[esi views ttl="1"]
arpo28

ماذا وراء توجه «القاعدة» للهجوم على منشآت «النفط والغاز» في اليمن؟ (تقرير)

عادت القاعدة بقوة إلى المشهد اليمني بعد غياب طفيف، بهجوم فجر الجمعة 20 سبتمبر على قوات الجيش والامن بساحل محافظة شبوة جنوبي اليمن.

وتضاربت الانباء عن عدد القتلى والجرحى اذ قالت اللجنة الامنية العليا في اجتماعها الاستثنائي عقب الحادث أن 21 قتلوا فيما أصيب 15 أخرون ، وبحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية "سبأ" فقد قالت اللجنة الامنية أن هناك مفقودين من عناصر القوات الخاصة (الامن المركزي سابقاً). بينما رفعت مواقع اخبارية يمنية العدد إلى ما يزيد عن 40 قتيلا.

يأتي هجوم القاعدة الاخير وسط ظروف فاصلة يمر بها اليمن تتعلق بمخرجات الحوار الوطني الدائر منذ مارس الماضي، وكذا بعد 3 اعتداءات متوالية على خطوط الكهرباء في اليومين الماضيين.

هجوم الجمعة الدامي 20 سبتمبر

فقد قامت عناصر يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة بثلاث هجمات متزامنة، اثنتان منها بسيارات مفخخة، نسبتها السلطات لتنظيم القاعدة.

وبحسب وكالات فإن الهجمات الثلاث التي حصلت عند الفجر في محافظة شبوة، اوقعت ايضا عددا كبيرا من الجرحى في صفوف القوات الحكومية وثمانية قتلى في صفوف المهاجمين.

وسقط العدد الاكبر من القتلى في هجمات الجمعة في محافظة شبوة في انفجار سيارة مفخخة في معسكر للجيش ادى لسقوط 38 قتيلا بين العسكريين المكلفين بالامن في الحقول النفطية بالمنطقة، على ما اوضحت المصادر.

وكشف بيان صادر عن اللجنة الأمنية العليا اليمنية عن 15 عنصراً من منفذي الاعتداء على قوات الأمن الخاصة بشبوة.

وقالت اللجنة انه كان على رأس تلك العناصر المنفذة لهذه العملية "ماجد صالح حردبة، عبد الله أحمد سالم، باسل مرواح، ناصر علي بن عطية العتيقي، سامي يونس، على علوي الأحمر، على شناع، محمد فارع الكبش، عرفات الشاعر، وجيه العمودي، حسين على باشيبه، هاني محمد عبد الوارث العريقي، أبو عبد الله الحضرمي، سعيد على عاطف، على عبد الرقيب كندش".

ويعتبر هذا الهجوم الاعنف منذ محاولات عناصرها القاعدة السيطرة على منطقة غيل باوزير بحضرموت يونيو الماضي، حيث دارت اشتباكات بين الجيش اليمني وعناصر التنظيم، واستطاعت قوات من الجيش والامن اليمني دحر عناصر القاعدة واعتقال آخرين.

فيما حصيلة القتلى تعتبر الاكبر بعد هجوم انتحاري تبنته القاعدة في 21 مايو العام الماضي قبيل العرض العسكري في ذكرى الوحدة اليمنية، أودى بحياة 100 جندي من عناصر القوات الخاصة (الامن المركزي سابقاً).

إحباط مسبق لعمليات مماثلة

ويعتبر هجوم الجمعة الدامي هو الثاني من نوعه على منشأة بلحاف النفطية ومرفأ الدباح بعد أن قالت وزارة الدفاع في بيانها اليوم الجمعة 20 سبتمبر ان قوات الجيش والامن قامت بإحباط عملية تفجيرية بسيارة مفخخة كانت تستهدف منطقة عين بامعبد ومنشأة بلحاف الغازية وفي بيانها أوضحت الوزارة أن "السيارة تم تدميرها بما فيها من عناصر إرهابية".

يذكر أن قوات الامن قالت انها استطاعت مطلع الشهر الماضي (أغسطس 2013) إحباط مخطط لتنظيم القاعدة للسيطرة على منشآت للنفط والغاز وعلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن. وقتل في الهجوم الذي تبنته القاعدة 5 من رجال الأمن.

ومنشأة بلحاف الغازية من المنشآت الحيوية في اليمن ووصلت كلفتها إلى 4.5 مليار دولار وتم افتتحها في عام 2009. وتقوم بتشغيلها ادارة مشتركة من شركة يمنية لتسييل الغاز وشركة توتال الفرنسية.

