ووكيل وزارة الادارة المحلية الدكتور كمال البعداني، وعدد من اعضاء مجلس النواب ، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية- بآياتٍ من الذكر الحكيم تلاها الحافظ الشيخ يحي الحليلي، ثم ألقيت كلمة أبناء صعده وسفيان والمناطق المجاورة ألقاها وكيل وزارة الصحة - الدكتور عمر مجلي قال فيها: " إننا ومن خلال هذا المؤتمر ننقل لكم ولجميع اليمنيين جزءا يسيرا من فنون الإجرام وألوان الحرمان، وجور الظلم الذي تمارسه المليشيات الحوثية على أبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة لها من عمران وحجة والجوف، والتي سيطرت عليها تلك المليشيات بقوة السلاح وشبح الموت والتفجيرات".
وأضاف" ان ما تقدم عليه مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها أمر لا يقبله عقل أو منطق ولا دين ولا شرع، وهناك دماء تسال وحقوق تهدر وحرمات تنتهك وأموال تسلب وتنهب دون ذنب أو جريمة، في ظل صمت يدعوا إلى الاستغراب".
وأكد مجلي" ان مليشيات الحوثي تقوم باستغلال موارد المناطق التي سيطرت عليها في خدمة مشروعها التوسعي الذي اتضح جليا من خلال تجاوزات حدود محافظة صعده متسائلا في كلمته بالقول إلى متى يستمر هذا التوسع ونشر العنف باسم الدفاع عن النفس ؟".
وأضاف الدكتور مجلي : ان مشروع تلك الفئة الملبد بغمامة العزل والتعصب وممارسة العنف وزرع الأحقاد والثارات يظهر بصورة جلية من خلال تعاملها مع الأحداث السياسية الحالية فكانت تلك الفئة سباقة في تأجيج الصراع والأزمات سابقا ولاحقا وداعية إلى الفوضى والتحريض على الانفصال والانقسام لتنفذ بذلك مآرب خاصة".
ولفت وكيل وزارة الصحة" إلى ان الحوثيين يقومون لمحاولة إفشال الحوار الوطني، لأنه سيكشف الحقائق ويوضح للعالم حقيقة وطموح تلك الحركة التي تحمل السلاح والتمرد في وجه الدولة والنظام والقانون".
وقال: اننا أبناء محافظة صعده وحرف سفيان والمناطق المجاورة لهما من خلال هذا المؤتمر نعلت تأييدنا الكامل للحوار الوطني الشامل لما يمثل من أهمية في معاجلة مشاكل اليمن ومشكلة صعده بصفة خاصة.
ودعا د.عمر مجلي" الحكومة لإعادة النظر لحقيقة الوضع الحالي بصعدة وحرف سفيان وما جاورهما من تعويض وحقوق للمهجرين".
وفي كلمة السلطة المحلية بمحافظة صعده- القاها نائب محافظة صعده الامين العام للمجلس المحلي – الشيخ محمد العماد، وجه نداء إلى رئيس الجمهورية وممثل الامم المتحدة جمال بن عمر ورئيس لجنة الحوار إلى ضرورة تمثيل أبناء صعدة في الحوار وبنسبة مناسبة مع قضية صعده.
وقال: يؤسفنا ان عدم تمثيلنا في الحوار فان مخرجاته لن تكون عادله، ولن تكون ملزمة لنا". مضيفاً" وإننا ونحن نعلن دعمنا للمؤتمر الحوار، نؤكد ان مشاكل البلاد لن تحل الا بحوار وطني شامل".
وأكد العماد ان عدد المهجرين من أبناء صعدة وحرف سفيان وصل إلى 300 ألف نسمة في حجة والجوف، فيما عدد المنشآت المدمرة 17 ألف منشأة.
وانتقد محمد العماد التعامل السلبي لحكومة الوفاق مع سلطة محلية بصعدة غير شرعية، مشيراً إلى ان السلطة الشرعية بالمحافظة لاتمارس مهامها، وتم تهجير موظفيها منذ مطلع 2012م.
من جهتها استعرضت ليلي السفياني في كلمة المرأة المآسي والانتهاكات التي يمارسها الحوثيون، منوهةً إلى ان هناك أكثر من 20 ألف يتيم، و10 آلاف معوق، و6 آلاف منشأة حكومية مدمرة بينها 100 مسجد نتيجة الحروب التي تمت بصعدة.
وفي المؤتمر تم عرض فيلم وثائقي حول انتهاكات وجرائم الحركة الحوثية، استعرض مناظراً للقتل والتدمير، فضلاً عن طقوس مخالفة للإسلام".حسب الفيلم.
المطالبة بنزع السلاح الثقيل عن الحوثيين:
واختتم المؤتمر ببيان دعا فيه رئيس الجمهورية إلى اتخاذ قررا بإعطاء أبناء صعده وما جاورها حقهم في التمثيل لقضية صعده كون الحوثي لايمثل الا نفسه".
ودان المؤتمر كل أعمال العنف والجرائم والانتهاكات والمخالفات التي تورط بها الحوثي وعصابته، ويحملونهم مسئولية استمرار الجرائم والاعتقالات والتعذيب والقمع والترويع في صعده وسفيان وغيرها.
كما دعا المؤتمر بذات الوقت كل الهيئات والمنظمات والقوى المحلية والإقليمية والدولية إلى الالتفات لمعانات عشرات الآلاف من المهجرين قسرا من صعده وسفيان وحجه والجوف"، مطالباً بإدانة واضحة لحركة الحوثي باعتبارها حركة حوثية إرهابية تنتج العنف واستخدام السلاح". حسب البيان.
ودعا المؤتمر العام الأول لابناء اليمن الداعم لمحافظة صعده وسفيان والمناطق المجاورة– إلى نزع الأسلحة السيادية(الدبابات- العربات المدرعة- الصواريخ- المدفعية الثقيلة..الخ) من حوزة الحركة الحوثية كشرط هام لاثبات حسن النوايا والالتزام بالمواطنة الصالحة".
وطالب الدولة بسرعة رفع ما وصفوها المليشيات التي احتلت صعدة وسفيان وبعض مناطق الجوف وحجه، كون بقاء هذه المناطق خارج السيطرة الفعلية للدولة خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية.
وشدد المؤتمر موقفه الرافض لأي تلاعب بملف صعده، داعياً كل الاحزاب والقوى إلى عدم التنازل والتفريط بالثوابت والقضايا الوطنية الكبرى.
وحث الحكومة على توفير كافة احتياجات المهجرين قسرياً ورعايتهم حتى تضمن لهم الدولة عودة آمنة ومستقرة بعد انهاء حالة الفوضى وغياب الدولة في مناطقهم.مؤكداً بذات الوقت دعمهم مسار الوفاق والتسوية السياسية، ووقوفهم خلف رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.
وقد لوحظ في المؤتمر الإجماع على قضية صعدة وإدانة تصرفات الحوثيين، من خلال حضور الشيخ صادق الأحمر وشقيقه الشيخ هاشم الأحمر، مع الشيخ صغير عزيز، والطرفان سبق وخاضا مواجهة مسلحة بينهما في الحصبة بالعاصمة صنعاء عام 2011م.