عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعا لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر وأقر بدء الجلسات الختامية لأعمال مؤتمر الحوار الوطني بعد غد الثلاثاء. حيث دعا أعضاء الحوار إلى تجنب المكايدات والمغامرات، فيما فشل اللقاء الذي عقده فريق القضية الجنوبية حول الفدرالية في غياب أي توافق وسط أنباء عن تأييد هادي لدولة اتحادية من أربعة أو خمسة أقاليم غير متداخلة وبرلمانين وحكومتين.
وعقد هادي أمس اجتماعا لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل بحضور مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، والأمين العام للمؤتمر الدكتور أحمد عوض بن مبارك وذلك لمناقشه اللمسات الأخيرة لبدء الجلسات الختامية لأعمال مؤتمر الحوار الوطني يوم الثلاثاء القادم.
وجرى مناقشه بند الحكم الرشيد والعدالة الانتقالية وأكد الأخ الرئيس أن الأمور سارت على ما يرام وحسب البرنامج المحدد بالرغم من بعض السلبيات إلا أن الأمور مضت إلى الأمام بقوه أكبر.
حسابات دقيقة
وشدد الرئيس اليمني على أنه «لا بد من أن يتحمل الجميع من القوى المشاركة في المؤتمر المسؤولية الوطنية والتاريخية.. منوها بأن جماهير الشعب تنتظر بفارغ الصبر مخرجات الحوار خصوصا وقد تحملت ما حصل من معاناة وانقطاعات للكهرباء وتفجير أنابيب النفط ومعاناة مجتمعية متعددة ومتنوعة». وأضاف :«لا بد من عمل حسابات دقيقه لكل شيء والعمل بكل قوة من أجل مصالح الشعب الحياتية اقتصاديا ومعيشيا وأمنيا وتجنب المكايدات أو المغامرات».
وقال إن «الحوار مرتكز على التسوية السياسية والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ولقضايا وطنيه شائكة». مشدداً على أن «هذه التجربة اليمنية فريدة وناجحة وقد وصلنا إلى مشارف الانطلاق نحو المستقبل والمرحلة الحاسمة وعلينا التنازل لبعضنا البعض والنجاح هو للشعب وليس لاي شخص كما يجب أن يكون معروفا أن المهمة صعبة ومعقدة وهي حصيلة تراكمات ماضية رهيبة».
تصاعد الخلافات
إلى ذلك، تصاعدت الخلافات بين دعاة إقامة دولة فيدرالية في اليمن من أقليمين ومعارضيها ما تسبب في تعليق أعمال فريق القضية الجنوبية إلى غد الاثنين في مسعى للتواصل إلى حلول وسطية بين مطالب المتحاورين..
وقالت مصادر مؤتمر الحوار إن «اللقاء الذي عقده فريق القضية الجنوبية لم يؤد إلى توافق في الرؤى بين مطالب الجنوبيين بإقامة دولة أحادية بين أقليمين والرؤى الاخرى التي تقترح أن يكون عدد أقاليم الدولة خمسة أو ستة أقاليم، ولهذا رفعت جلسات الفريق إلى يوم الغد»..
وتوقعت المصادر تدخل الرئيس عبدربه منصور هادي لحسم قضية شكل الدولة وعدد الأقاليم. بعد أن رفض ممثلو حزب المؤتمر والناصري والاصلاح والشباب ومنظمات المجتمع المدني رؤية تنص في صيغتها الأولى على إقامة دولة اتحادية من إقليمين وتقاسم في المناصب العليا والبرلمان بين الشمال والجنوب..
وفي الاجتماع أبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر بضرورة تجاوز الصعاب التي يواجهونها، مؤكدا أنه أحاط المجلس في تقريره، وكذا في لقاءاته التي أجراها على هامش هذه الزيارة، بالنتائج التي حققها مؤتمر الحوار، مؤكدا أن هنالك اهتماما دوليا مستمرا باليمن وأن على اليمنيين أن يفخروا بنموذجهم الفريد بين بلدان الربيع العربي.
وأشاد بنعمر بما تم التوافق عليه إلى الآن في الفريق المصغر معبرا عن قناعته بإمكانية التوصل إلى حل توافقي بشأن القضايا الخلافية إذا تعامل الجميع بمنطق التوافق والتنازلات المتبادلة.
تدخل هادي
و ذكرت المصادر أن تدخل الرئيس هادي جاء بعد أن فشلت محاولات المبعوث الاممي حلحلة المواقف الخاصة بالأطراف المشاركة في الحوار حول قضية شكل الدولة وعدد الأقاليم وأن اجتماع لجنة (8 8) انتهى بالفشل في الوصول إلى حلّ بشأن قضية الدولة.
وقال ممثلو حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤهم إنهم جددوا التأكيد في الاجتماع أنهم لن يقبلوا بدولة من إقليمين، لأن القبول بذلك تفريط في الوحدة وقبول بالانفصال.
وقالت مصادر مقربة من اللواء علي محسن الاحمر المستشار العسكري للرئيس هادي إن «الرئيس تراجع عن موقفه المؤيد لرؤية حزب المؤتمر والتي رفض فيها التفاوض على أساس شمال وجنوب وأن تكون الدولة الفيدرالية بما لا يقل عن 5 أقاليم بشرط أن تكون متداخلة وبحكومة مركزية واحدة وأن التصرف بالموارد السيادية والثروات الطبيعية من مهام الحكومة المركزية». وأضافت إن« هادي أصبح يؤيد دولة اتحادية من أربعة أو أبدى تأييده لأربعة أو خمسة أقاليم غير متداخلة وبرلمانين وحكومتين وهو ما دفع حزب المؤتمر إلى رفض هذه الفكرة واعتبرها ممهدة للانفصال».