arpo28

محللون يشككون بمبادرة روسيا ويستغربون سرعة موافقة الأسد

استغرب محللون سياسيون ومعارضون سوريون سرعة استجابة النظام السوري للمبادرة الروسية، التي تدعو إلى تسليم الأسلحة الكيماوية ووضعها تحت الرقابة الدولية.

وشكك محللون في أن تكون هذه المبادرة مبنية على توجه حقيقي للحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل واعتبروها مناورة دبرت بالاتفاق بين النظامين الروسي والسوري لتفادي الضربة الأميركية.

وقال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر من باريس: تفاجأنا من السرعة التي رد بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيسه على الموضوع".

وأضاف المقداد: جاء الرد على المبادرة خلال ساعة، وهو أمر مستغرب على نظام ممانع ومقاوم قال إنه سيدمر تل أبيب وسيقصف البيت الأبيض".

وأعلن المقداد رفض هيئة أركان الجيش السوري الحر لكل ما ورد في كلام المعلم اليوم، معتبر إياه محاولة للالتفاف على المجتمع الدولي وكسب المزيد من الوقت.

وأضاف: طالبنا كل دول الاتحاد الأوروبي وأميركا بعدم الوثوق بهذا الكلام، بشار يحاول كسب المزيد من الوقت، والروس يحاولون إيجاد مخرج لهذا "المجرم" الذي ذبح شعبه بالأسلحة الكيماوية.

اعتراف روسي بمسؤولية الأسد
ومن جهته، اعتبر المعارض السوري ميشيل كيلو، في حديث له مع قناة "العربية"، أن المقترح الروسي بتجنب الضربة الأميركية لنظام الأسد في حال سلم ما لديه من مخزون الكيماوي، إنما تدل على "اعتراف واضح" من موسكو بأن الأسد هو من استخدم الكيماوي في غوطتي دمشق.
وشدد كيلو على أن الخطر لا يكمن في السلاح الكيماوي أو غيره، إنما يكمن في من اتخذ القرار باستخدامه، معتبراً أن على المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع الأسد الذي تكمن فيه المشكلة على حد وصفه.

مكسب سياسي للنظام السوري
ومن جانبه، قال سمير نشار، رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق وعضو الائتلاف الوطني السوري من اسطنبول، إن النظام السوري سوف يستفيد من المبادرة الروسية ويعتبرها غنيمة لكسب مزيد من الوقت للمناورة والتحرك السياسي على مختلف الأصعدة لمنع انهياره.
وأشار إلى أن نظام الأسد سيحقق مكسبا سياسيا من هذه المبادرة إن تمت، لاسيما أن الأسد كان قد صرح قبل يومين بأن أي ضربة عسكرية ستؤدي إلى تفكيك الجيش السوري وربما إلى تداعيات خطيرة في المنطقة.

وأكد المحلل السياسي ميشال أبونجم أن السيناريوهات المحتملة كثيرة، لافتاً النظر إلى أن هذا التطور يأتي قبل أقل من 24 ساعة من اجتماع الكونغرس الأميركي، والذي سيقرر خلاله ما إذا كان سيعطي الضوء الأخضر للإدارة الأميركية للقيام بالضربة العسكرية ضد سوريا .

وأضاف أبونجم: تأتي هذه المبادرات بعد أن تبين أن هناك فعلا رغبة جدية في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا وأن أميركا وفرنسا اللتين كانتا معزولتين تماما أصبحتا في وضع أفضل بكثير، فهناك دعم من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

700 إلى 1000 طن كيماوي
أما المعارض السوري بسام جعارة، فأكد أن النظام السوري لن يسلم نحو 700 طن كيماوي أو كما تقول فرنسا نحو 1000 طن، كاشفا أن جزءا من هذا المخزون ذهب بالفعل إلى حزب الله منذ مارس/آذار الماضي.

وأشار جعارة إلى أن الرئيس الأميركي الآن يستطيع أن يتجاوز الكونغرس ويقنع الشعب الأميركي بأن النظام السوري مصر على استخدام الكيماوي وإلا فعليه أن يسلمه، مستشهدا بأن استخدام الكيماوي سيقتل المزيد من الأطفال.

وقال المحلل الكويتي صالح سعيدي لنشرة "الرابعة" على قناة "العربية"، إن "تصريحات وزير الخارجية الأميركي تعكس خشية ربما من عدم الحصول على موافقة الكونغرس على الضربة العسكرية، أو تعكس هذه التصريحات رغبة في كسب الأصوات الممتنعة عن التصويت".

وبالنسبة لسعيدي، فإن "عرض كيري بتفادي الضربة العسكرية مقابل الحصول على مخزون السلاح الكيماوي لدى الأسد، هو في الواقع محاولة لتبرير الضربة العسكرية من عدمها".

ويرى المحلل السياسي الكويتي أن "الأميركيين والغرب يحاولون توظيف الضربة العسكرية لحمل الأسد على قبول الحل السياسي، ولهذا فالغرب لا يريد إسقاط الأسد وإنما يريد نقل السلطة، على الطريقة اليمنية وليس على الطريقة الليبية".

ويعتقد سعيدي أن "الموقف الأميركي واضح وهو نفسه سابقا وحاليا ومستقبلا"، وأكد المتحدث أن "النظام السوري لا يقف خائفا وإنما عاجزا عن الرد على الحرب المتطورة تكنولوجيا، وحتى حلفاؤه ليس لديهم القدرة على الرد".

وبالنسبة للموقف الروسي، يرى سعيدي أنه "دور مطلوب الآن، حيث يعول عليه في الغرب في نزع السلاح الكيماوي من النظام السوري، والتأكد من عدم وصوله إلى الجماعات المسلحة".

وكانت سوريا رحبت على لسان وزير خارجيتها، وليد المعلم، باقتراح روسيا وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية.

وقبل ذلك بساعات، كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو حثت سوريا على وضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية والتخلص منها، إذا كان ذلك سيمنع الضربات العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى