حلقت طائرات عسكرية مصرية مساء الخميس على مستويات منخفضة فوق ميدان رابعة العدوية في مدينة نصر بالقاهرة، وذلك بعد يوم من إعلان وزارة الداخلية بدءها إجراءات فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي والمتمركزة بميدان رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة وميدان نهضة مصر، وهي الدعوة التي رفضها لاحقا التحالف الوطني لدعم الشرعية.
وقال موفد الجزيرة في ميدان رابعة العدوية أحمد الشلفي إن طائرات عسكرية حلقت مساء اليوم على مستويات منخفضة فوق المعتصمين بميدان رابعة العدوية، وأشار إلى أنها حلقت فوق كل مداخل الميدان ومخارجه.
وأشار المراسل إلى أن المعتصمين قابلوا الطائرات بالهتافات ضد السلطة القائمة بالبلاد، منددين بالانقلاب مؤكدين تمسكهم بالشرعية المتمثلة بعودة الرئيس مرسي.
فيما عززت لجان الأمن بالميدان إجراءات الحماية تحسبا لتدخل لفض الاعتصام تنفيذا لتعليمات السلطة القائمة.
واشار موفد الجزيرة نت أسامة متولي إلى إن المعتصمين في ميدان رابعة بشرق القاهرة يضعون الرمال والحواجز الحديدية خشية اقتحام الميدان بعد صدور تفويض مجلس الوزراء لوزير الداخلية محمد إبراهيم فض الاعتصامين الرئيسيين لأنصار مرسي. كما تعزز لجان التأمين إجراءات التحقق من الهوية وتفتيش الحقائب التي يحملها الداخلون إلى الميدان.
ونقل مراسل الجزيرة وليد العطار عن بيان للتحالف الوطني لدعم الشرعية أنه تم إخلاء بعض الأماكن في رابعة العدوية من أفراد التأمين خشية أن تشكل ذريعة لمذابح محتملة.
وبدوره دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية المنظمات الحقوقية المصرية والأجنبية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام للحضور إلى ميادين الاعتصام للتأكد من خلوها من أي أسلحة.
وردا على سؤال عما إذا كان اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية سينتهي بعد تلويح الحكومة بفضه، قال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين جهاد الحداد إنه "لن يتغير شيء".
وقال حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية السابق للجزيرة نت إنه يتوقع أي شيء من "الانقلابيين"، مضيفا أن الحكومة كلفت وزير الداخلية "بالقتل" حين فوضته لفض اعتصامي رابعة والنهضة.
من جانبه قال حزب النور إن بيان وزارة الداخلية بمثابة دعوة للعنف، وأضاف أن العاملين بالوزارة خدم للشعب وليسوا حربا عليه، وناشدهم عدم تنفيذ ما وصفها بالأجندات الخاصة.
بدورها أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني تأييدها لقرار وزارة الداخلية بفض الاعتصامات، من أجل عودة الحياة لطبيعتها في مصر.
في المقابل عبرت جبهة الضمير المؤيدة لمرسي عن رفضها لقرار الداخلية، الذي أكدت أنه يهدد الأمن القومي المصري.
الداخلية قالت إنها بدأت إجراءات فض الاعتصامات (الجزيرة)
بدء الإخلاء
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد دعت الخميس أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى إخلاء مواقع اعتصامهم في القاهرة ووعدتهم "بخروج آمن" منها.
ودعت الوزارة في بيان "المتواجدين بميداني رابعة العدوية والنهضة للاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام وسرعة الانصراف منهما وإخلائهما حرصا على سلامة" الجميع.
كما أكدت بعد يوم على تكليف مجلس الوزراء إياها إنهاء الاعتصامات "التعهد الكامل بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازا لاستقرار الوطن وسلامته".
لكن المتحدث باسم الوزارة هاني عبد اللطيف قال لوكالة رويترز إنه لم يتحدد موعد لإخلاء مواقع الاعتصام.
وكانت الوزارة أفادت في بيان سابق بأن قادة الجيش يبحثون كيفية التعامل مع مخيمي الاعتصام وسط دعوات دولية متصاعدة لضبط النفس.
وتعرض مؤيدو مرسي لإطلاق نار أمام دار الحرس الجمهوري بالقاهرة في الثامن من يوليو/تموز الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من مائة منهم، ثم قتل نحو مائة وخمسين آخرين منهم بالرصاص أيضا فجر السبت الماضي في محيط الميدان.
تحالف دعم الشرعية دعا لمليونية جديدة الجمعة رفضا "للانقلاب العسكري" (الجزيرة)
مليونية جديدة
في هذه الأثناء دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر إلى مظاهرات حاشدة غدا الجمعة أطلق عليها "مصر ضد الانقلاب".
وحدد الائتلاف في بيان 33 مسجدا في القاهرة الكبرى ستنطلق منها المظاهرات عقب صلاة الجمعة. وقال إنه يدعو من وصفهم بأحرار العالم إلى التظاهر غدا تجاوبا مع الشعب المصري.
وكان الائتلاف قد دعا إلى أكثر من مليونية منذ عزل الجيش الرئيس محمد مرسي في الثالث من الشهر الماضي.
وتظاهر الليلة الماضية عشرات الآلاف من مؤيدي مرسي في القاهرة وعدد من المحافظات بينها أسيوط والقليوبية ودمياط والمنيا والفيوم والإسكندرية وبني سويف.
وفي منطقة الهرم بالجيزة، تعرضت الليلة الماضية مسيرة مؤيدة لمرسي لهجوم من بلطجية مما تسبب في إصابة 15 متظاهرا.