قتل 1200 شخص على الأقل جراء اجتياح الإعصار هايان الاستوائي -الذي يعتبر أحد الأعاصير الأكثر عنفا على الإطلاق- مناطق واسعة من الفلبين متسببا في دمار كبير قبل أن يكمل طريقه متجها نحو فيتنام مرورا ببحر الصين الجنوبي، وفق ما أفاد الصليب الأحمر الفلبيني اليوم السبت.
وأشارت تقديرات الصليب الأحمر إلى مقتل أكثر من ألف شخص في مدينة تاكلوبان الساحلية (كبرى مدن جزيرة لييتي) إضافة لأكثر من مائتين آخرين في إقليم سامار، وهما ضمن المناطق الأكثر تضررا من الإعصار الذي ضرب البلاد أمس الجمعة.
وقال رئيس الصليب الأحمر الفلبيني رتشارد غوردون في تصريح للجزيرة إن الوضع في البلاد صعب للغاية إذ يتعذر الوصول إلى المناطق المنكوبة، مشيرا إلى أن عدد القتلى كبير وأن هناك احتياجات لكل أنواع الإغاثة.
وقالت الأمينة العامة للصليب الأحمر الفلبيني غويندولين بانغ إن الإحصاءات الأولية بشأن عدد القتلى وردت في تقارير من فرق الصليب الأحمر في تاكلوبان وسامار، وتوقعت ظهور أرقام أكثر تحديدا بعد "عملية إحصاء أكثر دقة للجثث على أرض الواقع في هذه المناطق".
وأشارت السلطات الفلبينية إلى أن الاعصار المذكور دمّر مدينة تاكلوبان، وشرد مئات الآلاف بسبب ارتفاع منسوب المياه واشتداد قوة الرياح التي تجاوزت سرعتها 350 كيلومترا في الساعة.
وقالت الحكومة الفلبينية إن أكثر من أربعة ملايين نسمة يعيشون في المناطق التي عبرها الإعصار بشرق ووسط البلاد.
وأدى الإعصار إلى اقتلاع أعمدة الكهرباء والأشجار وانقلاب سيارات. وبدا السكان في حالة صدمة بين الأنقاض ويتبعون صحفيين تمكنوا من الوصول إلى المكان ليطلبوا منهم الماء. وقالت وكالات أنباء إن الفلبين لم تستأنف حتى الآن الاتصالات مع المسؤولين في مدينة تاكلوبان.
فيتنام تستعد
وواصل الإعصار هايان اليوم مساره فوق بحر الصين الجنوبي متوجها إلى فيتنام حيث ذكرت وسائل إعلام رسمية في هانوني أن السلطات بدأت بإجلاء حوالي مائة ألف شخص يعيشون في مناطق تقع على مسار الإعصار الذي يتوقع أن يضرب البلاد الأحد.
وكان الخبير الأميركي في الأرصاد الجوية جيف ماسترز الذي يعمل في مجموعة "ويذر أندرغراوند" الخاصة، صرح هذا الأسبوع بأن هايان "هو أقوى إعصار يضرب الأرض في التاريخ"، وصنف في الدرجة الخامسة وهو الأعنف منذ الإعصار كاميل الذي ضرب ولاية ميسيسيبي الأميركية عام 1969.
وتشهد الفلبين سنويا نحو عشرين عاصفة أو إعصارا كبيرا بين شهري يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول. وقد شهد العام 2011 مقتل 1200 شخص نتيجة الإعصار واشي الذي شرد 300 ألف شخص ودمر أكثر من عشرة آلاف منزل.