arpo37

آشتون تطالب بوقف التصعيد مع الإخوان المسلمين في مصر

طالبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون المسؤولين المصريين بالتراجع عن المواجهة المتصاعدة مع جماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي أدان فيه البيت الأبيض "بقوة" أعمال العنف الدامية التي وقعت السبت في مصر، ودعا الحكومة المصرية إلى احترام الحق في التظاهر.

والتقت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في القاهرة اليوم محمد البرادعي نائب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي، وذلك بعد أن التقت الليلة الماضية منصور.

وطالبت آشتون المسؤولين المصريين اليوم الاثنين بالتراجع عن المواجهة المتصاعدة مع جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد يومين من مقتل أكثر من ثمانين شخصا من أنصاره بالرصاص في القاهرة.

وحثت آشتون في بيان أصدرته على الإسراع في عملية انتقالية شاملة، تشمل نظاما دستوريا وانتخابات حرة ونزيهة وحكومة مدنية.

وقال البرادعي في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه أبلغ آشتون بأن القيادة الجديدة في البلاد تبذل كل ما بوسعها "للتوصل إلى مخرج سلمي من الأزمة الراهنة يحفظ دماء جميع المصريين".

من جهته قال بيان أصدره الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، إن لقاء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي مع آشتون، والذي حضره رئيس أركان الجيش الفريق صدقي صبحي، تناول تبادل وجهات النظر حول المستجدات في المشهد السياسي وعملية التحول الديمقراطي، ودور الاتحاد الأوربي خلال المرحلة الحالية والرؤية المستقبلية لدعم الاستقرار في المنطقة.

كما التقت آشتون، بناء على طلبها، مع وفد يمثل التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب. وضم الوفد رئيس الوزراء السابق هشام قنديل، والقيادي بجماعة الإخوان محمد علي بشر وآخرين.

وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد قبل الاجتماع مع آشتون "المسألة بسيطة للغاية، لن نغادر مكاننا، سنزيد الاحتجاج والاعتصامات، وينبغي أن يرشد شخص ما هذه القيادة إلى طريق العقل".

إدانات
من ناحية أخرى، أدان البيت الأبيض اليوم الاثنين القمع الذي تعرض له متظاهرون مؤيدون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي يوم السبت.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أيرنست إن "الولايات المتحدة تدين بقوة إراقة الدماء وأعمال العنف" التي جرت خصوصا في القاهرة والإسكندرية، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية "ملزمة أخلاقيا وقانونيا" باحترام حقوق المتظاهرين.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن كل قتيل يسقط في المظاهرات في مصر يجعل من الصعب إخراج البلاد من الأزمة.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة مورانا سونغ إن بان جدد في اتصاله الهاتفي مع محمد البرادعي نائب الرئيس المصري المؤقت دعوته الجيش المصري للإفراج عن مرسي أو إجراء تحقيق ومحاكمة شفافة له.

وأضافت المتحدثة أن بان كي مون دعا السلطات المؤقتة إلى تحمل المسؤولية الكاملة "للتعامل السلمي مع المظاهرات وضمان حماية جميع المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية".

وفي الشأن ذاته، أجرى بان كي مون اتصالات مع وزيري خارجية تركيا وقطر والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للإعراب عن "قلقه البالغ" بشأن تصاعد الاضطرابات في مصر.

مواقف دولية
وكان العربى قد التقى اليوم الاثنين في قصر الاتحادية بالقاهرة بالرئيس المؤقت عدلي منصور ونائب الرئيس للعلاقات الدولية محمد البرادعي.

وأكد مصدر في الجامعة العربية أن اللقاء هدف لتقديم التهنئة للحكومة المؤقتة وبحث آخر التطورات المتسارعة للأوضاع في مصر منذ 30 يونيو/حزيران الماضي.

وعلى صعيد متصل دعت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، كافة القوى السياسية في مصر إلى التخلي عن الأساليب التصعيدية.

وقالت ماريا زاخاروفا نائبة الناطق الرسمي باسم الوزارة "نعوّل على أن السلطات المصرية ستنطلق في إجراءاتها من أولوية ضمان احترام حقوق وحريات المواطنين والحفاظ على الأمن العام والنظام والقانون".

وفي السياق الدولي أيضا، تصاعد قلق الأوساط السياسية في ألمانيا إزاء تطورات الأوضاع في مصر، وقال رئيس الكتلة البرلمانية عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، دانيل كوهن "ما كنت أتصور أن الجيش المصري بهذا الحمق ليهاجم متظاهرين ويستثير نزاعا جديدا. حجم التصعيد مفزع".

وطالب كوهن بتصرف مشترك للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء تطورات الأوضاع في مصر، وقال "يتعين علينا سويا التأثير على الجيش حتى يتوقف عن ملاحقة أنصار مرسي".

ومن جانبه أعرب خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني المعارض رولف موتسنيش عن صدمته إزاء اندلاع العنف مجددا في المنطقة عقب عامين من الربيع العربي. وحذر موتسنيش من عواقب ما يحدث في مصر على المنطقة بأكملها إذا لم تتم تسوية الأزمة.

عباس بالقاهرة
وتأتي كل هذه التطورات في الوقت الذي وصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد ظهر الاثنين إلى القاهرة في زيارة قصيرة يجري خلالها مباحثات مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور "تتعلق خصوصا بالمصالحة الفلسطينية".

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "إننا لا نتدخل في الشأن المصري الداخلي وإنما يلتقي الرئيس عباس القيادات المصرية للحديث عن ثلاثة ملفات هي: عملية السلام، وأحوال شعبنا في قطاع غزة، وحركة المعابر".

زر الذهاب إلى الأعلى