وفي حين أكد المراقبون أن مواجهة الإرهاب لا تحتاج إلى أي تفويض وأن المقصود من خطاب السيسي هو تهديد المتظاهرين السلميين، أكدوا أيضاً أن دعوة السيسي تعتبر انتحاراً سياسياً وعسكرياً سيدفع لمحاكمته، باعتبار أن الدعوة من رجل بمنصبه في وجود رئيس مؤقت لا أساس قانوني ولا عرفي لها، وباعتباره قد قسم المجتمع المصري إلى جزء يعترف به، وجزء آخر لا يعترف به بل يصفه ب"الإرهاب"، مع أن السيسي نفسه تم تعيينه من قبل الرئيس المعتقل المنتخب من الشعب والذي يصف الأخير اليوم مؤيده بالإرهاب ويقول إنه يستعد لاستخدام الشرطة والجيش لقتلهم..
وقال مراقبون ومحللون سياسيون لنشوان نيوز إن ظهور السيسي بنظارة سوداء حرصاً منه على إخفاء عينيه، ما يشير إلى حجم المخاوف التي أصبحت تعتريه وتظهر من خلال خطاباته، كما أن دعوته لمظاهرات هي دليل الضغوط التي يتعرض لها.. معتبرين أن هذه الدعوة قد كشفت القناع وأسأت إلى الرئيس المؤقت عدلي منصور، وكشفت أن الذي يدير البلاد هو الفريق السيسي.
مشيرين إلى أن المجازر التي وقعت بحق المتظاهرين وخصوصا مجزرة دار الحرس الجمهوري والتي أثبتت المنظمات والتقارير الدولية أنها ارتكبت بدم بارد، أنها تدفع السيسي إلى المزيد من المجازر خوفاً على نفسه من المحاكمة الأمر الذي يجعل مصر أمام وضع شديد الخطورة، ما لم يتدخل قادة في القوات المسلحة لإزاحته عن المشهد ورعاية مصالحة من قيادات غير متورطة بالانقلاب.
وامتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر بالتعليقات والتنديدات من الناشطين والإعلاميين، الذين اعتبروا أن خطابه يعبر عن هيسيرتيا غير معهودة من قيادات الجيش المصري، بل تذكر بالعقيد معمر القذافي الذي دعا أنصاره إلى الزحف لمواجهة المظاهرات المطالبة بإسقاطه.
وقال أحد الناشطين في موقع فيس بوك: كانت نياشين القذافي أكثر من التي مع السيسي، وقد لا يعود مرسي وقد ينجح الانقلاب لشهور أو سنوات، لكن من المؤكد أن السيسي لن يبقى وسوف يحاكم اذا استمر بإراقة الدماء".