arpo48

مطالبات باستقلالية الهيئات الرقابية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية ‏

دشن المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع برنامجه التوعوي والتدريبي ‏‏بورشة عمل أقامها صباح أمس الثلاثاء حول اصلاح التشريعات الرقابية واجراءات ‏حماية ‏المبلغين عن الفساد.‏

وفي حفل التدشين الذي اقيم بنادي ضباط الشرطة القى رئيس جامعة صنعاء الأستاذ ‏الدكتور ‏عبدالحكيم الشرجبي كلمة شكر فيها المركز الذي اخذ على عاتقه اصعب ‏وأعتى القضايا في ‏اي مجتمع، فضلا عن المجتمع اليمن الذي يعاني من توغل الفساد ‏بشكل مخيف.‏

وعد رئيس جامعة صنعاء ثلاث اتجاهات للعمل على مكافحة الفساد، أولها تقع على ‏عاتق ‏مجلس النواب في تعديل النصوص القانونية التي تشرعن للفساد من خلال منع ‏مسائلة ‏المناصب العليا، والاتجاه الثاني بأن تقوم الجهات الرقابية بتقديم نماذج ‏للفاسدين بدلا عن ‏التقارير الانشائية، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني التي ‏دعاها الشرجبي إلى الخروج ‏من القاعات المغلقة الي ميدان العمل .‏

وعن الدور الأكاديمي أوضح الدكتور الشرجبي انه يتمثل في دعم البحوث العلمية التي ‏من ‏شأنها فضح اساليب الفساد ونقد الافكار والطرق التقليدية في مناهضة الكسب غير ‏المشروع، ‏وأضاف (أن الأمل لا يزال معقودا على جهود الشباب في هذا الميدان).‏

من جانبه أعتبر عضو مجلس النواب الاستاذ زيد الشامي رئيس الكتلة البرلمانية ‏لحزب ‏الاصلاح أن المشكلة في مكافحة الفساد تعود إلى الثقافة التي رسخت في ‏المجتمع والتي تعد ‏الفساد نوعا من الذكاء والشطارة، مؤكدا على أن اي جهد لمكافحة ‏الفساد يبدا من غرس ثقافة ‏مجتمعية تعتبر الفساد أمرا معيبا ونقيصة.‏

وأعتبر الشامي ان مكافحة الفساد ترتبط في المقام الأول بتوفرإرادة سياسية غائبة منذ ‏‏50 ‏عاما، مشيرا إلى ان دور البرلمان اقتصر على رفع التوصيات للحكومة وهي ‏مخيرة بين الأخذ ‏بها أو اعادتها اليه.‏

المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع كان له كلمة من خلال رئيسه ‏الأستاذ / ‏محمود شرف الدين الذي تحدث فيها عن مخاطر استشراء الفساد الذي بات ‏يهدد استقرار ‏البشرية في الدول المتقدمة، أما في اليمن فأن الوضع يعد كارثياً.‏

وأضاف: أن كل الاجراءات التي قامت بها الدولة خلال السنوات الأخيرة لم يلمس ‏نتائجها ‏لعدة الأسباب منها الخلل البنيوي في الرقابة الداخلية بتبعيتها إلى المسئول الأول ‏في الجهة.‏

واعتبر رئيس المركز أن مناهضة الفساد ليس فرض كفاية منوط بجهة أو بأفراد بل ‏فرض ‏واجب على كل فرد في هذا المجتمع، داعيا الجهات الرسمية الرقابية إلى ‏الشراكة مع منظمات ‏المجتمع المدني

بعد ذلك بدأت اعمال الورشة التي شارك فيها 40ممثلا عن جهات رسمية ومدنية حيث ‏‏قدمت فيها ورقتان الاولى حول استقلالية الهيئات الرقابية ومخرجات الحوار والمقدمة ‏من ‏الدكتور عبد الكريم هائل سلام أكد فيها على ضرورة تضمين استقلالية هذه الهيئات ‏عن ‏السلطات التشريعية أو التنفيذية بنصوص دستورية كضمان لعملها واستقلاليتها عن ‏اي تأثير ‏والاخرى من قبل المحامي محمد ناجي علاو عن حماية المبلغين عن الفساد في ‏القانون اليمني، ‏عدد فيها النصوص الواردة في القوانين اليمنية في هذا المجال والتي ‏اعتبرها قاصرة جداً في ‏حماية المبلغين والشهود.‏

واعتبر علاو أن الحق الشخصي في التبليغ عن جرائم الفساد يبقى منقوصا أذا لم ‏تصاحبه ‏ضمانات من قبل السلطات للمبلغين والشهود.‏

وقد أثريت الندوة بالعديد من المداخلات الهامة، حيث سرد عضو مجلس النواب ‏الأستاذ / ‏عبدالله المقطري عناصر الأساسية في أي عمل لمكافحة الفساد تمثلت بحسب ‏رايه في الوازع ‏الداخلي أو الضمير، وتوفر الإرادة السياسية وايضا الدور الفعال ‏لمنظمات المجتمع المدني ‏والإعلام.‏

من جانبه أشار نبيل عبدالحفيظ الأمين العام للمنتدى الاجتماعي الديمقراطي إلى مسألة ‏‏التضارب الكبير في عمل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وبين الهيئة العليا ‏لمكافحة ‏الفساد، واشار عبدالحفيظ إلى حق الحصول على المعلومة باعتباره الخط ‏الأول في مكافحة ‏الفساد معرجا في مداخلته إلى الاجراءات الخاطئة التي أصابت قانون ‏حق الحصول على ‏المعلومة في مقتل.‏

وخرجتالورشة التي ادارها الاستاذ محمد علي ودف وتميزت بحضور واسع بالتأكيد ‏على ‏استقلالية الهيئات الرقابية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، والالتزام بالشفافية ‏من قبل ‏هيئات السلطة التنفيذية والشراكة مع منظمات المجتمع المدني في مكافحة ‏الفساد.‏

كما دعا المشاركون إلى ضرورة سن قانون لحماية المبلغين عن الفساد، والتأكيد على ‏دور ‏وسائل الإعلام في حماية المال العام وكشف جرائم الفساد.‏

حضر الحفل الدكتور عبدالله فارع العزعزي نقيب هيئة التدريس بجامعتي صنعاء ‏وعمران ‏وعدد من اعضاء مجلس النواب واعضاء في مؤتمر الحوار الوطني ونخبة ‏من الاكاديميين ‏وممثلين عن الجهات الرقابية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.‏

زر الذهاب إلى الأعلى