أكد عدد من الأكاديميين والأدباء والفنانين في احتفائية ثقافية خاصة بتجربة الفنان الكبير الراحل محمد مرشد ناجي، أهمية إقامة مهرجان سنوي يتم فيه منح جائزة باسم المرشدي لأفضل الأصوات الفنية الجديدة، تقديرا ًووفاءاً لما قدمه الراحل في المجال الثقافي والفني طوال مسيرته الزاخرة بالعطاء والإبداع.
وأوصى المشاركون في الاحتفائية بأربعينيات الراحل المرشدي، والتي نظمها مركز العزاني للتراث والتوثيق الفني بمديرية المنصورة بعدن، ضرورة طباعة كافة أعماله الأدبية والتاريخية والفنية الكاملة وإصدارها في موسوعة متكاملة وبما يمكن من الحفاظ على تراث الفني والإبداعي.
ودعا المشاركون حكومة الوفاق الوطني بتبني إنشاء مركز ثقافي باسم"المرشدي" في عدن، يضم أقسام بحثية ومكتبة ثقافية فنية، ومتحف فني يحتوي تراثه ومقتنياته ومؤلفاته، وكافة أعماله الغنائية وألحانه الموسيقية، وكذا إدخال التراث الفني والثقافي للفقيد "المرشدي"ضمن المناهج الدراسية والمقررات الجامعية المتخصصة، لترسيخ الهوية الفنية الثقافية لدى الأجيال والتعريف بها.
وشددوا على أهمية الوفاء والعرفان للفقيد ولأسرته التي ساندته في كل مراحل حياته وكانت عوناً له في إنتاج روائعه الفنية الغنائية وذلك بمنح أسرته قطعة أرض لبناء سكن خاص لأبناء الفقيد، وإطلاق أسمه على الشارع المقابل لمسكنه ب "كورنيش المرشدي".
وتضمنت الفعالية إلقاء عدد من الكلمات لكل من وكيل وزارة العمل والشئون الاجتماعية على صالح عبد لله، وعن جامعة عدن نصر باغريب ،و عن أسرة الفقيد محمد عبد الله عمر مخشف، ونجل الفقيد هاشم محمد مرشد ناجي، وعن مركز العزاني للتراث والتوثيق الفني عادل حيدره عزاني، وعن الصحفيين عبد العزيز مصعبي، وعن الأكاديميين الدكتور يحي قاسم سهل، وعن الباحثين صالح حنش، إلى جانب عدد من الكلمات والمداخلات من أصدقاء ومعاصري الفقيد.
أشادت الكلمات في مجملها بتجربة المحتفى به ودوره في تطوير الأغنية اليمنية، ليغدو كواحد من عمالقة الفن في اليمن والمنطقة ومدرسة فنية متميزة ومتعددة الألوان الغنائية، ومجدداً للألوان الفنية الغنائية المختلفة وللأهازيج والزوامل الاجتماعية التراثية ومجدداً وحافظاً وموثقاً لها.. لافتة إلى دور وإسهامات المرشدي في نشر هوية الأغنية اليمنية في دول الخليج العربي وبقية الدول العربية من خلال انتشار عدد من أغانية وروائعه الفنية في معظم الدول العربية.
واستعرضوا عدد من أغاني الفنان المرشدي التي تميز بها بالالوان الغنائية المختلفة، وتوظيفه للتراث الشفهي في أغانيه وألحانه التي أعادت إحياء التراث وتجديدة، منوهين بإبداعات المرشدي وعدم تقيده بلون أو نمط غنائي محدد من خلال أغانيه التي تناولت لإنسان والأرض والحب والعشق، ولوطن والثورة، إلى جانب سيرة المحتفى به منذ النشأة الأولى وحفظه للقرآن الكريم في طفولته المبكرة وهو ما ساعده على إجادة الغناء باللغة العربية الفصحى والالتزام بالقواعد النحوية، ناهيك عن غنائه باللهجات العامية المتداولة في عدن وأبين ولحج وحضرموت وغيرها، معرجين على نحو علاقة الراحل بمركز العزاني ومؤسسه الأول علي حيدره عزاني الذي أضطلع بدور كبير في تسجيل أشهر أغاني المرشدي، وخاصة الأغاني التي تناولت الثورة ضد الاستعمار البريطاني.
وشهدت الفعالية منح شهادة تكريم للفقيد الفنان محمد مرشد ناجي من مركز العزاني للتراث والتوثيق الفني، كما تخلل الاحتفائية وصلات غنائية وموسيقية من التراث الفني للفقيد محمد مرشد قدمها الفنان سند محمود