يوطد الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي علاقاته مع واشنطن. وهو إذ يفعل، يجازف باستعداء شعبه الساخط على الهجمات الأميركية بطائرات بدون طيار.
وجاءت زيارة هادي إلى البيت الابيض في أول أغسطس الجاري، في وقت اشتدت الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة باستخدام طائرات بدون طيار على من تشتبه أنهم من أعضاء في التنظيم.
وقالت ماجدة المقطري، وهي مدرسة في صنعاء، ذكرت أنها أعطت صوتها لهادي في الانتخابات الأخيرة، لكنها ستؤيد معارضاً له في الانتخابات المقبلة: «هادي لم يفعل شيئاً لليمن».
وتولى هادي السلطة بعد أن أجبرت احتجاجات مطولة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كان بدوره حليفاً للولايات المتحدة، على التنحي في أواخر 2011 بعد أن حكم 33 عاماً. وكان هادي، وهو من الجنوب وله خلفية عسكرية، نائب صالح طوال زهاء 20 عاماً. وهو يحتفظ حتى الآن بتأييد أصدقاء صالح وخصومه على السواء، ولم يلق معارضة جدية تذكر حتى من حزب الإصلاح الإسلامي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين.
تأثير عكسي
لكن كثيراً من اليمنيين المعارضين لصالح يشعرون بالقلق لهجمات الطائرات بدون طيار، واستمرار اعتماد بلدهم على واشنطن. وقال أستاذ القانون في جامعة عدن يحي بن سهل إن «تلك الضربات تظهر هادي كمنفذ لجدول أعمال سلفه، وتؤثر بالتأكيد في شعبيته». وأضاف أن «الضربات الجوية تحول مشاعر الشارع اليمني لصالح القاعدة».
ومن المقرر أن يكمل مؤتمر المصالحة الوطنية، بقيادة هادي، أعماله الشهر المقبل. ومن أهداف المؤتمر، معالجة قضية الانفصاليين في الجنوب والمتمردين في الشمال، وهما جماعتان حاربهما صالح وفشل في سحقهما.
شريك واختلاف
وفي ظل هذا الاضطراب، تجد واشنطن أن هادي شريك يمكن التعامل معه بسهولة أكبر من صالح، الذي وصف في برقيات دبلوماسية أميركية نشرها موقع «ويكيليكس»، بأنه «يعمل لصالح نفسه، وغير جدير بالثقة».
وقال الرئيس السابق لمكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية دانييل بنجامين، إن هادي «مختلف في كل شيء عن سلفه، من حيث عزيمته وإدراكه للتهديد، وتصميمه على تدمير القاعدة».
ويتعين على الرئيس اليمني أيضاً أن يحافظ على علاقات ودية مع السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والداعم الأساسي لصنعاء، والتي لعبت دوراً حيوياً في الجهود الدبلوماسية التي أدت في نهاية المطاف إلى خروج سلس لصالح من السلطة.