arpo28

الجنة الموعودة: تشابه التأسيس الفيدرالي في (العراق السودان الصومال اليمن ليبيا)، حتى جمال بنعمر تكرر

يتحدث السياسيون اليمنيون عن موضوع الفيدرالية وتقسيم إقليم اليمن إلى أقاليم ، مشيرين إلى ‏التجارب كالولايات المتحدة والإمارات ، في ذات الوقت الذي يتجاهلون فيه التجارب الفيدرالية ‏التي جاءت بطريقة مشابهة لليمن وهي تجارب: السودان، والصومال، والعراق. ‏

وتواصلاً لنشر نشوان نيوز حلقات عن موضوع اللحظة الراهن في اليمن من أول دراسة ‏متخصصة بموضوع الفدرالية في اليمن والتجارب العربية يؤكد كتاب الفدرالية في اليمن الذي ‏صدر سبتمبر الماضي ، أن هناك تشابها في التأسيس الفدرالي بين السودان والصومال ‏والعراق وحالياً اليمن . ‏

ويوضح الكتاب الذي يعد أول دراسة تنظر للفدرالية في العالم العربي في سياق واحد لمؤلفه ‏الكاتب الصحفي رياض الأحمدي، أن التجارب الفدرالية نوعان: الأول وهو الذي يوحد كيانات ‏متفرقة وهو الأصل، والثاني هو النادر الذي يقسم دولة موحدة. ومثال الأول هو الإمارات ‏العربية المتحدة ومعظم الدول الفدرالية، أما مثال الفدرالية التي تقسم الدولة الموحدة فهو نموذج ‏السودان والعراق والصومال وبلجيكا. ‏

ويخلص الكتاب إلى تعريفين للفدرالية: ‏
الأول، في حالة التوحد بين عدد من الدول: وهنا تعرف الفدرالية بأنها ‏نظام يوحد مجموعة من الدول تتمتع بخصائص مشتركة تتحد لتكوين دولة ‏مركزية قوية تمثلها على الساحة الدولية وتتولى قضايا الدفاع والأمن ‏القومي وما يحدده الدستور وتسمى الدولة الاتحادية. وتحتفظ كل دولة عضو ‏بهويتها واستقلالها الذاتي. ومن أمثلة هذه الحالة، الولايات المتحدة ‏الأمريكية.‏ ومعظم الدول الفدرالية.

الفدرالية في حالة الدولة الواحدة وتعني: تقسيم الإقليم إلى أقاليم، ‏والشعب إلى شعوب، والسلطة إلى سلطات. أي تقسيم الدولة البسيطة ‏إلى دول ومن ثم إقامة دولة اتحادية تمثل هذه الدول مجتمعة وتمارس بعض ‏السيادة عليها. ومن أمثلة هذه الحالة، الصومال، بلجيكا، السودان. ‏

أما العامل المشترك في فدرالية السودان والعراق والصومال واليمن هو أن جميعها جاءت في مراحل وصاية دولية أو احتلال، وأن جميعها خرجت من فنادق بأشراف أمريكا ‏والأمم المتحدة وأطراف غربية أخرى. ‏

فدرالية السودان ‏
جاءت فدرالية السودان في العام 1972 نتيجة اتفاق مع الحركة الشعبية في الجنوب، حيث ‏منح السودان على إثرها الحكم الذاتي للجنوب، وقد تجددت الحرب بعد سنوات، استفادت ‏خلالها الحركة من الحكم الذاتي.. واستمرت الحروب والتمردات المدعومة من جهات ‏إسرائيلية حتى هذا اليوم، رغم فدرالية اتفاقية نيفاشا 2005 والذي مهد لانفصال الجنوب ‏رسمياً. وكان الاتفاق بإشراف أمريكا والأمم المتحدة. ‏

