من الأرشيف

مقتل 6 وإصابة 12 آخرين بينهم جنود وعناصر من «القاعدة» في مأرب

قالت مصادر رسمية ومحلية يمنية إن ستة أشخاص قتلوا على الأقل، وأصيب 12 آخرون، بينهم جنود وعناصر مفترضة من تنظيم القاعدة، في عمليات منفصلة شهدتها محافظة مأرب وسط منذ صباح أمس الأحد، فيما كشف متخصص في قضايا الإرهاب أن القيادي في تنظيم القاعدة «الردمي» الذي قتل قبل يومين كان بصدد تسليم نفسه لسلطات الأمن.

وبحسب مصادر متطابقة فإن غارة جوية لطائرة من دون طيار، استهدفت تجمعا لعناصر يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، كانوا في ضيافة أحد زعماء «القاعدة» بمنطقة الحوى، عرق آل شبوان في وادي عبيدة بمحافظة مأرب. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الغارة استهدفت منزلا بصواريخ، وأسفرت عن مقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين، يعتقد أنهم من جنسية سعودية أو من مناطق محاذية على الحدود بين اليمن والسعودية، لكن لم تعرف هويتهم بعد».

وذكر موقع وزارة الدفاع «سبتمبر نت» أن «الضربة أسفرت عن إحراق مخزن للأسلحة والمتفجرات المتنوعة التي كانت تستخدم في تفجير مصالح حكومية ومنشآت عامة وخاصة، كما أسفرت الضربة عن تدمير سيارة تدميرا كاملا». وتعتبر الضربة الجوية هذه هي الثانية منذ بدء الحوار الوطني الشامل، وخلال أسبوعين، بعد مقتل خمسة عناصر قالت السلطات إنهم من تنظيم القاعدة، بينهم قيادي يدعى «حميد ردمان المانع» (الردمي)، في منطقة وصاب في ذمار وسط اليمن، في غارة لطائرة من دون طيار الأسبوع الماضي، فيما ذكرت مصادر محلية أن القتلى أغلبهم مدنيون، ولا علاقة لهم بالتنظيم.

وردا على الغارة الجوية في مأرب قالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»: «إن مسلحين يعتقد أنهم من (القاعدة) هاجموا موقعا عسكريا، ظهر أمس الأحد، يتبع اللواء الثالث مشاة جبلي وسط المدينة». وأوضحت المصادر أن المسلحين هاجموا إحدى سيارات الجيش وقتلوا أربعة جنود، فيما أصيب تسعة آخرون»، ولم يعرف إن كان هناك ضحايا من المهاجمين أم لا.

وتعتبر محافظة مأرب النفطية من أهم المناطق التي يتحرك فيها تنظيم القاعدة، وتوصف بأنها «قوس القاعدة »، الذي يمتد من الحدود السعودية اليمنية وصعدة والجوف ومأرب وشبوة وأبين، بحسب المتخصص في شؤون الإرهاب الباحث محمد سيف حيدر.

وقال حيدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن (القاعدة) توجد في هذه المناطق بسبب غياب سلطة الدولة، والتي مكنت العديد من الجماعة المسلحة من الظهور والانتشار والسيطرة بحرية كاملة». وأضاف حيدر «الغارات الأخيرة لطائرات من دون طيار يمكن اعتبارها عمليات ملتبسة»، بمعنى أنها «لم تحقق أهدافا مهمة استراتيجية على صعيد الحرب على الإرهاب، حيث لا يزال قادة الصف الأول في التنظيم يديرون ويخططون ويشرفون على تنفيذ العمليات»، موضحا أن من قالت السلطات إنه قيادي في «القاعدة»، ويدعى «الردمي»، هو شخص عادي في التنظيم، وبحسب مقربين منه فقد كان في طريقه لترك أفكار «القاعدة»، حيث تركهم من أكثر من سنة في أبين، حيث دارت معارك طاحنة مع الجيش، وعاد إلى قريته في وصاب، مشيرا إلى أن «الردمي، الذي هو ضابط استخبارات في الحرس الجمهوري سابقا، كان بصدد تسليم نفسه إلى سلطات المحافظة بعد تواصل المحافظ معه، وطلبه ضمانات لذلك». ولفت إلى أن «المخابرات قد اعتقلته أكثر من مرة، حيث يعتبر في منطقته شخصية مكشوفة، وكان يمكن للأجهزة الأمنية اعتقاله في أي وقت بدلا من قتله بجوار مدنيين».

وانتقد حيدر ازدياد عمليات القتل في ما يسمى بمحاربة الإرهاب، واستخدام الطائرات من دون طيار، مطالبا بوضع إطار قانوني لها، وقال «لا يوجد إلى الآن قانون واضح لمكافحة الإرهاب، ومعظم العمليات التي تستهدف فيها عناصر (القاعدة) تتحول إلى عامل يخدم التنظيم، بعد استهداف أبرياء لا علاقة لهم بذلك، أو قتل عناصر عادية فيه، لهذا فإن الغارات الجوية تحاول أن تغطي فشل السلطات في تصفية قادة الصف الأول للتنظيم». ويخوض اليمن مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفاء دوليين حربا متواصلة على تنظيم القاعدة، حيث عملياتها، مستعينة بطائرات أميركية من دون طيار، فيما يتبع تنظيم القاعدة ما يشبه حرب العصابات في عملياته، مستغلا الطبيعة الجغرافية والوضع غير المستقر الذي تعيشه البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى