تجري حالياً في اليمن إعدادات لإنشاء مستشفى 11 فبراير المستشفى التخصصي الخيري لامراض القلب والأوعية الدموية والذي سيتم اقامته في محافظة الحديدة بتكلفة تقديرية اولية تتجاوز 120 مليون دولار.. وذلك بمبادرة من شباب الثورة، واطباء وطلاب يمنيين من داخل وخارج اليمن .
وفيما يلي يقدم ياسين الحمادي الأمين العام لهيئة مستشفى 11 فبراير والدكتور مروان الغفوري نبذة عن هذا المشروع :
المشكلة:
- وفيات القلب تمثل 20% من اجمالي الوفيات في اليمن
- ترتيب اليمن 12 عالميا في قائمة وفيات أمراض الشرايين التاجية
- ترتيب اليمن 21 عالميا في وفيات ضغط الدم
- ترتيب اليمن 9 عالميا في وفيات أمراض التهابات عضلات القلب
المشروع:
- إنشاء مستشفى خيري متخصص في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية بمواصفات ومقاييس عالمية
التمويل:
- دعم جماهيري، دعم حكومي، دعم مانحين.
الأهداف:
• تقديم الخدمات العلاجية بمستوى عالمي لمرضى القلب والأوعية الدموية في جميع مدن اليمن.
• بذل كل طريقة ممكنة لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
• الحفاظ على التفوق والتجديد في كل ما يخص عناية القلب والأوعية الدموية.
• إيجاد البديل المناسب لكثير من المرضى اليمنين للعلاج داخل اليمن بدلاً عن السفر للعلاج في الخارج.
• توفير فرصة حقيقية في التعليم والتأهيل العلمي الطبي عبر مرحلتين: عبر توفير برنامج دكتوراه تخصصية "البورد الوطني في أمراض وجراحة القلب" ثم الانتقال إلى الطور الثاني من خلال تأسيس مؤسسة تعليمية وطنية للعلوم الطبية.
• إنشاء مركز طب الشرايين والقلب السلوكي.
• إنشاء مركز دراسات مسحية لأمراض القلب.
عن المشروع ..
عندما نتحدث عن أمراض القلب والأوعية الدموية نحن نتحدث عن أمن قومي. يقول تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية إن إجمالي وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية تعادل تقريباً 20% من إجمالي الوفيات. إن هذه النسبة تعادل حوالي خمسة أضعاف وفيات حوادث السير، وحوالي ستين ضعفاً وفيات الثارات والحروب الداخلية.
تتفق الأرقام والدراسات العالمية على أن أمراض القلب أصبحت هي القاتل رقم واحد في العالم. في هذه اللحظة تقتل هذه الأمراض حوالي 17 مليون شخصاً سنوياً على مستوى العالم. هذا العام أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مشروع طموح عرضته على كل دول العالم من شأن التعاون معه أن يخفف من حدّة هذه الكارثة على نحو ملحوظ. للأسف بسبب وضعنا السياسي والتكنولوجي والاجتماعي فإن أي جهة لم يبد أي حماساً للتعاون مع برنامج منظمة الصحة العالمية. هناك دول قالت إنها ستعمل على مستوى وطني خالص عن طريق تخفيض العوامل المؤدية إلى تفشي أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل رفع مستوى الصرمة في مكافحة عمليات التدخين، مستويات خفض استخدام ملح الطعام، توفير بنية تحتية للرياضة .. إلخ. في نيويورك بلغ الأمر مستوى سينمائياً مثيراً للتعامل مع هذا الوباء. فقبل أسابيع استدعي بلومبيرغ، عمدة نيويورك، لأول مرّة إلى المحاكم بسبب صراعه مع سلاسل الوجبات السريعة. فقد أجبرها على تخفيض عبواتها من المشروبات الغازية، تخفيض كمية البطاطا المقلية، رفض إعطاء تصاريح جديدة لمطاعم الوجبات السريعة، وأجبر كل المطاعم على وضع قائمة "نسبة الطاقة، الكالوري" جوار كل صنف مأكولات. وقبل عام من الآن كتب توماس فريدمان تحت عنوان "لماذا أنا مع الحياة" مقالاً هاجم فيه الجمهوريين الذين جعلوا فكرة أصدقاء الحياة في صميم دعايتهم الانتخابية. قال إن صديق الحياة الوحيد في أميركا هو عمدة نيويورك، بلومبيرغ، الذي يحمي الحياة. فهو يمنع تجارة الأسلحة، كما يمنع بيع الأحجام الكبيرة للمشروبات الغازية. بالطبع المشروبات الغازية ستعني في الأخير ارتفاع في معدلات السمنة، وبالتالي ارتفاع في منسوب أمراض القلب والأوعية الدموية.
أجرينا مسحاً عاماً للمشهد اليمني، وجدنا أن القات والتوتر وارتفاع ضغط الدم وأمراض السكر وأمراض روماتيزم القلب كلها تؤدي إلى زيادة حجم الكارثة على مدار الساعة. القات يعمل بصورة مباشرة وغير مباشرة في الضغط على عضلات القلب وشرايين القلب. فضلاً عن ارتباطه بطقوس آثمة صحياً مثل التدخين والجلوس لفترات طويلة بلا حركة. لا توجد دراسات وطنية يمكن الاعتماد عليها، لكن من المؤكد أن نسبة متعاطي القات في الوقت الراهن أعلى من مثيلاتها قبل عشر سنوات وقبل عشرين سنة. أصبح الآن إحدى عادات صغار السن والنساء وطلبة المدارس.
شخصياً لم أذق القات حتى الثالثة ثانوي، لكن شقيقي الذي يدرس هذا العام في السنة الأخيرة من الثانوية يتعاطى القلب منذ سنين. يوجد مركز يتيم لأمراض القلب، في صنعاء. يقدم خدمة جيدة لكنها بالكاد تكفي لتغطية قطاع صغير من أمانة العاصمة في بلد يتكون من 22 محافظة! ومن 25 مليون نسمة. بينما تقول تقديرات مبدئية نشرها موقع نيويوز قبل أربعة أعام إنه توجد في اليمن حوالي 126 مليون شجرة قات، أي ست شجرات لكل مواطن. نحن لا يمكننا أن نوقف القات بعصا سحرية لكن يمكننا أن نعمل شيئاً آخر: أن نوفر للضحايا فرصة للعودة إلى الحياة.
من هنا جاءت فكرة الحياة، مركز الحياة لعلاج أمراض القلب، أن يكون على مستوى عالمي. تجاوباً مع الخطط الإنسانية الكبرى لإيقاف الكارثة، واستجابة سريعة وعاجلة للضغط المخيف الذي يشكله هذا الوباء على المواطنين.
طرحت الفكرة على الإنترنت، لاقت استجابة عاصفة، حقيقة. تحولت الفكرة إلى المشروع، وتحول المشروع إلى كلمة سر وطنية كبيرة. منذ البداية كنّا متأكدين إن هذا الشعب الطيب المليء بالطاقة والحساسية الإنسانية العالية سيتفاعل على نحو إيجابي. سنثبت هذه الحقيقة النفسية قريباً. وكنا أيضاً أكيدين أن هنالك رجالاً سيكونون في المقدمة، كما تقول سيرة حياتهم: لقد كانوا دائماً في مقدمة كل فعل وطني نبيل. اخترنا أن ندشن الموضوع عبر بوابة عميد الرجال الطيبين في البلد: أ. محمد سالم باسندوه، رئيس الوزراء.
في خلال أقل من نصف ساعة أكّد باسندوه هذه الفرضية التي وضعناها في الحسبان. اخترنا شعاراً لحملتنا الإعلامية، واحداً من الشعارات: نعم نستطيع.