أمر رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا نوري بوسهمين بتشكيل قوة من كافة المناطق تبدأ خلال أسبوع، عملية عسكرية لفك الحصار عن موانئ نفطية شرقي البلاد تسيطر عليها مليشيات ما تسمى "حكومة برقة" التي هددت من جهتها بالتصدي لأي عمل عسكري.
وقال مراسل الجزيرة في ليبيا إن الأوامر الصادرة عن رئيس المؤتمر بصفته القائد الأعلى للجيش تنص على تكليف رئيس الأركان بتشكيل القوة التي يفترض أن تبدأ عملية فك الحصار خلال أسبوع من تاريخ اليوم.
وجاء هذا التطور، بعدما لوحت السلطات باستخدام القوة لمنع ناقلة تحمل علم كوريا الشمالية من شحن النفط الخام من ميناء السدرة دون موافقتها.
من جهته, قال الناطق باسم المؤتمر الوطني عمر حميدان بمؤتمر صحفي إن الأوامر صدرت بالفعل لوزارة الدفاع وهيئة الأركان بتشكيل القوة من تسع مناطق عسكرية, وتوفير كافة الإمكانيات العسكرية لمباشرة فك الحصار عن الموانئ النفطية وإرجاعها لسلطة الدولة.
وأضاف حميدان أن القرار -الذي تلي في الجلسة التي عقدها المؤتمر الوطني بطرابلس اليوم- حدد مركز تجمع هذه القوة في مدن سرت والجفرة وأجدابيا (وسط وشرق).
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي, يغلق مسلحون موالون لما يسمى حكومة برقة موانئ السدرة والزويتينة وراس لانوف بحوض سرت، مطالبين بزيادة حصة المنطقة الشرقية من عائدات النفط.
وتسبب هذا الإغلاق في خسارة عائدات لخزينة الدولة بنحو 15 مليار دولار، وفقا لمسؤولين بقطاع النفط.
أزمة الناقلة
ويأتي الإعلان عن أوامر بتشكيل قوة عسكرية لاستعادة الموانئ النفطية، بعد ساعات من إبحار سفن حربية ليبية وعناصر من الثوار بحرا من مصراتة وبنغازي والخُمس إلى منطقة قريبة من ميناء السدرة لمحاصرة ناقلة النفط الكورية الشمالية بعد تحميلها النفط من ميناء السدرة دون موافقة الحكومة.
وحذر رئيس الوزراء علي زيدان السبت من أن سلاح الجو سيقصف الناقلة في حال لم تمتثل للأوامر أثناء خروجها من الميناء, قائلا إن النائب العام أمر باحتجاز الناقلة واعتقال ربانها.
كما قال وزير الثقافة الأمين الحبيب أمس إن سلاح الجو سيحول الناقلة إلى قطعة محترقة في حال حاولت الخروج بالنفط الذي تم شحنه بميناء السدرة. ووفقا لتقارير, فإن الناقلة رست في ميناء السدرة بهدف تحميل 350 ألف برميل من النفط الخام لحساب ما يسمى حكومة برقة.
وفي مقابل تهديد الحكومة باستخدام القوة لمنع تحميل شحنات من الخام من موانئ شرق البلاد دون موافقتها, أعلن عصام الجهاني القيادي في ما يسمى حكومة برقة أن هذه الحكومة شرعت في تحريك قوات لصد أي عملية عسكرية من جانب الحكومة.
وذكرت محطة تلفزيون مؤيدة للمليشيات المسيطرة على المرافئ النفط أن أحد قادتهم حث السكان المحليين على الانضمام لقواته.
وأفاد بيان بثته المحطة أن عبد ربه البرعصي رئيس المكتب التنفيذي لحركة مجلس إقليم برقة في شرق ليبيا دعا "كل الرجال الشرفاء" للانضمام لقواته.
وقد أبلغت ليبيا سفارة كوريا الشمالية بطرابلس احتجاجها رسميا على دخول ناقلة النفط التي تحمل علمها إلى المياه الإقليمية دون إذن من السلطات. وقال وزير النفط والغاز المكلف عمر الشكماك للجزيرة إن هناك معلومات بأن ملكية الناقلة تعود لشركة سعودية.
وكانت واشنطن عبرت أمس عن قلقها الشديد من تحميل النفط الخام الليبي بصورة غير مشروعة من ميناء السدرة, وقالت إن عملية الشحن مخالفة للقانون, ويمكن أن تترتب عنها عقوبات على الجهات الضالعة في العملية.