قرر البرلمان الأوكراني عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وإجراء انتخابات جديدة في 25 مايو المقبل, وكان البرلمان قد أسند رئاسة الوزراء لرئيسه الجديد ألكسندر تورتشينوف المنتمي للمعارضة كما انتخب أرسين أفاكوف وزيرا للداخلية، وهو شخصية معارضة مقربة من المعارضة المسجونة يوليا تيموشينكو.
وجاءت هذه التطورات بعد أن أعلن الجيش الأوكراني ومن داخل البرلمان أنه لن يتورط في الصراع السياسي الدائر في البلاد. وقال مراسل الجزيرة ناصر البدري إن قادة الجيش الذين حضروا إلى البرلمان بلباسهم المدني طالبوا قوات الأمن بحماية الشعب.
وأضاف المراسل ان القوات الأمنية غادرت المقرات الحكومية حيث تولى عناصر من المعارضة حمايتها بما في ذلك استراحة الرئيس, وأشار إلى وجود حالة من الترقب والحذر في أوساط الأوكرانيين.
وانتخب تورتشينوف اليوم السبت رئيسا للبرلمان خلفا لفولوديمير ريباك المقرب من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وقال تورتشينوف بعدما انتخبه 288 نائبا من أصل 450 إن "السلطة في أوكرانيا تستأنف عملها لضمان استقرار الوضع".
وكان ريباك قدم استقالته صباحا بعدما وقع اتفاق الجمعة الذي يقدم تنازلات سياسية كبيرة من جانب السلطات بعد أزمة غير مسبوقة استمرت ثلاثة أشهر.
كما انتخب البرلمان النائب المعارض أرسين أفاكوف وزيرا للداخلية إلى حين تشكيل حكومة ائتلافية جديدة. وتمت تسمية أفاكوف بأغلبية 275 صوتا من أصل 324 نائبا أدلوا بأصواتهم.
ويتولى أفاكوف مسؤولية المنصب القوي بعدما عزل النواب أمس الجمعة وزير الداخلية السابق فيتالي زاخاراتشينكو، وهو حليف للرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وفي سياق التطورات المتلاحقة في أوكرانيا، وافق أعضاء البرلمان على التعجيل بالإفراج عن زعيمة المعارضة المحتجزة يوليا تيموشينكو، دون الحصول على موافقة الرئيس.
وسجنت تيموشينكو عام 2011 بتهمة إساءة استغلال منصبها في ما يتعلق باتفاق غاز أبرمته مع روسيا عندما كانت رئيسة للوزراء في أعقاب محاكمة شجبها الاتحاد الأوروبي، ووصفها بأنها ذات دوافع سياسية.
إقالة الرئيس
وفي تطور لاحق، تعهد الرئيس الأوكراني بالتنحي، وذلك خلال محادثة هاتفية مع القيادي المعارض أرسيني ياتسينيوك، وفق ما أعلن النائب المعارض ميكولا كاتيرينتشوك اليوم السبت.
وقال كاتيرينتشوك للصحفيين إن "ياتسينيوك طالب باسم (متظاهري ساحة) الميدان (مركز الحركة الاحتجاجية في كييف) بتنحي يانوكوفيتش. وقد تعهد يانوكوفيتش بذلك، ننتظر تأكيدا خطيا".
لكن مراسل الجزيرة في كييف قال إن مصادر مقربة من يانوكوفيتش نفت نيته التنحي، وإنه سيواصل عمله رئيسا للبلاد، بينما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن يانوكوفيتش وصفه لما يجري في بلاده بالانقلاب.
وكانت المعارضة قد تقدمت بمشروع قرار لإقالة يانوكوفيتش فورا، ودعا رئيس حزب "الضربة" الملاكم السابق فيتالي كليتشكو -في جلسة للبرلمان خصصت لمناقشة طلب سحب الثقة عن الرئيس- إلى انتخابات رئاسية قبل 25 مايو/أيار المقبل.
في غضون ذلك، شكك نواب المقاطعات الشرقية الموالية للرئيس يانوكوفيتش في شرعية القرارات التي اتخذها البرلمان أخيرا، وأفاد مراسل الجزيرة بأن مؤتمر طارئا عقده نواب خاركاوف في المقاطعات الشرقية دعا إلى التعبئة العامة وإلى تشكيل كتائب منظمة للتصدي لما سموها المجموعات المسلحة غير الشرعية التي سيطرت على السلطة.
وكانت غانا جيرمان مستشارة يانوكوفيتش أعلنت -في وقت سابق- أن الأخير موجود حاليا في مدينة خاركيف بشرق أوكرانيا، مؤكدة أن "الرئيس يؤدي مهماته الدستورية (...)، وسيتحدث اليوم إلى التلفزيون من خاركيف".
تأتي هذه التطورات عقب توصل المعارضة إلى اتفاق مع الرئيس يانوكوفيتش نص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية العام الجاري، وإصلاحات دستورية تشمل العودة إلى دستور 2004 الذي أرسى نظاما برلمانيا.
وبموجب الاتفاق، سيكون بوسع حكومة الوحدة الوطنية أن تلغي قرار يانوكوفيتش بعدم توقيع شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهو القرار الذي كان سببا في إشعال الاضطرابات نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.