فدرالية الصومال ‏
جاءت فدرالية الصومال في العام 2002 وذلك بعد مؤتمر عقد في أحد منتجعات نيروبي ‏بحضور 450 صومالياً برعاية من أثيوبيا وكينيا وذلك لإحباط مصالح صومالية لإعادة الدولة ‏الموحدة عقدت في جيبوتي في العام 2000. حيث أحبطت القوى الدولية محاولة الصوماليين ‏إعادة الدولة الموحدة وذلك بإقرار فدرالية بلا دولة جعلت انقسام وتشرذم الصومال وكأنه قدر لا ‏مفر منه. ‏

فدرالية العراق ‏
أقرت المعارضة العراقية اعتماد الفيدرالية في مؤتمرها الذي عقدته في لندن قبل أشهر من ‏الغزو الأمريكي للعراق، وكان الاجتماع رعاية أمريكية بريطانية كاملة وأشرف عليه بريمر. ‏ثم أقر المحتل العراق كدولة فيدرالية في القانون المؤقت، قبل أن يقوم المبعوث الأممي جمال ‏بن عمر بمفاوضات لإعداد دستور العراق المحتل الفدرالي والذي جرى الاستفتاء عليه في ‏‏2005. ‏

يقول بول بريمر، الحاكم الأمريكي للعراق بعد الاحتلال بأقل من عام‏: ‏‏"لقد قلنا دائماً إن ‏الفيدرالية هي الأنسب للعراق، ستكون فريدة من ‏نوعها استناداً إلى ظروف العراق الفريدة، ‏وإننا نؤمن بأن الفيدرالية ‏ستحقق التوازن بين السلطة المركزية والسلطات خارج المركز". ‏‏ويعلق الكتاب بالقول: بعد هذه السنوات يحق أن نسأل.. هل كانت فدرالية العراق التي جاء ‏بها ‏الاحتلال فريدة؟".‏

فدرالية الإمارات ‏
فدرالية الإمارات العربية المتحدة محكومة أولاً بكونها جاءت لتوحد بين كيانات متفرقة في ‏العام 1971 ، ولم تكن لتفرقة بلد موحد كما هو الحال في اليمن، بالإضافة إلى يورد الكتاب ‏تفصيلاً توضح كيف أن المقارنة لا تصلح. ‏

فدرالية اليمن ‏
جاءت فدرالية اليمن كمخرج لمؤتمر الحوار في اليمن والذي جاء بمقترح أمريكي وانعقد ‏بوصاية غربية مباشرة.. وصولاً إلى التوقيع المفتقد للشفافية. ‏

فدرالية ليبيا
"ما إن سقط نظام القذافي في ليبيا إلا ‏وأطل شبح التقسيم وارتفعت أصوات النزعات المناطقية والجهوية، على ‏صورة دعوات إلى الفدرالية تطالب بتقسيم ليبيا إلى ثلاثة أقسام: طرابلس ‏وبرقة وفزان، على غرار التقسيم الذي خلفه الاستعمار وسقط في العام 1963... والتفاصيل لا تختلف كثيراً عن اليمن، منطلقات ماضوية ونزعات ومطامع ‏لا ترقى إلى الوطن الكبير. وكأنما جاءت عقاباً على الثورة، أو أنها الوصفة ‏الغربية للتعامل في الأوضاع الانتقالية."

ويوضح الكتاب: هناك خطر وجودي يتهدد المجتمعات العربية شواهده لا تحتاج إلى ‏ترجمان، ‏يبدأ الوضع بغرس وتوسيع بؤر صراع سياسية وإحياء أقليات ومشاريع ‏تمزيقية، ثم ‏يأتي التدخل الخارجي حاملاً عقاراً قاتلاً في علبةٍ مزخرفةٍ بأجمل ‏الألوان والشعارات وفي ‏أجواء منتجعات فارهة تحاول طمس الفروق بين ‏الخطأ والصواب أو بين الدولة والتمرد أو ‏بين القانون واللاقانون.. فيلتقي ‏الكل في هذا الإناء فيتحول الجميع إلى «ثقب أسود» يبتلع ‏دولة الشعب ‏مادةً ووجدانا وهوية. ‏

وللاطلاع على الكتاب:

لتحميل الكتاب اضغط هنا
صفحة الكتاب على فيس بوك:
الفيدرالية في اليمن

زر الذهاب إلى الأعلى