استبعد محافظ عمران محمد حسن دماج أن يكون التحكيم لجماعة الحوثي قد جاء من رئيس الجمهورية مباشرة وإنما باجتهاد من لجنة الوساطة معتبراً تحكيم (الجاني أو المعتدي) خطأ شرعاً وقانوناً وعرفاً .
وخلال لقائه اليوم الفريق الإعلامي الحقوقي الذي زار مدينة عمران للاطلاع على الأوضاع الإنسانية جراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة قال المحافظ دماج: "إن قيادة المحافظة والسلطة المحلية ومعهما الجيش والأجهزة الأمنية حريصون كل الحرص على إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي كإحدى أهم أولوياتهم" .
وأكد دماج ترحيبهم واحترامهم في قيادة المحافظة لكافة الاحتجاجات السلمية كحق مكفول دستوراً وقانوناً للتعبير عن الرأي ما دامت غير مخلة بالنظام والقانون، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن قرارات المنع ستطبق على أي تظاهرات أو مسيرات مسلحة لأي جماعات أو أحزاب سياسية أو أي طرف كان.
وأضاف: "صدورنا مفتوحة للجميع وأيدينا ممدودة بالسلام للكل وفي المقابل فإن الدولة ممثلة في السلطة المحلية والجيش والأمن على استعداد كامل لحماية مدينة عمران في حال ارتكب الحوثي أي حماقة ولم يحكم صوت العقل والمنطق ويحتكم إلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافق عليها كل اليمنيين".
إلى ذلك زار الفريق الإعلامي والحقوقي الاعتصام المسلح لما يسموا "أنصار الله" في "بير عائض" قاع البون الواقع على المدخل الشمالي لمدينة عمران حيث ألتقى بعدد من اتباع الحوثي معظمهم من الأطفال المدججين بالسلاح والذين أكدوا بقائهم في الساحة حتى سقوط كافة رموز الفساد في عمران ابتداء من المحافظ وحتى أصغر فراش وتحرير ابنائها مما أسموه النفوذ القبلي والسياسي المهيمن على المحافظة-حد تعبيرهم.
وعلى هامش تلك الزيارة لاحظ أعضاء الفريق انتشار كبير للمظاهر المسلحة داخل وخارج خيام ظاهرها "السلم" وباطنها "الحرب" بالإضافة إلى عدد من الأطقم وسيارات الأوبل التي تقل مسلحين حوثيين وتتنقل بهم في محيط الساحة والشوارع والأحياء المجاورة بحرية مطلقة.
كما وقف الفريق على عدد من الانتهاكات والجرائم التي قال: "الأهالي بأن مسلحي ارتكبوها بحقهم أثناء مواجهاتهم مع أفراد نقطة الضبر خلال الاسبوعين الماضيين والتي أسفرت عن مقتل اثنين مواطنين أبرياء من سكان منطقة الضبر وإصابة ثلاثة آخرين ونزوح الآلاف من مساكنهم " .
وقال خالد الخدري شقيق الشهيد صدام الخدري "أن مسلحين حوثيين اعتدوا على منزلهم القريب من نقطة الضبر وقاموا بقتل شقيقه ورمي جثته خارج المنزل ومن ثم محاصرته هو وباقي اخوته إلى وقت متأخر من مساء السبت قبل الماضي دون أي سبب يذكر".
وأضاف: " لقد استولوا على منزلنا لأسبوعين كاملين ورغم خروجهم منه الا أنهم ما زالوا يترددون عليه حتى اللحظة بعد أن نهبوا كل محتوياته".
وناشد الخدري رئيس الجمهورية انصافه من قتلة شقيقه ومحاكمتهم وتمكينهم من استعادة منزلهم وتأمينه خصوصاً وأنه يقطن هو وباقي عائلته داخل كهوف في الجبال المحاذية لقرية الخدرة".
ويعد منزل الخدري واحد من ضمن 5 منازل لمواطنين في منطقة الضبر "بير عائض" والتي قال سكانها أنها تعرضت للنهب والسطو المسلح من قبل جماعة الحوثي المتمترسين في القرب من النقطة العسكرية المجاورة للمنازل.
الجدير بالذكر أن الفريق الإعلامي والحقوقي الذي زار محافظة عمران بدعوة من اللجنة الشبابية والشعبية لمساندة القرار الأممي وكذا الهيئة الشبابية لمراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، لا يزال بصدد استكمال مهمته التي ستتكلل بعقد مؤتمر صحفي للكشف عن نتائج تلك الزيارة.