تعيش أسرة المواطن القطري والمعتقل من جانب السلطات الإماراتية منذ نحو 34 يوما أياما عصيبة وسط حالة من الحزن الشديد بعد علمهم بإلقاء القبض عليه اثناء دخوله مطار دبي دون معرفتهم بالتهمة الحقيقية التي يواجهها حتى الآن، وأعربت أسرته وأبناؤه عن الحسرة الكبيرة التي تملأ قلوبهم منذ اعتقال دون أن يعلموا عنه شيئا سوى مكالمة تليفونية أجراها مع زوجته لم تتعد 3 دقائق منذ تاريخ القبض عليه وتحديدا في 26 فبراير الماضي.
البداية
التقت " الشرق " أسرة المواطن القطري البالغ من العمر 52 عاما، الذين أكدوا أنهم تواصلوا مع الجهات المختصة، مشيرين إلى وجود اهتمام واضح لمتابعة قضية والدهم ولكنهم يجهلون حتى هذه اللحظة التهمة الموجهة إلى والدهم وحينما رغبوا في معرفة سبب القبض عليه فشلوا حتى تحول الأمر بالنسبة لهم إلى مصير مجهول عن حقيقة الظروف التي تعرض لها والدهم أثناء وجوده داخل مطار دبي، روى الإبن الأكبر للمواطن القطري المعتقل وهو عبد الرحمن محمود الجيدة ويعمل طيارا تفاصيل معرفتهم بالموضوع وكيفية محاولتهم التواصل مع الجهات المعنية الإماراتية لمعرفة حقيقة الأمر واللحظات العصيبة التي عاشوها حينما ورد إليهم الخبر، وأكد الابن أن والده يعمل في شركة قطر للبترول منذ سنوات طويلة ومعروف عنه حبه للآخرين لم يؤذ أحدا في حياته ولم يرتكب أي خطأ في حياته العملية فكانت أيامه وحياته ما بين اهتمامه بعمله وبأسرته المكونة من 9 أفراد وهم ثمانية أبناء والأم، ويقول لم نتوقع ابدا أن يتعرض والدنا لهذه المأساة وأن يتم القبض عليه في دولة شقيقة دون معرفة الاسباب حيث كان رجلا مسالما سجله خال من أية مشاكل، فالجميع في عمله يتبادلون معه كل الحب والتقدير والإحترام.
ويضيف قائلا لقد بدأت تفاصيل معرفتنا بالموضوع حينما هبط والدنا مطار دبي للحصول على أغراضه إستعدادا للقدوم إلى الدوحة حيث كان في رحلة إلى تايلاند لمتابعة الحالة المرضية لشقيقه الذي يعالج هناك وكنا في هذا اليوم في انتظاره لكي يحضر إلى الدوحة وتوجهت إلى المطار لاستقباله ولكني فوجئت بقدوم الطائرة وخروج جميع الركاب بإستثنائه فأصابتني حالة من الخوف فقمت بالاتصال والتواصل مع مكتب الخطوط الجوية القطرية لمعرفة سبب عدم حضور والدي فأبلغوني بأنه لم يستقل الطائرة فقمت على الفور بالاتصال على جواله فوجدته مغلقا ومنذ هذه اللحظات ونحن نعيش في ظروف عصيبة بسبب غيابه عنا خاصة أننا جميع مرتبطون به فكان بمثابة الأب والأخ والصديق بالنسبة لنا لم يترك المنزل يوما وكان يحرص دائما على مشاركتنا في كل شيئ، وبالفعل تأكدت أنه لم يستقل الطائرة فقمت بالاتصال بمكتب القطرية في مطار دبي وابلغوني أنه لم يستقل الطائرة وأن هناك مشكلة في إدارة الجوازات وهذا السبب الرئيسي وراء عدم استقلاله الطائرة القادمة للدوحة.
تفاصيل الواقعة
ويضيف عبد الرحمن قائلا: قمت بعدها بالتواصل مع الجهات المختصة في مطار دبي ففوجئت انهم يبلغوني عدم معرفتهم شيئا عن وجود مشكلة لأبي في إدارة الجوازات مؤكدين لي أنه لم يدخل مطار دبي من الاساس وأنهم لا يعرفون عنه شيئا فلم أجد طريقة سوى الاتصال مع القنصلية القطرية في دبي وبالفعل قمت بالتواصل معهم وشرحت لهم جميع التفاصيل وابلغوني بأنهم سوف يردون علي وبعد قرابة الـ3 ساعات أبلغوني أنه لا يوجد اي مشاكل ولكنه بالفعل دخل إلى مطار دبي وهذه حقيقة وطلبوا مني أن أعرف اين مكانه وأن أحاول الاتصال به، وفي صباح اليوم التالي قمت بالاتصال بعمي وأخبرته بالموضوع كاملا وقمنا بإبلاغ الجهات المختصة في الدوحة وقمت بإعطائهم بيانات والدي والتذكرة وكل ما يتعلق ببياناته الشخصية وبعدها أكدوا لي أنه تم القبض على والدي في مطار دبي وتم ترحيله إلى مطار أبو ظبي، وقتها اصبنا جميعا بحالة من الذهول لا نعلم ماذا نفعل خاصة أن والدي لم يرتكب اي مشاكل في حياته وحاولنا معرفة أسباب القبض عليه لكننا فشلنا في معرفة الحقيقة ولماذا تم القبض عليه بهذه الطريقة أو حالة الغموض التي أحاطت بوالدي.
التواصل مع الجهات
ويستكمل الإبن عبد الرحمن حديثه قائلا بعد أن قمنا بالاتصال بالجهات المعنية في الدوحة قالوا لنا اطمئنوا أن الوالد سوف يعود بعد 3 ايام وأنه لا داعي للقلق وبالفعل شعرنا بالإطمئنان ولكن حينما طالت المدة وسألنا قالوا لنا انه مقبوض عليه رهن التحقيق وحاولنا منهم معرفة التهمة الحقيقية الموجهة إلى والدنا ولكننا لم نعرف، تعبنا كثيرا فكل يوم يمر علينا ووالدنا بعيدا عنا لم نذق فيه طعم النوم لا نعلم كيف يقضي يومه وكيف تتم معاملته وما اسباب القبض عليه بهذه الطريق حتى ان أخواني الصغار يسألون عليه كل يوم خاصة أنه لم يعتد أن يغيب عن المنزل فكانت معظم سفرياته للخارج إما مع الأسرة للتنزه أو عن طريق عمله لحضور دورات تدريبية.
مصير والدنا مجهول
أما الإبن الثاني حسن محمد الجيدة وهو طالب في إحدى الكليات العملية ببريطانيا يقول وعلامات الدهشة ترتسم على وجهه لم نتوقع ابدا أن نعيش في هذا المأزق فكأنه بمثابة كابوس أليم بالنسبة لنا خاصة أن والدنا لم يؤذ أحدا في حياته ومعروف عنه السمعة الطيبة بين الجميع.
وقال الإبن: لقد كان والدي رجلا مسالما ولا نعلم حتى هذه اللحظة متى سيعود أو تفاصيل الموضوع وحاولنا بالفعل السفر إلى هناك والسؤال عنه فنصحنا عمنا أنه سوف يتابع الموضوع وألا نسافر إلى هناك وان نقوم بالاهتمام بإخواننا الصغار وقد تحولت حياتنا بالفعل إلى جحيم فالاب غائب ومقبوض عليه ونحن لا نعلم السبب أو ما هو مصيره رغم أننا قمنا بتوكيل عدد من المحامين لمتابعة الموضوع فأبلغونا أنه رهن التحقيق وأنهم سوف يبدأون التحرك بعد إنتهاء التحقيق معه لمعرفة التهمة فأصبح مصير والدنا بالنسبة لنا مجهولا لذلك قمنا بتوجيه كتاب إلى لجنة حقوق الإنسان في قطر وشرحنا فيه كل التفاصيل وغيرها من المحاولات الأخرى، لا نعلم ماذا نفعل حتى نطمئن على والدنا الذي اختفى من بين ايدينا لا نعلم إذا كان مريضا أو معافيا ولا نعلم كيف يعيش في هذه اللحظات فقد سلكنا جميع الطرق لكي يعود إلينا والدنا من جديد، وقال حسن إنه يأمل بخروج والده من هذه المحنة وعودته إلى دياره حيث إن المدة طالت ولا نتوقع أن الفترة سوف تطول بهذا الشكل الأليم ونحن كل يوم ننتظر جرس الهاتف لنسمع خبرا جميلا بعودته.
إتصال هاتفي واحد
وحول وجود أي إتصال بين الاب محمود الجيدة واسرته يقول الإبن أنه جرى إتصال واحد فقط من هاتفه المحمول منذ معرفتنا بلحظة القبض عليه وكان والدنا قد اتصل بوالدتنا في مكالمة هاتفية لا تتعدى 3 دقائق كان الخوف يملأ صوته لم يتحدث كثيرا سوى أنه طمئنها عليه وابلغها بأن لا تقلق وعندما كانت تسأله والدتي عن سبب القبض عليه أو كيف يعيش أو متى سيعود وتفاصيل الموضوع كان عاجزا عن الرد ولم يعرف التحدث وفجأة أنهى معها المكالمة دون أن تعرف شيئا سوى أن ابلغها أنه بخير وكان هذا هدف المحادثه ولكن صوته كان غير طبيعي ولم يعرف التحدث وكان هذه المكالمة الهاتفية هي الوحيدة التي تسمع فيها أمي صوت والدي منذ لحظة القبض عليه في 26 فبراير 2013 وحاولنا بعدها نحدثه على هاتفه المحمول لكنه مغلق دائما بعد هذه المكالمة وحتى الآن لا نعلم عنه شيئا أو عن سبب القبض عليه ونأمل أن تنتهي مأساتنا بعودة والدنا إلى منزله ووسط ابنائه لأننا بالفعل مشتاقون إليه لأن غيابه طال.