ومرفأ الدباح هو منشأة تصدير النفط الرئيسية في شرق اليمن. ويأتي نحو 90 في المئة من ايرادات اليمن من العملة الصعبة من النفط والغاز ويمثل نحو 70 في المئة من الصادرات.

وكان مصدر رفيع المستوى في الحكومة اليمنية صرح عقب هجوم في 8 أغسطس أن المؤامرة تضمنت اقتحام عشرات من متشددي القاعدة المتخفين في زي قوات الجيش المنشآت المستهدفة ليلة 27 رمضان والسيطرة عليها.

وصرح راجح بادي -المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء اليمني- بأن المؤامرة كانت تهدف إلى السيطرة على مرفأ الدباح لتصدير النفط في حضرموت ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز وكذلك مدينة المكلا. وأضاف أن المؤامرة أحبطت بنشر قوات إضافية حول المنشآت المستهدفة ومنع أي شخص من الدخول.

وكانت الاجهزة الامنية قد ضبطت سيارتين مفخختين الاثنين الماضي (16 سبتمبر2013) لدى محاولة عناصر يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة العبور بهما من حاجزين عسكريين في مداخل مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء. وذكرت الداخلية اليمنية انه " تم ضبط السيارتين في منطقتي دار النجد والجيف بعد الاشتباه بهما من قبل افراد اللواء 139 ميكانيك" مبينة ان السيارتين ذات دفع رباعي و"كانتا محملتين بالمتفجرات الموضوعة في براميل واسطوانات غاز معدة للتفجير عن بعد عبر شرائح الهاتف الخلوي.

سبق ذلك عملية تفجير (في 27 أغسطس الماضي) لحافلة كانت تقل عددا من ضباط القوات الجوية أثناء توجههم لعملهم واستخدمت فيه عبوة ناسفة.

الجدير بالذكر أن هجمات اليوم تأتي بعد مقتل الزعيم العسكري في القاعدة قايد الذهب في 30 أغسطس في هجوم بطائرة عسكرية من دون طيار على محافظة البيضاء وسط اليمن على بعد 170 كلم جنوب شرق صنعاء. وتم تأكيد مقتله من جانب تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي توعد بمزيد من "الحقد" تجاه الولايات المتحدة وحلفائها.

القاعدة والهجوم على منشآت نفطية

وكانت القاعدة قد نفذت عددا من الهجمات ضد منشآت نفطية في العديد من الدول منها هجومها مطلع العام الحالي على موقع شركة نفطية قرب عين أميناس جنوب شرقي الجزائر.

وقتل مسلحون عاملين أجنبيين واختطفوا عددا آخر من موقع شركة "بريتش بتروليوم" التي أصدرت بيانا اكدت فيه أن الازمة مازالت قائمة وأن الموقع مازال محتلا من قبل مسلحين وأن الاتصالات به شبه منقطعة تماما. وأصيب عدد من العمال في هجوم تعرضت له حافلتهم من قبل مسلحين. وجاء الهجوم بعد أن توعد مسلحون بالانتقام ردا على العملية العسكرية التي تقوم بها فرنسا ضد المسلحين المتشددين في مالي.

تفسيرات متباينة

في الخارطة المرفقة يظهر بوضوح ان خارطة تواجد القاعدة في اليمن هي ذاتها خارطة آبار النفط والغاز وخطوط تصديرهما، وهي ذاتها خارطة مواقع أكثر من 90 في المئة من ضربات طائرات الدرونز الأمريكية في اليمن.

محللون يرون أن الاستراتيجية الجديدة للقاعدة باستهداف منشآت النفط والغاز في أكثر من مكان يأتي ضمن محاولات التنظيم تعطيل مصالح أمريكا ومن يسميهم عملاء واشنطن في المنطقة، فيما يرى آخرون أن هناك توجيها غربيا "عن بعد" لمثل هذه العمليات بحيث تكون ذريعة للتدخل الاجنبي بحجة الحماية المباشرة للمصالح الحيوية ومنابع الطاقة بعد ان تكون هذه العمليات قدمت دليلا على فشل الحكومات المحلية على منع حدوث الاعتداءات القاعدية. وهو ما تطرقت اليه دراسة حديثة صادرة عن مركز نشوان الحميري للدراسات والاعلام بصنعاء مستشهدة بآراء جملة من الخبراء والسياسيين.

زر الذهاب إلى الأعلى