أبلغت تركيا إسرائيل بتأجيل اجتماعات المصالحة بين البلدين، التي كان مقررا إجراؤها اليوم، وذلك لأسباب تقنية. وحددت لها موعدا جديدا في 22 أبريل (نيسان) الحالي. وأرجع رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، التأجيل لأسباب تقنية، إذ إن المحادثات ستتركز في البداية بموضوع التعويضات، وهذه تحتاج إلى دراسات قانونية معمقة.
وقال مصدر إسرائيل آخر في وزارة الخارجية إن مشكلة تقنية نشأت بخصوص التعويضات، إذ إن رئيسي الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتركي رجب طيب أردوغان، اتفقا على أن يتم تحويل التعويضات إلى صندوق تقيمه تركيا وتوزع أمواله وفقا لقوانينها وحساباتها. ولكن اتضح أن هناك ثغرة تتيح لأهالي الأتراك التسعة الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على سفينة «مرمرة» في مايو (أيار) 2010، أن يتقدموا بدعاوى مدنية يطالبون فيها بتعويضات إضافية. ولهذا، تبحث الجهات القانونية في أنقرة عن مخرج ينهي تماما قضية التعويضات بشكل رسمي وقانوني.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زئيف ألكين، أمس، إن «المفاوضات التركية الإسرائيلية ستتناول القضية القضائية قبل القضية المالية، لكي يوضع حد نهائي للمسألة». وقال «إسرائيل عندما اعتذرت قصدت إنهاء كل ملف الخلافات. صحيح أننا لم نتوقع أن تعود العلاقات بيننا إلى سابق عهدها، وهي لن تعود كذلك، إلا أنه لا يعقل أن نترك ملفا صغيرا كهذا أن يخرب العلاقات من جديد في المستقبل. ولذلك يجب إنهاؤه بالكامل». وسئل ألكين عن سبب تشاؤمه، فقال «في تركيا يوجد انقلاب آيديولوجي، حيث يسيطر اليوم الإسلام السياسي. وهو يتخذ مواقف آيديولوجية حادة ضد إسرائيل».
لكن جلعاد رفض هذا التوجه، وقال إن «هناك شبكة مصالح قوية تجمع إسرائيل وتركيا، في مقدمتها وقوفهما في خندق واحد ضد التسلح الإيراني النووي وضد فوضى السلاح في سوريا. فتركيا تتخذ موقفا حادا ضد التسلح الإيراني النووي وتؤدي دورا مركزيا في الصراع ضد نظام بشار الأسد في سوريا». وأضاف «إسرائيل لا تتخذ موقفا ضد أو مع أي طرف في سوريا، وما يهمها هو ألا تتغير توازنات القوى العسكرية في التعامل مع إسرائيل». وتابع القول «حتى لو لم تعد العلاقات بيننا إلى سابق عهدها، خصوصا في الوقت الحاضر، فإن المصالحة تعتبر نقلة نوعية. فهي توقف أولا تدهورا أكبر في العلاقات».
وفي الرد على سؤال حول قصده بهذا التدهور، كشف جلعاد أن قيادتي البلدين منعتا تدهورا خطيرا كاد يحصل بينهما على مستوى سلاح الجو وسلاح البحرية. وقال إن «مثل هذا التدهور منع نتيجة لإدراك البلدين أهمية وضع حد للخلافات والانتقال إلى مستوى آخر من العلاقات الإيجابية. وهذا ما سيحصل في نهاية المطاف». ورفض المسؤول الإسرائيلي أن يفصل أكثر في موضوع التدهور هذا.